عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 2012-04-08, 12:10 AM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي سلسلة التحدي بالقرآن/محمد إبراهيم عبد الغني/ما تنقص الأرض منهم

بسم الله الرحمن الرحيم
التحدي بالقرآن- ليس بكلام بشر
تدبر/ محمد إبراهيم عبد الغنى قطب
ما تنقص الأرض منهم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم القيامة.

يقول الله جل جلاله في سورة ق: بسم الله الرحمن الرحيم
{ ق والقرآن المجيد * بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب * أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد * قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ * بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج } (1 ـ 5)

جاء فى الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي:
{ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } أي ما تأكل من أجسادهم فلا يضل عنا شيء حتى تتعذرعلينا الإعادة.

وجاء في الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي:
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس: { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } قال: من أجسادهم وما يذهب منها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } قال: ما تأكل الأرض من لحومهم وأشعارهم وعظامهم.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في الآية قال: يعني الموتى تأكلهم الأرض إذا ماتوا. انتهى

أما الإمام الطبري رحمه الله قال:/
{ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } يقول : قد علمنا ما تأكل الأرض من أجسامهم بعد مماتهم، وعندنا كتاب بما تأكل الأرض وتفني من أجسامهم

( جاء في اختصار الصابوني )مختصر تفسير بن كثير:
قال ابن عباس { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } أي ما تأكل من لحومهم وأبشارهم، وعظامه) انتهى
اجمع جمهور الفقهاء على أن علم الله فى هذه الآية هو قدر ما تأكله الأرض من أجسادهم ولكن الإنسان خلق من الأرض ويعود إليها ولا يتغير من الأمر شئ فسواء كان الإنسان فوق الأرض او تحت الثرى فلن يزيد أو ينقص من الأرض شئ.

وجاء في تفسير الإمام جلال الدين السيوطي: { وألقت ما فيها } أخرجت ما فيها من الموتى { وتخلت } عنهم.

وجاء فى ظلال القرآن للمرحوم سيد قطب فى تفسيره لهذه الآية:
{ قد علمنا ما تنقص الأرض منهم، وعندنا كتاب حفيظ }..(لكأنما التعبير يجسم حركة الأرض ويحييها وهي تذيب أجسادهم المغيبة فيها، وتأكلها رويداً رويداً. ويصور أجسادهم وهي تتآكل باطراد وتبلى. ليقول: إن الله يعلم ما تأكله الأرض من أجسادهم، وهو مسجل في كتاب حفيظ؛ فهم لا يذهبون ضياعاً إذا ماتوا وكانوا تراباً. أما إعادة الحياة إلى هذا التراب، فقد حدثت من قبل، وهي تحدث من حولهم في عمليات الإحياء المتجددة التي لا تنتهي) .....انتهى.

وجاء فى تفسير الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله:
(وأخرج أبو القاسم الختلي في الديباج عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: { إذا السماء انشقت } الآية قال: " أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة فأجلس جالسا في قبري وإن الأرض تحركت بي، فقلت لها: مالك؟ فقالت: إن ربي أمرني أن ألقي ما في جوفي، وأن أتخلى فأكون كما كنت إذ لا شيء في، فذلك قوله: { وألقت ما فيها وتخلت } )....انتهى

أجمع فقهاء التفاسير على أن الله عز وجل يعلم ما تنقصه الأرض من جسم الإنسان بعد الموت. نعم الله يعلم ذلك ولكن الآية تتكلم عن ما تنقص الأرض بفتح التاء وضم القاف اى أن الأرض هي التي تنقص منهم لماذا :

إذا نظرنا إلى الآية السابقة لهذه الآية محل التدبر في السورة الذي يقول فيها أن الكافرين يتعجبوا من كلام القرآن الذي انذرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم سوف يبعثون ويقولوا كيف إذا متنا وكنا ترابا أن نبعث من جديد إذن الكافرين يتعجبوا من هذا القول فعجبهم أنهم كيف يبعثون مرة أخرى ولكن الله يرد عليهم في هذه الآية أن الله يعلم ما تنقص منهم الأرض بعد البعث وفى سورة أخرى يقول لهم انه قادر على أن يجمع بنان كل واحد منهم كما جاء في سورة القيامة : { بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ } .

ولو نظرنا في سورة الانشقاق الذي يقول فيها بسم الله الرحمن الرحيم:
{ إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)} .
{ وألقت ما فيها وتخلت } أي أخرجت أمواتها، وتخلت عنهم"

ملخص القول:
مما سبق يكون المشهد كالآتي :
يبعث الله الموتى كما جاء في سورة يس: { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } (51) { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } (52)
وعلى ما جاء في هذه الآيات من سورة يس فالله تعالى يبعث الموتى كما كان كل إنسان في حياته حتى أن الله سوف يسوى بصمات يديه ولن يترك مخلوق لن يبعث كما جاء في سورة الكهف 47 { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } ثم تتحرك الأرض كما جاء في سورة الانشقاق: { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ(5)}
اى أن الأرض تمتد وتلقى ما فيها من خلائق إلى الأرض الأخرى التي قال عنها الله تعالى فى سورة إبراهيم { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ } ثم تعود إلى ما شاء لها الله أن تكون عليه لأنه ستبدل الأرض بالأرض الأخرى كما جاء { يوم تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ للَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } (سورة إبراهيم الآية48 ).

ملخص القول:
بعد أن تلقى الأرض ما عليها من خلائق فان الله يعلم المقدار الذي نقصت منهم الأرض بعد أن بعثوا منها وأعيدوا للحياة من جديد وبعد أن تخلت عنهم إلى ارض أخري كما جاء في سورة إبراهيم 48 { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ للَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } ثم تعود إلى ما شاء لها الله تعالى أن تكون ولا تشير الآية إلى ما ذهب إليه جمهور المفسرين ما تآكله الأرض من الميت –وهو يعلمه – لان الإنسان سواء على سطح الأرض يتحرك ويحيى آو تحت التراب بعد الموت لم ولن يؤثر في الأرض لا في حجمها أو في كتلتها أي وزنها ولا في أي شئ منها لأنه جزء منها.

والله محيط علمه بكل شئ خلقه.
والله أعلى واعلم

تم بحمد الله وتوفيقه والله اسأل أن يتقبله منى ولا أريد به إلا وجهه الكريم ويجعله لي في ميزان حسناتي وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

يتبع
رد مع اقتباس