عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 2012-08-10, 11:28 AM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي السيرة النبوية (للشيخ عثمان بن محمد الخميس) (تابع)

[FONT="Arial Black"
وبعد ذلك عقد النبي صلى الله عليه وسلم المعاهدات مع اليهود الذين كانوا يعيشون في المدينة وهم لم يدخلوا في دين محمد صلى الله عليه وسلم فعقد معهم النبي صلى الله عليه وسلم معاهدة ترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال ، ولم يتجه إلى سياسة الإبعاد(أي لم يبعدهم صلى الله عليه وسلم من المدينة بل تركهم فيها صلوات الله وسلامه عليه).

قريش تهدد المهاجرين:


في هذه الفترة أرسلت قريش إلى المسلمين تقول: لا يغرنكم أنكم أفلتم منا إلى يثرب فسنأتيكم ونستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم . وذلك أنه روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : سهر الرسول صلى الله عليه وسلم مقدمه ليلة فقال :" ليت رجل صالح من أصحابي يحرسني " قالت: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح(أي صوت سلاح) . فقال:[COLOR="rgb(0, 100, 0)"]"من هذا؟"
قال: سعد بن أبي وقاص. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :[COLOR="rgb(0, 100, 0)"]" ما جاء بك ؟"[/COLOR] فقال : وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه . فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام.

وهذا من توفيق الله تبارك وتعالى له .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرس ليلا حتى
أنزل الله تبارك وتعالى :" والله يعصمك من الناس"فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة فقال : " يا أيها الناس انصرفوا عني فقد عصمني الله عز وجل ".
هذا يبين شدة اليقين بالله جل وعلا .


الإذن بالقتال:


حتى أذن الله سبحانه وتعالى بالقتال والدفاع في قوله تعالى :"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير"الحج 39 .


سرية نخلة:



بعد هذا الإذن من الله تبارك وتعالى بالقتال بدأت السرايا وكانت من هذه السرايا سرية نخلة ، وذلك في السنة الثانية من الهجرة ، بعث صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش الأسدي إلى مكان يقال له نخلة في اثني عشر رجلا من المهاجرين ، كل اثنين يعتقبان على بعير من الفقر ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم كتب له كتاباً، وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه‏.‏ يقول: فسار عبد الله بن جحش ثم قرأ الكتاب بعد يومين، فإذا فيه‏:‏ "إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكلة والطائف، فترصد بها عير قريش(العير هي القافلة المحملة) [COLOR="rgb(0, 100, 0)"]وتعلم لنا من أخبارهم‏)‏‏.‏[/COLOR] فقال عبد الله بن جحش عندما قرأ الكتاب‏:‏ سمعاً وطاعة(يحدث نفسه بذلك)، ثم أخبر أصحابه بذلك، وأنه لا يستكرههم، فمن أحب الشهادة فلينهض، ومن كره الموت فليرجع، وأما أنا فناهض، فنهضوا كلهم، ولكن لما سار في أثناء الطريق أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيراً لهما كانا يعتقبانه، فتخلفا في طلبه‏(أي وهم في الطريق إلى العير فقد سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غوان بعيرهم لأن كما قلنا كل اثنين على بعير فلما فقدا بعيرهما فصارا يطلبان البعير ) .‏وسار عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة، فمرت عير لقريش تحمل زبيباً (العنب)وأدماً (الإيدام)وتجارة، وفيها(أي العير ) عمرو بن الحضرمي، وعثمان ونوفل ابنا عبد الله بن المغيرة، والحكم ابن كيسان ‏. ‏يقول: فتشاور المسلمون وقالوا‏:‏ نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام، وإن تركناهم دخلوا الحرم،(يعني وقعوا في مشكلة، ما هي هذه المشكلة؟ يقولون : القتال في الشهر الحرام محرم ، والأشهر الحرم أربعة ثلاثة سرد وواحد فرد أما الثلاثة السرد هي : ذو القعدة ، وذو الحجة، ومحرم . والواحد الفرد هو رجب ، هذه أشهر محرمة منذ أن خلق الله السماوات والأرض إلى يومنا هذا ، وهناك عندنا أماكن محرمة ، في السابق كانت مكة ، وبعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حرم المدينة كما حرم الله تبارك وتعالى مكة فأصبح عندنا حرمان مكة والمدينة . المهم أنهم وقعوا في مشكلة وذلك أنهم أدركوا هذه العير في آخر يوم من رجب ، ورجب شهر حرام ، فإذا أتوا على العير وقاتلوهم وأخذوا ما عندهم من مال قاتلوا في الشهر الحرام ، وإن تركوهم يصلون إلى البلد الحرام إلى مكة ، فوقعوا في مشكلة فهم بين ثلاث حالات :
الحالة الأولى: أن يقاتلوهم في الشهر الحرام .
الحالة الثانية: يتركوهم يدخلوا مكة ويقاتلوهم من غد في شهر حلال ولكن في مكان الحرام .
والحالة الثالثة: وهي أن لا يقاتلوهم في الشهر الحرام ولا يقاتلوهم في البلد الحرام ، ولكن تفلت العير وتدخل إلى مكة وتنجو.
وكانت مكة كما هو معلوم قد أخذت أموال المسلمين ، بل وأخذت نساءهم ، وأخذت دورهم وأخذت أبناءهم ، وآذت من آذت ، وقتلت من قتلت ، فكان اخذ العير نوع من رد بعض الحقوق ، وللإنسان أن يرد حقه ممن ظلمه ولو وصل الأمر إلى القتال لو قاتله من أخذ حقه)، فلما تشاوروا فيما بينهم اجتمعوا على اللقاء(يعني القتال)، فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله، وأسروا عثمان والحكم وأفلت منهم نوفل، وقدموا بالعير والأسيرين إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد عزلوا من ذلك الخمس، وهو أول خمس كان في الإسلام(والخمس أي خمس الغنيمة)، وأول قتيل في الإسلام، وأول أسيرين في الإسلام‏.‏

ولما وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه بما حدث ،أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ما فعلوه، وقال‏:‏ ‏‏"ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام" ثم أوقف النبي صلى الله عليه وسلم التصرف في العير والأسيرين‏.‏
طبعا هنا خطأ وقعوا فيه وهو أنهم قاتلوا في الشهر الحرام ،قريش وجدت فرصة كيف هذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي يدعي في قولهم هم أنه جاء ليعظم شعائر الله بنتهك الأشهر الحرم ، يقولون انهم لا يقاتلون في الشهر الحرام وهذا يدعي أنه نبي من عند الله ويقاتل في الشهر الحرام ، فبدأوا يتكلمون في النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقالوا إنه أحل ما حرم الله، وأكثروا في القيل والقال، حتى أنزل الله تبارك وتعالى الوحي يدافع به عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قال الله تبارك وتعالى:‏ ‏"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ "
يقول تعالى:[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]"يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه"[/COLOR] :أي هل لك أن تقاتل في الشهر الحرام ، كيف تقاتل في الشهر الحرام.
يقول :[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]"قل قتال فيه كبير"[/COLOR]: يعني نعم نحن نقر أن القتال في الشهر الحرام من الكبائر كبير أي من الكبائر.
[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]"قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ‏" """" "‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 217‏]‏‏[/COLOR].‏

الله أكبر!! يقول الله تبارك وتعالى للمشركين أنتم تنكرون على المسلمين أن قتلوا رجلا في الشهر الحرام ، ونحن نوافقكم ، هذا العمل لا يجوز[COLOR="rgb(255, 0, 255)"] "قتال فيه كبير "[/COLOR]، من فعل ذلك فقد أخطأ ، ولكن أنتم يا من تعيبونهم في هذا أنظروا ماذا تفعلون . يقول الله تبارك وتعالى:[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]" وصد عن سبيل الله"[/COLOR] أي الذي تفعلونه ، [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]" وكفر به"[/COLOR] أي الذي تفعلونه يا كفار مكة، [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]" والمسجد الحرام"[/COLOR] أي وصد عن المسجد الحرام ، [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]" وإخراج أهله منه "[/COLOR] طرد المسلمين من مكة ، واخراجهم بالتهديد ، وإخراجهم بالتعذيب ، [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]"وإحراج أهله منه أكبر عند الله" "والفتنة"[/COLOR] أي فتنة الناس عن دينهم أكبر من قتلهم [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]" والفتنة أكبر من القتل"[/COLOR].
فكانت هذه الآية مما طيب تبارك وتعالى بها قلوب المؤمنين،فكأن الله جل وعلا يقول لهم : ليس هؤلاء من لهم أن يعيبون عليكم ذلك؟ ، لأن فعلهم أكبر من فعلكم بشيء كثير فهم يصدون عن سبيل الله ، ويخرجون أهل المسجد منه ، ويكفرون بالله ، ويفتنون الناس عن دينهم ، ويخرجونهم من ديارهم ، وهذا كله أكبر عند الله من قتل رجل كافر في شهر حرام .
عند ذلك أطلق النبي صلى الله عليه وسلم سراح الأسيرين لما قال الله تبارك وتعالى:[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]"قل قتال فيه كبير "[/COLOR] وأدى الدية عن المقتول إلى أوليائه.
][/FONT]
[/COLOR]
رد مع اقتباس