[أبو جهاد الأنصاري]

جاءتنى رسالة مباركة من أخ حبيب يسأل فيها عن عمر أبينا آدم على الأرض. ووجدت أن بالرسالة فائدة ويجدر نشرها للإفادة.
مع العلم أننى صوبت بعض الأخطاء اللغوية وخاصة فى الآية القرآنية التى وقعت فى ردى على أخى الحبيب صاحب الرسالة. وأضيف عليها بعض الأشياء.

السؤال:
[quoteه]
انا بصراحه عندي سؤال بسيط عن أبينا آدم عليه السلام
يعني هل الله سبحانه عندما صنع الكون خلق آدم فورا ؟
[/quote]
الإجابة لا هناك فاصل زمنى طال أم قصر بين خلق الكون وخلق سيدنا آدم عليه السلام نلمس هذا فى قول الله تعالى : وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إنى أعلم ما لا تعلمون .
فدل على وجود كائنات آخرى على الأرض قبل أن يخلق الله آدم وأن هذه الكائنات قد أفسدت وسفكت الدماء ، الأمر الذى حدا بالملائكة أن يتعجبوا من أمر الله بخلق كائنٍ جديد يكون خليفة فى الأرض.
وقد جاء فى السنة النبوية أن هؤلاء الخلق الذين سبقوا سيدنا آدم على الأرض هم الجن الذين عمروها ألف عام.
ولكن تحديد هذه الفترة بين الانتهاء من خلق الكون وبين خلق آدم ليس عليها دليل شرعى صريح ، ولو كان هناك ثمة فائدة شرعية ترجى ، علماً أو عملاً أو اعتقاداً لذكره الله لنا ، فهو سبحانه خالق الكون ، وهو يعلم السر وأخفى.
فهو من باب أنه العلم الذى لا ينفع والجهل الذى لا يضر.

وان كان فورا فكم مضى على خلق ادم تقريبا ؟

هذه ليست قضية شرعية ، المهم أنه لا يوجد تعارض بين شئ ذكره القرآن وبين شئ ثبت علمياً على وجه الحقيقة لا على وجه الافتراض.

لان مامضى على صنع الكون تقريبا 4 ملايين سنه

هذا الرقم غير صحيح. أرجو أن تتأكد منه أولاً ، فأحدث الأقوال بخصوص عمر الكون أن عمره حوالى 13.7 مليار سنة ،
راجع هذا الرابط:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86
وعلى كل حال فكل هذه لا تزال مجرد افتراضات بينها وبين الحقيقة ما لا يعلمه إلا الله. ولا يمكن أن نقيس أمور الشرع على نظريات وافتراضات علمية لم يثبت صحتها بعد.

وهل الله سبحانه خلق قبل آدم مخلوقات ؟

نعم ، كثير.
خلق القلم ، ثم العرش ، ثم الكرسى ثم السموات والأرض ، وخلق الملائكة قبله ، خلق الجن قبله.
لكن لا نستطيع نحن البشر أن نتحدث عن الفترات الزمنية التى استغرق فيها كل هذا ، لأننا ببساطة لم نشهد خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسنا! كما قال سبحانه وتعالى فى سورة الكهف : ما أشهدتُهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنتُ متخذ المضلين عضدا

ادرك ان السؤال غريب ,, لكن اعتقد ان من المحاورات التي تقضيه مع الملاحده
لازم كان هناك اتفاق على وقت معين

نعم ولكن قبل أن يلزمونا بوقت معين يتوجب هم عليهم أولاً أن يتفقوا على توقيت واحد لعمر الكون وهذا لن يكون لهم ، لأنه كلما اكتشفوا نجماً جديداً أبعد خرجوا علينا بنظرية جديدة ورقم جديد ثم طالبونا أن نحاورهم بمقتضاه وهذا سخف كبير.
وسبب جزمى أنهم لن يتوصلوا هو قول الله تعالى : ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً