عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-01-23, 10:08 PM
احمد ابو فرحة احمد ابو فرحة غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-23
المشاركات: 3
افتراضي القرضاوي من فقه الغناء و الموسيقى الى فقه الكنائس

القرضاوي من " فقه الغناء و الموسيقى " إلى "فقه الكنائس "
بقلم :احمد أبو فرحة
أتردد كثيرا قبل أن اكتب عن شيخ معين أو فقيه معين , و ذلك لمحدودية علمي الشرعي و حساسية ردة أفعال أتباع هذا الشيخ أو ذاك , فأحيانا كثيرة و بسبب التعصب الأعمى يزيد من اندفاع مطموسي القلوب نحو مشايخهم عندما يرون أحدا ينتقدهم و يجاوبون باستعلاء و بطريقة قذافية تهكمية : من أنت؟؟؟؟ من أنت حتى تتكلم عن الشيخ , و يقولون بعض المرات عبارات جارحة ك " لا يضير السحاب نباح الكلاب " , فقط لأنك انتقدت شيخهم!!
و لكن الحق أبلج و الباطل لجلج , و المسلم يذود عن دينه حتى من الذين يفترض أن يحرسوه , فهذا الدين اسما من المشايخ و الأتباع و الحركات و أي نهج , و هناك مسلمات , ينبغي لأي شخص اخترقها مهما بلغ علمه أن يوضع عند حده , حتى يبرئ المسلم ذمته أمام رب الأرباب.
اختلف الفقهاء قديما و حديثا, قليلا و كثيرا , و لم نسمع عن أي فقيه أن آراءه تطابقت بالكلية مع فقيه معتمد آخر أو مع إجماع الأمة , هذا طبيعي فالاختلاف سنة و الأفهام متفاوتة , لكن يبقى الفقيه يجتهد في أمور ليس فيها نصوص قطعية , و إن اجتهد فأصاب فله أجران و إن اخطأ " سهوا لا عمدا " فله اجر واحد.
أما عن حالة الشيخ القرضاوي فإنها مختلفة كثيرا لا قليلا , فالقرضاوي خالف إجماع السلف في كثير من المواطن , و المشكلة ليس فقط انه خالف , بل انه جعل لهذا الاختلاف فقه!!!!
عندنا في منهج السلف مثلا أن الموسيقى حرام بالإجماع , و شذ عن القاعدة قليل جدا من الفقهاء كابن حزم الذي أباحها بشروط , فتبقى مسألة إجماع حرمة الموسيقى متفق عليها باستثناء فلان مثلا الذي قال كذا و كذا .
القرضاوي لم يكتف بقول أن الموسيقى حلال و رد كثيرا على المخالفين , اقصد مخالفيه باستعلاء و ادعاء للحضارة و فهم الواقع إلى أن وصل الحد به إلى تأليف كتاب " فقه الغناء و الموسيقى " , الذي وصل عدد صفحاته أكثر من 250 , و الخطير في الأمر أن القرضاوي نقل مسألة الخلاف في الموسيقى إلى أن جعلها فقها قائما بذاته في أدبياته , فيتبادر إلى ذهن أتباعه بأن الموسيقى ضرورة للمسلم , الفقه في الشيء يعني ضرورته في حياة المسلم , و يصبح هذا المقلد الأعمى لا يرى إلا ما يراه القرضاوي و يعتقد أنها مسلمة , فالأمر خطير و يجب الانتباه له.
و لنعرج إلى قضية اخطر من الموسيقى , القرضاوي يعده الكثيرون فقيها ثائرا له صولاته و جولاته ضد الطواغيت , و الحق يقال أن القرضاوي اليوم يختلف عن القرضاوي قديما , فالقرضاوي قديما ساهم في الدعوة بشكل ايجابي و كان منارة للكثيرين إلا أن سنة التغيير و التبديل نالت من الشيخ , كما نالت أيضا من أتباعه . القرضاوي في فتوى عجيبة له , يرد عليها ليس أنا فقط , إنما اصغر طفل يحب هذا الدين , في بداية الحرب على أفغانستان و عندما سأله مسلمون يعيشون في أمريكا يخدمون في الجيش الأمريكي : ماذا نفعل عندما نذهب إلى أفغانستان ؟ فرد الفقيه و هو أنصار الدولة المدنية و المواطنة: بما أنكم مواطنون أمريكيون و مهنتكم الجندية , عليكم أن تمتثلوا لأوامر القادة , و بما أنكم مسلمون و الأفغان مسلمون عليكم التفريق بين من هو مقاتل و من هو مدني!! و أنصحكم بان لا تكونوا في المقدمة , بل اشتغلوا كطباخين آو مساعدين لا مقاتلين خوفا من الحرج !!!
طبعا الرد للقارئ و ليس لي أو لغيري مع أن الكثيرين ردوا , فاستحق شيخنا بكل فخر لقب " فقيه المارينز " .
طبعا فهمه للوسطية هذا , و الوسطية منه و من أتباعه براء , قاده إلى مثل هذه الألقاب , و لا زال أنصاره يدافعون عن تلك المسلمة!!
قضية أخرى جديدة لا بد من التطرق إليها , و هي فتواه بجواز تهنئة النصارى بأعيادهم و الذهاب إلى الكنيسة , و كالعادة لا تخلو فتوى " العلامة" كما يطلقون عليه من تجريح و استهزاء بالعلماء , فقد تخطى العلامة موضوع الاختلاف مع انه ليس واردا أصلا في هذه المسألة إلى مرحلة الاستهزاء بالمخالفين . يقول فضيلته في نص فتواه : "هو الذي جعلني أخالف شيخ الإسلام ابن تيمية في تحريمه تهنئة النصارى وغيرهم بأعيادهم، وأجيز ذلك إذا كانوا مسالمين للمسلمين، وخصوصا من كان بينه وبين المسلم صلة خاصة، كالأقارب والجيران في المسكن، والزملاء"
و في هذه النقطة نرد على الشيخ بنفس أسلوب أتباعه , من أنت حتى تقول انك تخالف شيخ الإسلام؟؟؟ هل وصل بك الحد إلى ابن تيمية ؟؟
ثم يكمل الشيخ قائلا متهكما : " إن كثيرا من المشايخ أو العلماء، يعيشون في الكتب، ولا يعيشون في الواقع، بل هم غائبون عن فقه الواقع، أو قل: فقه الواقع غائب عنهم، لأنهم لم يقرؤوا كتاب الحياة، كما قرؤوا كتب الأقدمين. ولهذا تأتي فتواهم، وكأنها خارجة من المقابر!! "
نقول للشيخ : الكتب التي تتحدث عنها و التي يعيش بها مخالفوك , هي من حفظت هذا الدين بإرادة رب العالمين , هذه الكتب التي ردت كيد الزنادقة قديما و حديثا و منها تعلمنا و حضرتك الفقه , و تقول الواقع و تتذرع دائما بالواقع , ما دخل الواقع بأمور العقائد ؟؟؟ العقيدة ثابتة بتغير الواقع , و بعد ذلك تقول " كتاب الحياة " , أي حياة و أي كتاب تتحدث , حياة الغرب الذي فتنت به ؟؟ أم الحياة بين أحضان الطواغيت ؟؟ أم الحياة الجميلة بجانب قاعدة السيلية ؟؟! لقد شطحت يا شيخ و شطح أنصارك . ثم تقول : كأنها خارجة من المقابر , تقصد الأموات في المقابر , تقصد ابن حنبل و الشافعي و الحسن البصري و ابن تيمية و ابن قدامة و غيرهم . هذه المقابر التي تتحدث عنها يا شيخ هي حياتنا , تلك أمهات الكتب هي دليلنا بعد الكتاب و السنة , أولئك الذين تخالفهم و تتهكم عليهم هم قدوتنا و ليس الذين يصافحون النساء و يستمعون لام كلثوم و يحتفلون بأعياد الميلاد بعد الثمانين , أولئك قدوتنا و سيرهم مفخرة لنا و لكل المسلمين و هم اسما من أن يلمزهم احد .
خلاصة القول , اتق الله يا شيخ أنت و أتباعك , و إن هذا الدين سينتشر بإذن الله في شتى بقاع المعمورة و سيدخل كل بيت , بعز عزيز أو ذل ذليل , و سيكون انتشاره ليس بالأفهام السقيمة المتردية , إنما بفهم سلف الأمة النقي , بفهم من هم بالمقابر , و كل تلك السحب التي تحاول أن تغطي سماء فقهائنا ستزول بإذن الله و سيفضحها الله , انه القادر على كل شيء , اللهم اهد شبابنا إلى دينك و أصلح حالهم و تب على ضالهم , اللهم آمين آمين.
رد مع اقتباس