عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2012-03-29, 07:49 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي سلسلة التحدي بالقرآن/محمد إبراهيم عبد الغني/شهادة امرأتين

بسم الله الرحمن الرحيم
التحدي بالقرآن ــ ليس بكلام بشر
تدبر/محمد إبراهيم عبد الغنى قطب
شهادة امرأتين


الحمد لله الذي انزل القرآن علي عبده وتحدي به البشر من يوم أن انزل على سيدنا رسول الله إلى أن يرث الله الأرض وما عليها والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه الكرام ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم القيامة.
يقول الله تعالى في الآية282 من سورة البقرة: بسم الله الرحمن الرحيم { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِٱلْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ وَلْيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيْهِ ٱلْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِٱلْعَدْلِ وَٱسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلأُخْرَىٰ وَلاَ يَأْبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوۤاْ أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَٰدَةِ وَأَدْنَىٰ أَلاَّ تَرْتَابُوۤاْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوۤاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }.

نستعرض ما جاء به بعض المفسرين من امهات كتب التفسير:
جاء في تفسير القرآن الكريم لابن كثير رحمه الله قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ } هذا إرشاد منه تعالى لعباده المؤمنين إذا تعاملوا بمعاملات مؤجلة أن يكتبوها؛ ليكون ذلك أحفظ لمقدارها وميقاتها، وأضبط للشاهد فيها، وقد نبه على هذا في آخر الآية حيث قال: { ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَـٰدَةِ وَأَدْنَىٰ أَلاَّ تَرْتَابُوۤاْ }.

وجاء في تفسير الجلالين رحمهما الله تعالى في تفسير { وَٱسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلأُخْرَىٰ } (أي الشهيدان) { فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ } يشهدون { مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَاء } لدينه وعدالته وتعدّد النساء لأجل { أَن تَضِلَّ } تنسى { إْحْدَاهُمَا } الشهادة لنقص عقلهن وضبطهن { فَتُذَكّرَ } بالتخفيف والتشديد { إْحْدَاهُمَا } الذاكرة { ٱلاْخْرَىٰ } الناسية وجملة الأذكار محل العلة أي لتذكر إن ضلت ودخلت على الضلال.

أما ما جاء في تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى غي قوله سبحانه : { فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ } إن الحق سبحانه وتعالى قد طلب منا على قدر طاقتنا أي من نرضى نحن عنهم، وعلل الحق مجيء المرأتين في مقابل رجل بما يلي: { أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلأُخْرَىٰ }؛ لأن الشهادة هي احتكاك بمجتمع لتشهد فيه وتعرف ما يحدث. والمرأة بعيدة عن كل ذلك غالبا.
أن الأصل في المرأة ألا علاقة لها بمثل هذه الأعمال، وليس لها شأن بهذه العمليات، فإذا ما اضطرت الأمور إلى شهادة المرأة فلتكن الشهادة لرجل وامرأتين؛ لأن الأصل في فكر المرأة أنه غير مشغول بالمجتمع الاقتصادي الذي يحيط بها، فقد تضل أو تنسى إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وتتدارس كلتاهما هذا الموقف، لأنه ليس من واجب المرأة الاحتكاك بجمهرة الناس وبخاصة ما يتصل بالأعمال.

أما بالنسبة للمرحوم سيد قطب ، فقد جاء في تفسير في ظلال القرآن عن سبب لماذا يكون شهادة المرأتين فقد ينشأ من قلة خبرة المرأة بموضوع التعاقد، مما يجعلها لا تستوعب كل دقائقه وملابساته ومن ثم لا يكون من الوضوح في عقلها بحيث تؤدي عنه شهادة دقيقة عند الاقتضاء، فتذكرها الأخرى بالتعاون معاً على تذكر ملابسات الموضوع كله. وقد ينشأ من طبيعة المرأة الانفعالية. فإن وظيفة الأمومة العضوية البيولوجية تستدعي مقابلا نفسياً في المرأة حتماً. تستدعي أن تكون المرأة شديدة الاستجابة الوجدانية الانفعالية لتلبية مطالب طفلها بسرعة وحيوية لا ترجع فيهما إلى التفكير البطيء.. وذلك من فضل الله على المرأة وعلى الطفولة.. وهذه الطبيعة لا تتجزأ، فالمرأة شخصية موحدة هذا طابعها - حين تكون امرأة سوية - بينما الشهادة على التعاقد في مثل هذه المعاملات في حاجة إلى تجرد كبير من الانفعال، ووقوف عند الوقائع بلا تأثر ولا إيحاء. ووجود امرأتين فيه ضمانة أن تذكر إحداهما الأخرى - إذا انحرفت مع أي انفعال - فتتذكر وتفيء إلى الوقائع المجردة.

كان لهذه الآية الكريمة وقفه عند بعض المستشرقين والذين يتربصوا بكلام الله عز وجل واعتبروا أن الإسلام ينتقص من حق المرأة حتى في الشهادة بين الناس بعد أن انتقصها حقها في التوريث وقد أوضحنا الحكمة في توزيع التركات -- (اقرأ حكمة التوريث للكاتب) –وبينا أن التوزيع بالطريق التي أمر بها الله كان لصالح المرأة وليس انتقاصا من حقها أو قدرها.
أما ما جاء في هذه الآية الكريمة والتي جاء فيها { وَٱسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِّن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَٱمْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا ٱلأُخْرَىٰ } .فقد اشتد المفسرين في التعليل لهذا الأمر كل حسب ما استطاع .
ولكن الله شاء أن يرد ويوضح الحكمة في تشريعه عن شهادة امرأتين والشهادة من غير المسلمين فقد جاء في جريدة الأهرام في العدد 44257 ‏السنة 132- الخميس 7 فبراير 2008 ، ‏30من المحرم 1429 هـ : الحمل يضعف الذاكرة‏.‏
لاتعولوا كثيرا علي ذاكرة المرأة الحامل فهي كثيرة النسيان وقد يستمر الأمر بعد الولادة لعام كامل قبل أن تستعيد ذاكرتها تماما‏,‏ وهذه النتائج أكدتها دراسة استرالية حديثة أثبتت أن الحمل يتسبب في ضعف ذاكرة النساء‏,‏ وأن هذه الحالة تستمر لفترة ما بعد الولادة أحيانا‏.‏
وتقول جوليا هنري‏,‏ وهي واحدة من فريق البحث بجامعة نيوساوث ويلز بسيدني ما وجدناه هو أن المجهود الذهني المرتبط بتذكر تفاصيل جديدة أو أداء مهام متعددة المراحل‏,‏ يصاب باضطراب‏..‏ وأضافت قد تعجز المرأة الحامل مثلا عن تذكر رقم جديد‏,‏ لكنها ستستعيد بسهولة الأرقام القديمة التي كانت تطلبها علي الدوام‏,‏ ورجحت الدراسة أن يكون السبب تغييرا في هرمونات الجسد والتغير السريع في نمط المعيشة وانشغال النساء بالحياة الجديدة ورعاية الطفل إلي جانب تأثير اضطرابات النوم التي تؤدي إلي ضعف الحضور الذهني‏.‏
هذا ما جاء في جريدة الأهرام واعتقد أن البحث الذي تم في استراليا رد ردا قويا على المشككين في القرآن وفسر الآية تفسيرا علميا غير قابل للشك .
هذا وقد ثبت علميا أن الدورة الشهرية عند النساء تصيبهن الأنيميا التي تؤثر على الذاكرة
وصدق الله العظيم إذ قال في كتابه العزيز في سورة الملك،الآية 14 { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ }
وفى سورة فصلت الآية 53 { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
ولا أجد ابلغ من كلام الله للرد على المشككين في كتابه العزيز في ختام المقالة والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام.

يتبع
رد مع اقتباس