عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2012-04-09, 09:17 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي سلسلة التحدي بالقرآن/محمد إبراهيم عبد الغني/فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

بسم الله الرحمن الرحيم
التحدي بالقرآن ـ ليس بكلام بشر
تدبر/محمد ابراهيم عبد الغنى قطب
{ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }


الحمد لله الذي أرسل رسوله مبشرا ونذيرا ليبشر الذين آمنوا وينذر الذين كفروا والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين عليه وعلى آله وصحبه الكرام ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
الله تبارك وتعالى وهو الرحيم بعباده أرسل لهم رسله لينذرونهم عذاب الحريق ويبشر الذين آمنوا بأن لهم الجنة وهو الغنى عن العباد ولا يضره من كفر ولو كفر الناس جميعا ولا ينفعه من آمن ولو آمن الناس جميعا فانه الغنى الحميد فله كل الحمد والشكر ان تفضل على العباد بالرسل ليحذرونهم بالعذاب ويبشر المؤمنين منهم بالجنات والنعيم يوم القيامة.
وقال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز ,بسم الله الرحمن الرحيم:
{ يَٰا مَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا }(الأنعام130) .
جاء فى تفسير الطبري رحمه الله في قول الله تبارك وتعالى : { وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } :
يقول: يحذّرونكم لقاء عذابي في يومكم هذا وعقابي على معصيتكم إياي.
إذن مهمة الرسل أن يحذروا الناس من عذاب يوم القيامة.

قال تعالى : { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }(النساء165).

جاء في تفسير الجلالين:
({ رُسُلاً } بدل من (رسلاً) قبله { مُبَشّرِينَ } بالثواب من آمن { وَمُنذِرِينَ } بالعقاب من كفر أرسلناهم { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ } تقال { بَعْدَ } إرسال { ٱلرُّسُلَ } إليهم.

وجاء في خواطر الشيخ الشعراوى :
أي مبشرين من آمن وأطاع بالجنة والثواب ومنذرين من كفر وعصى بالنار والعقاب.
من الآيتين الأنعام 130 والنساء165 نستنتج أن الرسل الذي يرسلهم الله هم أولا منذرين للكافرين ومبشرين للذين يؤمنوا
وفى تفسير الجلالين أن رسل الله إلى العباد مبشرين من آمن من العباد ومنذرين بالعذاب من كفر منهم ولم يؤمن.
مما تقدم نقول ان الله تعالى لا يبشر الا المؤمنين ولا ينذر إلا الكافرين فلا بشرى لكافر حتى ولو كان كما قال بعض المفسرين على سبيل التهكم. وجاء فى الآية { وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ }(الحج: من الآية37).
{ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً } (الأحزاب:47) وتكون البشرى للمؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا فى الجنة يوم القيامة وكذلك يبشرهم بعذاب الكافرين والمنافقين بأن لهم عذاب السعير يوم القيامة.
قال سبحانه فى الآيات : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (التوبة:34).
{ كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيم }(لقمان: من الآية7).

جاء في تفسير جامع البيان فى تفسير القرآن للإمام الطبري:
وقوله { فَبَشِّرْهُ بعَذَابٍ ألِـيـمٍ } يقول تعالـى ذكره: فبشر هذا الـمعرض عن آيات الله إذا تُلِـيت علـيه استكبـاراً بعذاب له من الله يوم القـيامة مُوجع، وذلك عذاب النار.

وجاء في خواطر الشيخ الشعراوى :
{ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (لقمان: 7) ونحن نعلم أن البشارة لا تكون إلا في الخير، فهي الإخبار بأمر سارٍّ لم يأْت زمنه، كما تبشر ولدك بالنجاح قبل أنْ تظهر النتيجة. أما البشارة بالعذاب فعلى سبيل التهكّم بهم والسخرية منهم، كما تتهكم من التلميذ المهمل فتقول له: أبشرك رسبت هذا العام. واستخدام البُشرى في العذاب كأنك تنقله فجأة من الانبساط إلى الانقباض، وفي هذا إيلام للنفس قبل أن تُقاسي ألم العذاب، فالتلميذ الذي تقول له: أُبشِّرك يستبشر الخير بالبشرى، ويظن أنه نجح لكن يُفَاجأ بالحقيقة التي تؤلمه.). انتهى
في المثل الذي ضربه الشيخ الشعراوى بالتلميذ الذي يتهكم منه ويبشره بالرسوب فان التهكم في محله لان التلميذ كان يتمنى النجاح أو على الأقل يعرف أن فيه نجاح للجاد من التلاميذ ولكن الكفار لا يؤمنوا لا بالجنة ولا بالنار وهم لا ينتظروا أن يدخلوا الجنة أصلا لأنهم لا يؤمنوا بها فلا مجال للتهكم بالبشرى لهم بالعذاب فلا بشرى أبدا من الله إلا للمؤمنين ولا إنذار وتهديد ووعيد من الله جل وعلا إلا للكافرين.

جاء في كتاب الله العزيز الحكيم : بسم الله الرحمن الرحيم
{ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ }(يونس: من الآية2)
{ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ }(الحج: من الآية34)
{ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ }(الحج: من الآية37)
{ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً }(الأحزاب:47) .

من الآيات السابقة نرى أنه لا بشرى إلا للمؤمنين.
ويكون في الآية { فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (لقمان: 7) اى يا محمد- صلى الله عليه وسلم- بشر المؤمنين بان الكافر الذي جاءت صفاته في الآية له عذاب مهين وهذه البشرى لا بد منها للمؤمنين لأن الكفار لم يتركوا لمسلمين فى حالهم ولكن آذوهم وأخرجوهم من ديارهم .
وجاء في سورة لقمان:{ كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيم }(لقمان: من الآية7) أي أن يا محمد صلى الله عليه وسلم بشر المؤمنين أن الرهبان الذين يكنزون الذهب والفضة ويصدون عن سبيل الله هم بعذاب اليم يوم القيامة.

وتكون كل الآيات التي جاءت في القرآن الكريم تبشر الذين كفروا أو من هم على شاكلتهم بالعذاب الأليم إنما هي بشرى للمؤمنين بان هؤلاء الكفار هم بالعذاب الأليم يوم القيامة ويكون هذا عزاءا للمؤمنين مما كان من هؤلاء الكفار ضد المؤمنين وذلك لان الكافرين لا يؤمنوا بالرسالة كلها فلم تردعهم آيات الإنذار أوالتهديد أوالوعيد ولو كانوا ينتظروا الجنة لجاز القول بان البشرى لهم فى هذه الآيات للتهكم منهم (كما ذكر الشيخ الشعراوى فى خواطره) ولكن الله يبشر المؤمنين بالجنة ونعيمها وكذلك يبشرهم ان هؤلاء الكفار هم بالعذاب يوم القيامة وذلك ليفرح المؤمنون لانتقام الله من الكفار يوم القيامة..

والله أعلى واعلم وان آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس