عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-06-26, 07:39 PM
ابن النعمان ابن النعمان غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-07
المكان: اسيوط
المشاركات: 651
حصرى الكائن بين الرغبة والضرورة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم اغفر لى ولوالى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
التطور بين الرغبة و الضرورة
الملحدون الذين يرون أن الإنسان والحياة وجدت بالصدفة من الطبيعة وتطورت وفق الاحتياجات والضرورات حتى وصلت لما عليه ألان ..
لو كلفوا انفسهم معاناة التفكير الموضوعى بضع دقائق لظهر لهم خطأ تلك الفرضيات فالبداهة تقول لو كان للكائن أو الضرورة تدخل في مراحل التطور لكانت الصفات المسئولة عن البقاء والاستمرار هي أول ما تتطلع إليه الكائنات الحية في مسعاها نحو التطور ..
تليها الصفات الأخرى بصرف النظر عن ماهيتها..
فالكائنات الحية يجب ان تركز كل جهودها وطاقاتها في سبيل الحصول على صفات القوة والمنعة ومستلزمات البقاء قبل أن تتطلع إلى اى شيء آخر (صفات الشكل والهيئة أو الجمال والحسن) , لكون البقاء هو الضرورة الأولى حسب الترتيب المنطقي للأولويات , الذى عدم تحققه يعنى عدم تدخل رغبة الكائن فى تسيير العملية (التطور) او صحة هذه الفرضية (الضرورة) وبالتالي خطأ النظرية وهذا ما نراه بالفعل ظاهرا فى العديد من الكائنات الحية كالفراشة والحوت والأسماك الصغيرة ...الخ .
فالفراشة التي تتسم بقدر كبير من الجمال تعانى من الضعف الشديد وعدم القدرة على تحمل الظروف القاسية ..
فلو كان التطور صحيحا و يسير حسب الرغبة وما تقتضيه الضرورة لأعطى هذه الحشرة الصفات التي تشد من أزرها وتقوى شوكتها وتعطيها القوة والمنعة قبل الالتفات إلى اى شيء آخر ..

و الحوت الذي يتسم بالضخامة الهائلة يفتقر للخياشيم ذلك العضو الذى سوف يكفيه معاناة الصعود من وقت إلى آخر إلى سطح الماء للحصول على الأكسجين ..

والأسماك الصغيرة التي تملك الخياشيم تفتقر لضخامة الحجم التي يمكن أن تجعل حياتها أكثر أمانا واستقرار ..

و الحيوانات التي يساء استخدامها من الإنسان تحتاج إلى ما يجعلها تتمرد عليه وتتحرر من سلطانه ..
والكائنات الحالمة تحتاج إلى من يحقق لها أحلامها (كالإنسان وحلمه بالطيران) ..
وهكذا ..

فالتطور لو كان له وجود لن يكون له حدود أو ثبات أو استقرار لكون الكائنات سوف تتطلع دائما إلى المزيد حتى ولو إلى مضاهاة الكائنات التي تفوقها حجما وقوة مما يوجب أن يكون هناك دائما رغبة وضرورة لا ينفصلان عن وجود الكائنات الحية على ظهر الأرض ناهيك الرغبة الدائمة فى البقاء .
__________________

لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا اله الا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم
----
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

رد مع اقتباس