الموضوع: سؤال عن الزواج
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 2009-08-13, 10:26 AM
نورالاسلام نورالاسلام غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-12
المكان: china
المشاركات: 2,387
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى فى الله مهند
في المرحلة الابتدائية كانوا يدرسون لنا قصة طريفة اسمها العصفورة الحكيمة.. كانت تحكي عن تلك العصفورة التي كانت تعيش أعلى شجرة كبيرة هي وأطفالها الصغار، وفي يوم عادت فرأت أطفالها الصغار منزعجين؛ لأنهم سمعوا الفلاح صاحب الأرض والشجرة يتفق مع أبنائه على قطع الشجرة، ويطلب منهم الذهاب إلى جارهم للقدوم لمساعدتهم في قطع الشجرة، فتهزّ العصفورة رأسها مطمئنة أطفالها وتستمر حياتها عادية والأطفال لا يفهمون شيئًا، وتمر الأيام والشجرة لا تُقطع والحوار يدور بين الفلاح وأبنائه، وهو يرسلهم إلى الجيران واحدًا بعد الآخر طلبًا لمساعدتهم والعصفورة مطمئنة ولا تتخذ أي إجراء، حتى جاء اليوم الذي قال فيه الفلاح لأولاده: غدًا سنحضر نحن بأنفسنا لنقطع الشجرة ولا نطلب المساعدة من أحد. عندها انزعجت العصفورة الأم، وطلبت من صغارها الاستعداد للرحيل، وهنا سألها أطفالها: لماذا هذه المرة إنه نفس الحديث لم يتغير ولم يحدث شيء في المرات السابقة؟‍! فأخبرتهم العصفورة الحكيمة أنه في هذه المرة اختلف الأمر؛ لأن الفلاح اعتمد على نفسه فأدركت أنه أصبح جادًّا وسيقوم بقطع الشجرة فعلاً، ولكنه عندما كان يعتمد على الآخرين أدركت أنه لن يفعل شيئًا… أظنك سمعت هذه القصة ودرستها مثلنا أيضا… فهل فهمت الدرس؟! في مسألة اختيار مصيرية مثل الزواج يحتاج الأمر منك إلى جدية وعزم وتصميم لن يتوافر إلا لك… إن كثيرًا من الأمهات يؤدي ارتباطهن العاطفي بأبنائهن إلى عدم رغبتهن في ارتباط أبنائهن، ويظهر ذلك بصورة مباشرة وغير مباشرة… ويبررن هذه الرغبة بأن الوقت ما زال مبكرًا على زواج أبنائهن… أو أنهن لم يجدن الفتاة التي تستحق ابنهن؛ لأن ابنهن في نظرهن يستحق كاملة الأوصاف التي لم تُولد بعد ولن توجد أبدًا، وعليه فإن ما يحدث من الامهات عامة هو تفاعل عاطفي لرغبتها في مكوثك معها وعدم استئثار أخرى بك، حتى لو كانت زوجتك، وهي تارة ترفض من تقدمهن من اختيارك، وتارة تمتنع عن اختيار من تراها مناسبة، فإذا علمت ذلك فإن المبادرة يجب أن تمتلكها أنت ولا تنتظر أحدًا أن يقوم بما يجب أن تقوم به أنت، ونكاد نظن أن جزءًا من المشكلة يكمن في عدم حسم اختياراتك أنت، فتارة تريدها ملتزمة تمامًا، وتارة تريدها محافظة على الصلوات فقط، وتارة تريدها على مزاج والدتك… وهذا التذبذب لا يصلح في اختيار الزوجة ومواصفاتها، ونظنه السبب الحقيقي وراء تأخرك حتى الآن في الحصول على الزوجة… إنك لو وضعت معايير ثابتة لاختيار زوجتك ما أثر فيك كلام الاهل والوالدة والاخوات ، وإخراجها للعيوب في اختياراتك، ولكن يبدو أن كلامها كان يجد هوى في نفسك، وأثرًا وتقول لنفسك ربما يكون كلام أمي صحيحًا، وهي تريد مصلحتي! وطبعًا تتراجع ليس فقط لأن "والدتك او اهلك رفضوا وهنا اتحدث بصورة عامة رفضت، ولكنك أيضًا غير واضح فيما تطلبه وتريده، وكما أوضحنا في إجابات سابقة متكررة، فإن الزواج طائر ذو جناحين… جناح العاطفة وجناح العقل، وجناح العاطفة أدناه القبول وعدم الشعور بالنفور، وأعلاه الإحساس بالميل… أما بالنسبة لجناح العقل فإنه يشمل التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والنفسي والعلمي والجيني، بل وحتى الشكلي بمعنى الشكل الذي تفضله من حيث اللون والطول والنحافة وغيرها… وتضع لنفسك أولويات في هذه الاختيارات بمعنى أن تعلم أنك لن تحصل على كل ما تريده من هذه الصفات؛ ولذلك فعليك أن تحدد أنت ولا أحد غيرك ما هو الذي يأخذ في الترتيب رقم واحد ثم اثنين وهكذا، حتى تصل إلى آخر القائمة، وما هو الشيء الذي يمكن أن تقبل فيه التنازل قليلاً، وما هي درجة التنازل؟! وهكذا ثم تنظر نظرة شاملة إلى اختياراتك، وتحدد النسبة العامة التي تقبلها بصورة متكاملة في صفات من تريد أن ترتبط بها أي تعود بعد التفصيل إلى الإجمال… إذا فعلت ذلك حددت ما تريد، ولتعلم أن من تختارها سيكون بها عيوب، ولكن العيوب التي اختارتها، وتستطيع التعايش معها… الخلاصة أنك إذا حددت ما تريد بالضبط فستصل إليه، وتستطيع أن تقنع به أهلك بحكمة وهدوء، ويساعدك استقلالك المادي عنهم… فلا تتعجل ولا تتأخر. وأنت المتردد، وأنت الذي تؤخر نفسك وليست والدتك، فاحزم أمورك وخذها بجدية، وسيصلنا منك قريبًا الدعوة إلى حفل الزفاف، ولا تنسَ صلاة الاستخارة والدعاء، وقد تعاونك على الاختيار عمة أو خالة أو زوجة صديق ذات معارف واسعة.
كل ما نرجوه ألا يدفعك ضغط الفتن إلى زواج غير مناسب، ولا يقعدك تباطؤ الأهل عن السعي بنفسك لإتمام ما تحب على نحو حكيم مناسب.

نور الاسلام
رد مع اقتباس