عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 2012-07-19, 07:30 AM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي السيرة النبوية (للشيخ عثمان بن محمد الخميس) (تابع)


[align=center]قريش تهدد أبا طالب:[/align]
عند ذلك ذهب سادات قريش إلى أبي طال عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا له : يا أبا طالب إن لك سنًّا وشرفا ومنزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه( أي طلبنا منك أن تنهاه فلم تنهه)، وإنا والله لا نصبر على هذا ( يأتي ويقرأ القرآن بين أظهرنا هذا ما لا نتحمله أبدت) ، قالوا: من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين(وهذا تهديد قوي من قريش لأبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم).
لما رأى أبو طالب أن الأمر قد اشتد بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : يا ابن أخي إن قومك قد جاؤوني وقالوا لي كذا وكذا(وذكر له ما قالوا له). فأبقِ عليًّ وعلى نفسك ، ولا تُحملني من الأمر ما لا أطيق. (فظن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ عمه سيخذله وأنّه ضعف عن نصرته) فقال صلوات الله وسلامه عليه: "لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر _حتى يظهره الله أو أهلك دونه_ ما تركته. ثم استعبر صلوات الله وسلامه عليه وبكى ، وقام وترك أبا طال عمه واجلا من هذا الكلام الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم(وهذه الرواية ولو كانت لا تصح سندا وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم: والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمال على أن أترك هذا الأمر ما تركته ، هذه وإن كانت لا ضعيفة من حيث السند، ولكن كما ذكر أهل العلم أن السيرة يتسامح فيها ولا بأس بذكرها لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم ثبت أنه لم يتنازل ، ولكن هل فال هذه الكلمة بذاتها، أو قال غيرها العِلْمُ عند الله تبارك تعالى ). فلما مشى النبي صلوات الله وسلامه عليه وترك أبا طالب واجلا ، انتبه أبو طالب ثم نادى النبي صلى الله عليه وسلم ، فرجع إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أبو طالب: اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت والله لا أسلمك لشيء أبدا . وذكر أبياتا طيبة يبين فيها صدقه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه ناصره ، وأنه لن يسلمه إلى كفار مكة أبدا ، قال:
[align=center]والله لن يصلوا إليك بجمعهم*** حتى أُوسَّد في التراب دفين
فامض لأمرك ما عليك غضاضة*** أبشر وقَرَّ بذاك منك عيونا
ودعوتني وعلمت أنك ناصحي*** فلقد صدقت وكنت قدم أميـنا
وعرضت دينا قد عرفـــت*** بأنه من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذاري سبة*** لوجدتني سمحا بذاك مبــينا
[/align]
قال هذه الأبيات وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فرحا بما سمع من أبيات ومن كلام أثلج صدره، من عمه أبي طالب.
فلما رأت قريشا أن أبا طالب أبى أن يخذل النبي صلى الله عليه وسلم وأنه مجمع على فراقهم ذهبوا إلى عمارة بن الوليد بن المغيرة ، وقالوا له: يا عمارة نعطيك لأبي طالب ونأخذ محمدا ثم نقتله ، وجاؤوا لأبي طالب وقالوا له : يا أبا طالب إن هذا الفتى (أي عمارة بن الوليد بن المغيرة) أنهد فتى في قريش وأجملهم ، فخذه فلك عقله ونصره ، واتخذه ولدا فهو لك ، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا ، الذي خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك ، وشفه أحلامهم ، فنقتله، فإنما هو رجل برجل . فقال أبا طالب: والله لبئس ما تسومونني ، أتعطوني ابنكم أغدوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلونه.هذا والله ما لا يكون أبدا.(الملاحظ من موقف أبي طالب من النبي صلى الله عليه وسلم من كفار مكة ، يستغرب من أنّ أبا طالب لم يسلم ولم يتابع النبي صلى الله عليه وسلم ).
ولو وقفنا على قول أبي طالب:
[align=center]لولا الملامة أو حذاري سبة*** لوجدتني سمحا بذاك مبــينا[/align]
هذا هو الذي منع أبا طالب من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حق ، ولذلك قال الله تبارك وتعالى:"قد نعلم أنه يحزنك الذي يقولون ، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون"،فهم يعلمون الحق ويعلمون أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حق ، وأنه رسول من عند الله ، وأنّ الذي يتلوه ليس شعرا ، ولا سحرًا ، ولا كهانة، ولكنه الكبر والعياذ بالله تعالى.
رد مع اقتباس