[تقي الدين السني]

لطالما رأينا أن المشاركات الكثيرة في مثل هذه المواطن لا تنفعُ بل تضرُ لكثرة ما فيها من كلام والله تعالى المستعان .

أولاً : هل { ردَ الله تبارك وتعالى } إجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في مسألةٍ إستقلت فيه السنة النبوية عن القرآن الكريم في التشريع مثالُ ذلك أيها المكرم .
1- تحريم { الذهب } هل هناك نصٌ في الوحي الإلهي وهو القرآن ، يذكرُ أن الذهب حلال وأن إستقلال { السنة } خالف الوحي الإلهي او ذكرٌ للتحريم بالقرآن الكريم ...؟
2- ولو نظرنا إلي معنى التلاوة في { اللغة } نرى أن التلاوة في اللغة تعني : { التلاوة في أصل معناها اللغوي هي المتابعة ومن ذلك قوله تعالى: { والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها } (1) أي إذا تبعها } وإنظر إلي العطف في الآية الكريمة يقول الله عز وجل : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً } لكن هل تلاوة السنة النبوية مثل تلاوة القرآن الكريم ....؟ هنا يقع الإشكال ولو كنت تعقل لما طعنت في النبي صلى الله عليه وسلم وهذا { تحذيرٌ لك } قوله - عز وجل - : (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله ) يعني : القرآن ) ( والحكمة ) قال قتادة : يعني السنة وقال مقاتل : أحكام القرآن ومواعظه ، أي : اعملن بما ينزل الله على رسوله في بيوتكن من الكتاب والسنة قاله قتادة وغير واحد ، واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس ، أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس ، وعائشة [ الصديقة ] بنت الصديق أولاهن بهذه النعمة ، وأحظاهن بهذه الغنيمة ، وأخصهن من هذه الرحمة العميمة ، فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها ، كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه عليه قال بعض العلماء ، رحمه الله : لأنه لم يتزوج بكرا سواها ، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه ، فناسب أن تخصص بهذه المزية ، وأن تفرد بهذه الرتبة العلية ولكن إذا كان أزواجه من أهل[ ص: 416 ] بيته ، فقرابته أحق بهذه التسمية ، كما تقدم في الحديث : " وأهل بيتي أحق " وهذا يشبه ما ثبت في صحيح مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ، فقال : " هو مسجدي هذا " فهذا من هذا القبيل; فإن الآية إنما نزلت في مسجد قباء ، كما ورد في الأحاديث الأخر ولكن إذا كان ذاك أسس على التقوى من أول يوم ، فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بتسميته بذلك ، والله أعلم .
3- كيف فهمت من قول الأخت أوراق وفقها الله تبارك وتعالى أن الله عز وجل أشرك النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل الحكم ...!!! أهذا يقول به عاقل ...!! لأن النبي صلى الله عليه وسلم نبي الله وحمل رسالتهُ وهي القرآن الكريم والدين الإسلامي ، وإعلم أن السنة النبوية بمثل هذا تكونُ حجةٌ على العقلاء والمسلمين وإلا ما قرن الله تبارك وتعالى طاعتهُ بطاعة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال أيها الجاهل : { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } فمن أطاع النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بسنته فقد أطاع الله عز وجل ولهذا إستدلالك باطل.

وعند النظر للآيات فإن تفسيرك الضعيف لا يساوي عفطة عنزة عندنا وما أجهلك إن تكلمت بما لا تعلم .
الآية الأولى : قوله تعالى : { لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ } أنتَ قصرت الحكم فقط على القرآن الكريم ، فهل نجدُ في القرآن الكريم الحكمَ { بقطع يد السارق ومن أين } .. ؟
الآية الثانية : قوله تعالى : { وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ } الخطاب لمن في هذه الآية الكريمة ..؟ فهل كل أحكام القضاء موجودة في القرآن الكريم وهل تستطيع أن تفهم ما في القرآن الكريم إن لم يكن مفسراً ، فكما نرى بما أنك لا تعتمد على الفهم الصحيح لسلف الأمة وللنبي صلى الله عليه وسلم ولسنة النبي فأنت الآن تفسر القرآن بطريقة سفسطاية ب طريقة فارغة لا قيمة لها في العلم ولا عند أهل العلم فما هذا القول إلا قول جاهلٍ يريد التلبيس على البشرية لا يريد الحق أبداً .

سؤال : كيف يحكمُ النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس .... ؟
لاحظ السؤال جيداً ، حكمهُ صلى الله عليه وسلم أيكونُ فقط بالقرآن الكريم أم بإجتهادهِ صلى الله عليه وسلم وبيان الحكم ... وإستقلال السنة بالتشريع في مسائل القضاء ... ؟

وليست الأخت ممن وصفتها بهم بل أنت فيهم فقد رددت سنة النبي والآن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
كذبت لم يقل أحدٌ من علماء أهل السنة بمثل هذا القول ، وإن التفسير الصحيح للآيات القرآنية معروفٌ ومرويٌ عن الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم أما تفسيرك فلنفسك ولا يحصلُ التفسير بهذه الطريقة إلا ممن قد سفه نفسه ، أيها المسكين ما هكذا توردُ الإبل في الردود فكل الردود سفسطاية لا قيمة لها في الميزان العلمي فكلهُ كلامٌ فارغ .

عرفت التلاوة : إذا لماذا عطفت تلاوة الذكر على الحكمة ...؟

تنبيه : الجهل بالاحكام القرآنية لا يخولك تفسير القرآن الكريم بطريقتك ، وحتى الأمرُ بلغ بك إلا الإنشاء وما هكذا يكونُ الحوار كما وأريدك أن تتنبه في حديثك مع الأخوات فهذا لا يخرجكَ من كونك فاشلٌ في أبسط قواعد الحوار وفي اللغة العربية وفي العلم ، حاول أن تحفظ لسانك وتحاور بعلمية وإلا فلا حاجة لإضاعة أوقاتنا بما لا ينفعنا ولا ينفع القراء .


والله أعلى وأعلم .