عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 2012-04-24, 07:43 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,065
افتراضي سلسلة التحدي بالقرآن/محمد إبراهيم عبد الغني/خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ

بسم الله الرحمن الرحيم
التحدي بالقرآن - ليس بكلام بشر
تدبر / محمد إبراهيم عبد الغنى قطب
{ خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ }


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
يقول الله جل شأنه في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم } خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } ( الأنبياء37)
لنرى ما جاء في بعض كتب التفسير:

جاء في: جامع البيان لتفسير القرآن للإمام الطبري رحمه الله.
"حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يـمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد فـي قوله: { خُـلِقَ الإنْسانُ مِنْ عَجَلٍ } قال: لـما نفخ فـيه الروح فـي ركبتـيه ذهب لـينهض، فقال الله:
{ خُـلِقَ الإنْسانُ مِنْ عَجَلٍ }.
وجاء أيضا "حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: { خُـلِقَ الإنْسانُ مِنْ عَجَلٍ } قال: خـلق عجولاً.
وقال آخرون: معناه: خـلق الإنسان من عجل، أي من تعجيـل فـي خـلق الله إياه ومن سرعة فـيه وعلـى عجل. وقالوا: خـلقه الله فـي آخر النهار يوم الـجمعة قبل غروب الشمس علـى عجل فـي خـلقه إياه قبل مغيبها.) انتهى
واختلفت الآراء في تفسير الطبري.

وجاء في :مدارك التنزيل وحقائق التأويل للإمام النسفى رحمه الله تعالى :
(وقيل: نزلت حين كان النضر بن الحارث يستعجل بالعذاب. والعجل والعجلة مصدران، وهو تقديم الشيء على وقته، والظاهر أن المراد الجنس وأنه ركب فيه العجلة فكأنه خلق من العجل ولأنه يكثر منه، والعرب تقول لمن يكثر منه الكرم «خلق من الكرم» فقدم أولاً ذم الإنسان على إفراط العجلة وأنه مطبوع عليها ثم منعه وزجره كأنه قال: ليس ببدع منه أن يستعجل فإنه مجبول على ذلك وهو طبعه وسجيته فقد ركب فيه. وقيل: العجل الطين بلغه حمير.)

وجاء وفى ظلال القرآن للمرحوم السيد قطب رحمه الله تعالى :
{ خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون (37) ويقولون متى هـذا الوعد إن كنتم صادقين (38)}..
{ خلق الإنسان من عجل }.. فالعجلة في طبعه وتكوينه. وهو يمد ببصره دائماً إلى ما وراء اللحظة الحاضرة يريد ليتناوله بيده، ويريد ليحقق كل ما يخطر له بمجرد أن يخطر بباله، ويريد أن يستحضر كل ما يوعد به ولو كان في ذلك ضرره وإيذاؤه. ذلك إلا أن يتصل بالله فيثبت ويطمئن، ويكل الأمر لله فلا يتعجل قضاءه. والإيمان ثقة وصبر واطمئنان.
وهؤلاء المشركون كانوا يستعجلون بالعذاب، ويسألون متى هذا الوعد. الوعد بعذاب الآخرة وعذاب الدنيا.. فها هو ذا القرآن يرسم لهم مشهداً من عذاب الآخرة، ويحذرهم ما أصاب المستهزئين قبلهم من عذاب الدنيا:

وجاء في تفسير الشيخ محمد متولي لشعراوي رحمه الله تعالى:
معنى: { مِنْ عَجَلٍ... } أي: مُتعجِّلاً كأن في طينته عجلة، والعجلة أن تريد الشيء قبل نُضْجه، وقبل أوانه، وقد يتعجَّل الإنسان الخير، وهذا أمر جائز، أما أنْ يتعجّل الشر فهذا هو الحمق بعينه والغباء، ألم يقولوا لرسول الله:
{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38)}

ألم يقولوا: { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } (الأنفال: 32).
إذن: تعجَّل هؤلاء العذاب؛ لأنهم غير مؤمنين به، لا يُصدِّقون أن شيئاً من هذا سيحدث؛ لذلك يردُّ عليهم: { سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } وخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: { ....فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (77) } (غافر).

أقول والله اعلم:فيما جاء في بعض التفاسير:
جاء في تفسير الطبري :{ قوله: { خُـلِقَ الإنْسانُ مِنْ عَجَلٍ } قال: لـما نفخ فـيه الروح فـي ركبتـيه ذهب لـينهض، فقال الله:
{ خُـلِقَ الإنْسانُ مِنْ عَجَلٍ } على مرات .
جاء فى تفسير الشيخ متولي الشعراوى : { ..ثُم سَوَّاكَ.. } [الكهف: 37] التسوية: هي إعداد الشيء إعداداً يناسب مهمته في الحياة،
وفي قوله تعالى: {..على أن نسوي بنانه }(القيامة4)اى نجعل بنانه كما كانت بالضبط.
نعود إلى الآية الكريمة من سورة الأنبياء { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ }.
قبل ان نبحث عن كلمة عجل : نلقى نظرة على تفسير فقهائنا رحمهم الله.
من قال أن آدم لما نفخ الله روحه في آدم واستعجل القيام قبل ان تصل الروح إلى رجله لأنها لم تكن وصلت رجله بعد .
هذا يتنافى مع قوله تعالى { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }( الحجر 29).
قوله سبحانه: { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }(ص72)
لان الله بعد أن سواه رجلا كاملا حي نفخ فيه من روحه مرة واحدة
اما من قال ان الكافرين كانوا في عجل لأنهم استعجلوا العذاب أيضا هذا القول مردود عليه بان المؤمنين كانوا مشفقين من عذاب الآخرة ويستجيرون بالله منه ولكن الآية تقول الإنسان اى الآية تتكلم عن كل البشر ليست عن فئة منهم فقط الذين يستعجلون العذاب.
ومن قال أن الإنسان دائما في عجلة من أمر فهذا أيضا مردود علبه بان هناك من البشر يتصفون بالحلم, ومنهم مرضى بأمراض عقليه لا يحسون بالزمن ولا يعنى عندهم شئ وكما سبق القول بان الآية تتكلم عن كل البشر(الإنسان).
نعود إلى معنى العجلة :
والعِجْلَةُ، بالكسر: جاء في القاموس المحيط للإمام الفيروز آبادي :هي السِّقاءُ والدولابُ (الدائرة) .
الدولاب هو العجلة (الدائرة) وكذلك السقاء هي عبارة عن عجلة تدور لتنقل الماء من أسفل إلى اعلى
إذن العجلة ممكن أن تكون الدولاب عجله أي دورة كاملة اى تبدأ من نقطة وتنتهي عند نفس النقطة(دائرة ) circle))
الإنسان خلق من عجل أي من دورات للحياة ومنها:
الدورة الأولى (المرحلة الأولي خلق الإنسان من تراب وهى النشأة الأولى)، وجاء في
قول الله العظيم في كتابه العزيز: بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) }(الروم ).
{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ (2)}(الأنعام ).
{ فَٱسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ (11)} (الصافات) الطين اللازب هو الطين المخلوط بالماء ويكون متلاصق
ثم خلق الإنسان من طين لازب أي طين متلاصق.
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26)}(الحجر).
الصلصال هو: التراب الـيابس الذي يسمع له صلصله كَالْفَخَارِ وجاء فى سورة الرحمن : { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ (14)}.
وفي سورة عبس { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) }.
وفي سورة المؤمنون { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82)}.
وتكون المرحلة الأولى الدورة الأولى أو العجلة الأولى تبدأ من التراب
وتنتهي بالقبر ثم بالتراب ويكون خلقه من تراب ويخلط بالماء ليكون طين لازب، وصلصال، وحمأ مسنون الذي يتكون نتيجة تحلل المواد العضوية التى في الطين. والطين اللازب: اللازق الـجيد او اللاصق، والصلصال: الـمرقق الذي يصنع منه الفخار، والـمسنون: الطين فـيه الـحَمْأة. وصدق الله العظيم اذ قال
{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ (55)}(طه).
أي الدورة الأولي هي الخلق من تراب – طين- طين لازب- حمأ مسنون وصلصال—ثم النبات –ثم الأنعام.وهذه الدورة نراها عند زراعة النبات فيبدأ بالتراب ويصب عليه الماء فيصبح طين وبعد فترة يصير طين متماسك (لازب) ثم تعمل البكتريا التي فى الأرض وتحلل المواد العضوية التي فى التربة وتصير حمأ مسنون ثم يجف ويترك إلى أن يصبح كالفخار (صلصال كالفخار).
ثم تنموا النباتات وتكبر وكما قال الله تعالى فى سورة الانعام: { وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)}.
ويأكل الإنسان منه وكذلك الأنعام قبل أن يحصد ثم ينتهي إلى الإنسان إما من النبات مباشرة كالفواكه وغيرها أو إلى اللحوم التي من الأنعام التي تغذت على النبات وصدق الله العظيم القائل:{ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79)} (المؤمنون). والمعنى انه جعل عناصر تكوين الإنسان فى الأرض ومنها.
الإنسان لا يأكل التراب ولكن الله جعل النبات والأنعام هي همزة الوصل بين الإنسان والتراب.
وبعد موت الإنسان يمر الإنسان الى عكس الخلق إلى أن ينتهي إلى التراب أي أن الإنسان بدأ من تراب وانتهى الى التراب ثم النباتات.

المرحلة الثانية أو الدورة (العجلة) الثانية :
{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي ٱلأَرْحَامِ مَا نَشَآءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُمْ وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُمْ مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى ٱلأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)}(الحج).
{ ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ (8)}(السجدة).
{ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ (37)}(القيامة).
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16)} (المؤمنون).
وتكون المرحلة أو الدورة (العجلة) الثانية :
نطفة من طين (ماء مخلوط بالتراب) ثم علقة ومضغة ثم طفلا ثم رجل يبلغ أشده ويخرج منه المنى أو أنثى تستقبل المنى ليلتقي بالبويضة التي تخرج منها لتبدأ الدورة من جديد فى خلق الإنسان ومنهم من يموت قبل ذلك ومنهم من يرد إلى أرذل العمر ثم يموت وينتهى إلى القبر الذي يتحول إلى تراب ويعود إلى عناصره الأولي ليعاد فى دورة أخرى.
الدورة الثالثة:
الإنسان خلق من التراب ويكبر وينمو من التراب .كيف؟
النبات يزرع في ارض ويأخذ من الأرض العناصر أللازمة ليصنع منها بقدرة الله تعالى المواد الغذائية اللازمة لنمو الإنسان والحيوان والإنسان يأكل النبات الذى يتغذى على المواد الأولية من التراب أو يتغذى الحيوان على النبات ثم يتغذى الإنسان على بعض من الحيوانات التي أحلها له الله بعد ذبحها وطهيها وينموا الإنسان ثم يموت وينتهى إلى القبر الذي يعود فيه من حيث بدأ وينتهى إلى التراب الذي يبدأ دورة جديدة في النبات ثم الإنسان أو الحيوان ثم إنسان آخر وتبدأ الدورة الأولى ثم الثانية ثم الدورة الثالثة.

الملخص :
بسم الله الرحمن الرحيم { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ }( الأنبياء 37)
هذه الآية تتكلم عن الدورات التي يمر بها خلق الإنسان :
الدورة الأولى(العجلة الأولى) النشأة الأولى :
خلق الإنسان من تراب الذي يتحول إلى طين ثم يتحول إلى طين لازب الذي يتحول إلى حمأ مسنون إلى صلصال ثم يموت ويرجع من حيث بدأ إلى أن يصل إلى التراب مرة أخرى الذي يبدأ دورة جديدة
الدورة الثانية (العجلة الثانية ) دورة التكاثر والخلافة في الأرض والاستمرارية إلى أن يشاء الله:

هذه الدورة جاءت بوضوح في هذه ألآيات الكريمة من سورة المؤمنون :
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16)}
هذا الترتيب الذي جاء في الآية ينتهي بالموت ويتحول الإنسان الى تراب وتبدأ دورة جديدة في إنسان آخر.

الدورة الثالثة دورة النمو والحياة:
كما خلق الإنسان من تراب فان غذاؤه يكون من تراب أيضا ولكن الإنسان لا يأكل التراب مباشرة كما سبق وأشرت ولكن الله جعل النبات همزة الوصل بين الإنسان والتراب . وينموا الإنسان ويكبر وينتهى بالموت ثم يتحلل إلى تراب لتعاد الدورة مرة أخرى فى النباتات.
هذه الدورات الثلاثة تكون في حياة الإنسان على الأرض من يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة وبمعنى آخر هذه الدورات متحركة (ديناميكية) والدائرة المتحركة فهي عجلة ويكون صدق الله العظيم في قوله :
{ خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ }.
وأظن هذا جزءا من الآيات التي وعد بإظهارها في نفس الآية الكريمة
{ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ }.
اما الآيات التى تشير الى ان الانسان دائما فى عجلة من امره فمنها هذه الآيات :
{ وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولا (19)}(الإسراء)
{ إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعا (19)}(المعارج)

انتهى بحمد الله وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .

يتبع
رد مع اقتباس