عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 2012-04-17, 03:17 PM
عبد الله ايهاب عبد الله ايهاب غير متواجد حالياً
باحث
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-07
المكان: مصر
المشاركات: 54
افتراضي

بارك الله فيك ... هكذا تكون الإجابات الإجمالية فى موضع التفصيل ... وعلى أى حال هى قطرة من فيض أخذناها ...
الخلاف ما هو ؟ أننى أقول أن مصر دولة إسلامية وشعبها شعب إسلامى أصيل ...
وطالما كان الشعب مسلماً بما فيهم الحكام فلا يجوز تكفيرهم إلا بإقامة الحجة ورفع الشبهة .
أنت ترين غير ذلك من أساسه ؟ تعتقدين أن شعب مصر مثلا كافر بالأصالة ومنهم من يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فهو المسلم ....
وهذا غلط ...
وهذه كتابتك حتى لا يقال أننى أرجم بالغيب ...
اقتباس:
أرى منك أنك تسعى جاهدا لتعذر الكفره بجهلهم .....
و قلت لك أنت فى واد وأنا فى واد آخر.. يارجل إننى لا اكفر المسلمين الذين وحدوا الله فكفروا بالطاغوت وتبرأوا من الشرك وأهله وآمنوا بالله وحده وساروا على العقيده الصحيحه عقيدة أهل السنه والجماعه أما أهل هذا العصر فلا يحققوا التوحيد إبتدائا فآمنوا بالطواغيت واتبعوهم ونصروهم ونصروا دينهم وجادلوا عنهم وإتخذوا دين الله لهوا ولعبا وجعلوه وراء ظهورهم بل منهم من حاربه وثار جاهدا لمحاربة من يحاول أن يطبق شريعة الله على عبيده فهؤلاء لم يدخلوا الاسلام إبتدائا ...
لأن الأصل فى الإنسان الإسلام كما عند البخارى من حديث أبى هريرة (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ).
فهذا الأصل فيه ثم الشرك طارئ عليه فلا يخرج من الإسلام حتى تقام عليه الحجة وترفع عنه الشبهة ... بما فيهم الحكام ...
ولقد سألتك قديما مَنْ مِنْ العلماء الثقات كفر حكام المسلمين والشعوب الإسلامية ؟ فلا وضعتى جواباً ولا رفعتى عتاباً .
منهج أهل السنة والجماعة الذى ذكرتينه هذا نظرياً عندك فقط أما عملياً فليس للمسلمين الطيبين منه نصيب ؟
لذا فأننا شدد على هذا الكلام لإنه كلام الخوارج ومن تبعهم وليس أهل السنة والجماعة , فكيف يكون الإنسان مسلماً ؟
إن كان كافراً لابد من النطق بكلمة التوحيد حتى يدخل فى الإسلام .
وإن كان فى دولة كمصر مثلاً فهو مسلم ولاريب ؟ لأن أطفال الصحابة لما ولدوا لم يأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بنطق الشهادة . وانتهت القضية .
الخلاف بينى وبينك وبين التكفريين هو :
أقول الأصل فى المجتمعات الإسلامية أنها مسلمة ومن اقترف شيئاً يوجب كفراً أقيمت عليه الحجة ورفعت عنه الشبهة أولاً فإن أصر فهو كافر , وأنت تقولين لا الأصل فيه أنه كافر إلا من كفر بالطاغوت وآمن بالله .
فإنت تقولين أنا لا أكفر المسلم إلا بكذا وكذا نظرياً فقط ,,, وهذه هو الدليل أنك لو سئلت الآن وأنا سائلك هل الناس الذين يعيشون فى مصر مسلمون أم كفار ؟ وأقول نيابة عنك هم كفار ؟ فهمت الخلاف أين ؟
اتق الله رب العالمين فى نفسك هذا مسلك الخوارج لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله بل هى خيانة لله ورسوله وأئمة المسلمين ...
ولا تعولى على كلام مشايخ التكفير الذين اعتمدوا على كلام سيد قطب فهؤلاء ولا أريد أن اسمى إلا فى الضرورة خالفوا منهج أهل السنة والجماعة وخالفوا أئمة الزمان فى عصرنا العلامة الألبانى والعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين والعلامة السحيمى والعلامة الفوزان والعلامة السدحان وغيرهم ...
واذكر هنا للإفادة والمقام كذلك شيئاً من كلام سيد قطب فهو هام من كلام العلامة المدخلى حتى يعلم الناس ما هم عليه :
يقول في كتابه "معالم في الطريق":
"وأخيراً؛ يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة!.
وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار؛ لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا أنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً( )، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها؛ فهي – وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله – تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها، وعاداتها، وتقاليدها... وكل مقومات حياتها تقريباً!
والله سبحانه يقول عن الحاكمين:
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ( ).
ويقول عن المحكومين:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلا بَعِيدًا وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا( ).
كما أنه سبحانه قد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده واتخاذ الأحبار والرهبان أرباباً من دونه لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم مسلمون لناس منهم! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركاً؛ كاتخاذهم عيسى ابن مريم رباً يؤلهونه ويعبدونه سواء؛ فهذه كتلك: خروج من العبودية لله وحده، فهي خروج من دين الله، ومن شهادة أن لا إله إلا الله( ).
وهذه المجتمعات بعضها يعلن صراحة علمانيته وعدم علاقته بالدين أصلاً، وبعضها يعلن أنه يحترم الدين، ولكنه يخرج الدين من نظامه الاجتماعي أصلاً، ويقول: إنه ينكر الغيبية، ويقيم نظامه على العلمية؛ باعتبار أن العلمية تناقض الغيبية! وهو زعم جاهل، لا يقول به إلا الجهال( )، وبعضها يجعل الحاكمية الفعلية لغير الله، ويشرع ما يشاء، ثم يقول عما يشرعه من عند نفسه: هذه شريعة الله! وكلها سواء في أنها لا تقوم على العبودية لله وحده...
وإذا تعين هذا؛ فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة:
إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها وشرعيتها في اعتباره"!!..
قلت: يلاحظ أن سيد قطب في هذا الموضع، وفي جميع كتاباته في "الظلال" وغيره؛ أنه لا يعبأ بشرك القبور، والغلو في أهل البيت وفي الأولياء بالاعتقاد بأنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، وبتقديم القرابين لهم، وإراقة الدموع والخشوع عند عتباتهم، ودعائهم والاستغاثة بهم لكشف الكروب وإزالة الخطوب، وشد الرحال والحج إلى قبورهم، والطواف بها، والاعتكاف حولها، وإقامة الأضرحة والمشاهد، وتشييد القباب بالأموال الطائلة لها، وغير ذلك من التصرفات.
وبالجملة؛ فسيد سلك مسلكاً في تكفير الناس لا يقره عليه عالم مسلم( )؛ يرسل الكلام على عواهنه في باب الحاكمية، ويكفر عامة الناس بدون ذنب وبدون إقامة حجة وبدون التفات إلى تفصيلات العلماء في هذا الباب، هذا من جهة. ولا يعبأ بشرك القبور الذي يرتكبه الروافض وغلاة الصوفية ومن تابعهم من جهة أخرى، ولا يرى – في هذا الموضوع وفي كثير من المواضع – هذه الشركيات منافية لمعنى لا إله إلا الله!.
لذا ترى الخوارج والروافض وكثيراً من أهل البدع والأهواء يرحبون بمنهجه وبكتبه، ويفرحون ويعتزون بها، ويستشهدون بأقواله وتفسيراته، وإني لأرجو لكل مسلم صادق في دينه، خصوصاً الشباب الذين انخدعوا بمنهج سيد قطب أن يمن الله عليهم بجوده وفضله، فيدركوا ما وقعوا فيه من خطأ وبعد عن فقه الكتاب والسنة، وفقه سلف الأمة، فيعودوا إلى رحاب الحق والعلم والفهم الصحيح.
رد مع اقتباس