عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 2012-04-28, 05:01 PM
فتح الرحمن احمد محمد فتح الرحمن احمد محمد غير متواجد حالياً
محـــاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-25
المشاركات: 801
افتراضي

الخطبة يوم امس (7 جمادي الثانية /1433) عن التعصب القبلي
والفوائد التي استفدتها من الخطبة
1/
قال الله تعالي (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) هذه الاية تضمنت ثلاثة امور تمنع من التفاخر بالفبيلة والتعصب لها
الاولي قوله تعالي (انا خلقناكم من ذكر وانثي )
يقول الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان (لمَّا كان قوله تعالى : ( إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى ) يدل على استواء الناس في الأصل ؛ لأن أباهم واحد ، وأمهم واحدة ، وكان في ذلك أكبر زاجر عن التفاخر بالأنساب ، وتطاول بعض الناس على بعض )
الثانية قوله تعالي ( لتعارفوا ) (فبيَّن تعالى أنه جعلهم شعوباً ، وقبائل لأجل أن يتعارفوا ، أي : يعرف بعضُهم بعضاً ، ويتميز بعضهم عن بعض ، لا لأجل أن يفتخر بعضهم على بعض ، ويتطاول عليه
الثالثة قوله تعالي (ان لكرمكم عند الله اتقاكم )
فمعاير التفاضل هو التقوي وليس النسب او القبيلة
قَالَ النبي صلي الله عليه وسلم : «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ»؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

2/
قال النبي صلي الله عليه وسلم («إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتِنَ» رواه أبو داود والترمذي وحسنه الالباني
وقال النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية)

3/ الرابط الذي يجمعنا هو الاسلام والايمان والاخوة في الله امام هذه الرابطة تتلاشي كل الروابط
ومنها الفخر بالاحساب والتعصب للقبيلة امامها لا يوجد من يقول انا من بني فلان علي وجه الفخر والتعالي
فقد رفع الإسلام سلمان فارس *** وقد وضع الكفر الشريف أبا لهب
وقد ذكروا أن سلمان رضي الله عنه كان يقول :
أبي الإسلام لا أب لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم

4 /
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا في غزاة فكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : يَا لِلأَنْصَارِ ! وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لِلْمُهَاجِرِينَ ! فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكَ ، قَالَ : " مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ؟ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَسَعَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ : " دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ "

5/
لقد ظهرت قنوات ومواقع وسرت بين الناس اشعار وابيات وتداول الناس مقاطع ومواقع فيها فخر بالانساب والاحساب علي حساب طعن مبطن في غيرها ونسي الناس قول الله تعالي (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا )

6/
يزداد الامر سوء ياعباد الله حين يصل التعصب القبلي ببعض الناس لان يكون معاير لتحركه وفزعته
ومساعدته فلا يساعد الا لمن كان من قبيلته ومنطقته ولا يخدم ولا يقدم التسهيلات الا لمن كان من قبيلته ومنطقته
ويعطل مصالح المسلمين الاخرين
ومن فعل ذلك فهو غاش للمسلمين مرتكب لامر من امور الجاهلية

7/
مما يدعوا الي التعصب القبلي الفخر بالاحساب فلا يزال يفخر بحسبه حتي يتعصب ويطعن في غيره من الانساب فيجب مناصحته من وقع في ذلك ويذكر بقول الله تعالي (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ)
وقال تعالي (لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم )

8/
قال صلى الله عليه وسلم: «انْتَسَبَ رَجُلَانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً، فَمَنْ أَنْتَ لَا أُمَّ لَكَ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ابْنُ الْإِسْلَامِ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ». صححه الالباني في السلسله الصحيحة

9/
وخلاصة القول وكما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ (
الحمد والذم بالدين وبالعمل الصالح لا بالنسب والقبائل
فاللهم اجعلنا ممن ينتسب للإسلام ويفخر بالإسلام ويدافع عن الإسلام
اللهم انا نعوذ بك من الطعن في الانساب ومن الفخر بالاحساب
رد مع اقتباس