عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-08-05, 03:31 PM
أحمد المسلم أحمد المسلم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-01
المشاركات: 37
افتراضي أعظم الكلام لا إله إلا الله محمد رسول الله



<o:p></o:p>
<o:p> الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .</o:p>
كلمة لا إله إلا الله ؛ هذه الكلمة هي أعظم الكلمات على الإطلاق ، كما قال عليه السلام " أفضل الذكر لا إله إلا الله " ، وكما قال " وخير ماقلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " . <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
وهي كلمة التوحيد وهي كلمة الشهادة ، وهي الكملة الطيبة كما قال تعالى : {ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة } .<o:p></o:p>
وهي كلمة الحق؛ كما قال عز وجل {إلا من شهد بالحق} .<o:p></o:p>
وهي دعوة الحق ؛ كما قال جل وعلا {له دعوة الحق}.<o:p></o:p>
وهي كلمة التقوى ؛ {وألزمهم كلمة التقوى }.<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
ووصفت هذه الكلمة بصفات عظيمة بالغة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تدل على علو شأنها ورفعة مكانتها وعظيم قدرها .<o:p></o:p>
وهي دالة على التوحيد وعلى الوحدانية وعلى تفرد الله سبحانه وتعالى .<o:p></o:p>
فهي كلمة دالة على التوحيد لله عز وجل ، ودلالتها على التوحيد بالنفي والإثبات ، وهما ركنان لهذه الكلمة لا توحيد إلا بهما . النفي في قوله "لا إله" ، والإثبات في قوله "إلا الله" ، ولا يكون المرءُ موحدا إلا بالنفي والإثبات . فهما ركنان للتوحيد ، نفي العبادة عن كل ماسوى الله ، وإثبات العبادة بكل أفرادها وكل معانيها لله سبحانه وتعالى وحده ، فمن نفى ولم يثبت لايكون موحداً ، ومن أثبت ولم ينف لا يكون موحدً ، ولا يكون المرء موحداً إلا بالنفي والإثبات .<o:p></o:p>
فمن نفى ولم يثبت فلا يكون من أهل التوحيد ، بل يكون من أهل الإلحاد ، فعقيدتهم لا إله : هذه عقيدة الملاحدة ، يقولون لا إله والحياة مادة .<o:p></o:p>
فالنفي المطلق إلحاد .<o:p></o:p>
ومن أثبت ولم ينفي فهذا شرك ؛ لأنه لم ينف العبادة عن ما سوى الله ، مثل كفار قريش والمشركون عموماً . <o:p></o:p>
فلا يكون توحيدٌ إلا بالنفي والإثبات . <o:p></o:p>
الإله : المعبود الذي يـُؤله ويُعبد ويُخضع له ويُذل ويُركع له ويُسجد وتُصرف له أنواع الطاعة. <o:p></o:p>
لا : نافية للجنس ، ولا النافية للجنس تحتاج إلى إسم وخبر .<o:p></o:p>
إله : اسم "لا" ، خبرها محذوف مقدر دلَّ عليه المقام ، ويسوغ الحذف إذاعُلم الأمر ، ونقدره [حق] كما قال تعالى : {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما تدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير}، وقال {ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وأنه على كل شيء قدير}.<o:p></o:p>
فلا إله حقٌ إلا الله ، فلا يصلح أن يُقدر المحذوف بقولك [موجود] بأن يُقال لا إله موجودٌ إلا الله ؛ لأن الآلهة الباطلة موجودة وكثيرة ، فيكون المعنى على هذا : كل إله موجود هو الله ، وهذا باطل .<o:p></o:p>
فلا إله إلا الله : أي لا إله حق ٌ إلا الله ، وكل ما عُبد من دون الله فعبادته باطلة ، يقول تعالى {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير } ، فكل عبادة تُصرف لغير الله باطل وضلال ، والإله الحق هو الله وحده ؛ ولهذا كان بعض الصحابة يقولون في التلبية : لبيك إله الحق ؛ أي وماسواك إله باطل ، فالآلهة المتخذة من دون الله كلها باطلة ، لا أحد يستحق من العبادة أي شيء لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي من الأولياء .<o:p></o:p>
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول له ما شاء الله وشئت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: <o:p></o:p>
" أجعلتني لله نداً قل ما شاء الله وحده " . <o:p></o:p>
فحقوق الله جل وعلا وخصائصه له سبحانه ، لا يصرف شيءٌ منها لغيره سبحانه وتعالى .<o:p></o:p>
فلا إله إلا الله لايكون العبد من أهلها إلا إذا حقق ركنيها (النفي والإثبات) .<o:p></o:p>
محمد رسول الله : <o:p></o:p>
هذه شهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، وهو عبد الله ورسوله ؛ قال تعالى {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} ، وقال { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً } . <o:p></o:p>
والمراد بالعبودية العبودية الخاصة، عبودية الذل والخضوع والانقياد والانكسار والتذلل والطاعة والامتثال لله سبحانه وتعالى. وقد كمَّل نبينا عليه الصلاة والسلام هذا المقام أتم تكميل ، فعبد الله حتى أتاه اليقين ، صلاوات الله وسلامه عليه ، وكان عليه الصلاة والسلام في عباداته وطاعاته قدوة المؤمنين ، وأسوة الطائعين ، قال تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} وما من مقام من مقامات العبادة إلا وتممه عليه الصلاة والسلام وأتى به على الوفاء والتمام، فكان في كل عبادة قدوة، وفي كل طاعة أسوة .<o:p></o:p>
فهذه شهادة ٌ له بالعبودية أنه عبد لله تمم مقام العبودية وكملها . <o:p></o:p>
فيُشهد له بالرسالة ؛ بأنه رسول الله ، مرسلٌ من الله حقاً وصدقاً ، بعثه الله عز وجل رحمة للعالمين ، بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، وأنه صلى الله عليه وسلم بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، وماترك خيراً إلا دل الأمة عليه ، ولا شراً إلا حذرها منه . فهذه شهادة له بالرسالة .<o:p></o:p>
وهو صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله ، وشهادة ُأنه عبد لله تقتضي ألا يُصرف له شيءٌ من العبادة؛ فالعبد لا يُعبد ، فمن يمد يديه ويقول : مدد يارسول الله، أدركني، أنقذني، أعطني ...<o:p></o:p>
فهل فهم من هذا حالُه ، هل فهم هذه الشهادة ؟ هل فهم قوله : أشهد أن محمداً عبده ؟! العبد لا يُعبد ؛ الذي يُعبد الرب جل وعز !<o:p></o:p>
الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم كلهم إنما بُعثوا لدعوة الناس إلى عبادة الله جل وعلا ، أول مايصادفك في القرءان من الأوامر قوله تعالى {يا أيها الناس اعبدوا ربكم }، فالعبادة لله ؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما " إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " .<o:p></o:p>
والشهادة له بالرسالة تقتضي وتستوجب طاعته وامتثال أمره ، والرسل إنما أرسلوا ليُطاعوا كما قال سبحانه وتعالى {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله}. <o:p></o:p>
قال أهل العلم : معنى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، والانتهاء عما نهى عنه وزجر ، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع .<o:p></o:p>
ولو تأملت ماجاء به عليه الصلاة والسلام لوجدت أنه لا يخرج عن ثلاث أشياء : أوامر ونواهي وإخبار ، وفي شهادتك أن محمداً عبده ورسوله توسط واعتدال وبـُعد عن الغلو والجفاء .<o:p></o:p>
توسط بين الغلاة وبين الجُفاة ؛ لأن من غلا في حق النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه فوق قدره وأعطاه من خصائص الرب سبحانه وتعالى إما خصائص الربوبية أو خصائص الألوهية أو من خصائص الأسماء والصفات؛ خرج من مقام الشهادة له بالعبادة ، والعبد لا يُعبد . <o:p></o:p>
والعبد ( أي كلمة العبد) لها معنيان : عبدٌ بمعنى العابد، وعبد بمعنى المعبَّد . <o:p></o:p>
قوله وعباد الرحمن هذا بمعنى العابد (عبدوا الرحمن). وعبد بمعنى المعبَّد أي المذلل ، والخلق كلهم عبيد لله عز وجل ، أي هو ربهم وخالقهم ورازقهم . فنبيُّنا عليه الصلاة والسلام عبدٌ أي مخلوق لله ، عبدٌ أي عابد لله ، وممتثلٌ لأمر الله وكمَّل مقام العبودية ، قال تعالى { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي}. <o:p></o:p>
فمن هذا شأنه لا يُعطى شيءٌ من خصائص الرب ؛ ولهذا في حياته صلى الله عليه وسلم أنكر كل ماسمع من ذلك؛ كقوله وإنكاره على الرجل الذي قاله له ما شاء الله وشئت ، فقال له عليه السلام أجعلتني لله نداً . ولما سمع امرأة تمدحه قائلةً وفينا رسول الله يعلم ما في غدٍ ، غضب رسول الله ، وقال لا يعلم ما في غدٍ إلا الله . إذاً من آمن بأنه عبد وحقق مقام هذا الإيمان خرج من طريق الغلاة .<o:p></o:p>
ومن آمن بأنه رسول وحقق هذا المقام ، خرج من طريق الجُفاة ، الذين خرجوا من الطاعة والامتثال والاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام .
اللهم اجعلنا من الذين حققوا شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . <o:p></o:p>
*.*

<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
رد مع اقتباس