[أحمد جميل مسعد]

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين .
تحيّة عطرة لكلّ سويّ فطرة .
إلى السيّد " ابن عبد بر " ؛ تحيّة زميل .
موضوعك هذا جاء بعد موضوعي " اهدنا الصراط المستقيم " ، و هو موضوع أرجو منك قراءته .
الرسالة هي موضوع مهمّ و مثار جدل منذ وقت طويل ، لذا أرجو منك الإجابة على هذا السؤال :
كيف ينزل الوحي من صاحب القوّة المطلقة في هذا الوجود إلى حيث النسبيّ المحدود مهما كان شأن هذا النسبيّ المحدود ؟
لا شكّ في عظمة القرآن ، و عظمة السنّة الصحيحة ، لدرجة أنّهما ليستا مجرّد ارتجال من خير البشر محمّد صلّى الله عليه و سلّم ، بل هما وحي من قوّة عليا فيها الخير الكثير الذي يخالطه بعض الشرّ .
فالله سبحانه و تعالى هو الخير المطلق ، و الله سبحانه و تعالى الذي لم يتخّذ ولداّ و لم يكن له شريك في الملك جعل محمّداً صلّى الله عليه و سلّم خير الخلق على هذه الأرض الفانية ، الذي نستمدّ منه الكثير من معتقداتنا و تصوّراتنا لأنّه بشر غير عاديّ ، أمّا القول أنّ إنسانا ما يمتلك الحقيقة المطلقة فهو بعيد عن المنطق ، فإنّنا نرى الأعمى السميع ، و نرى المبصر الأصمّ ، و نرى المبصر السميع الأعرج ، و هكذا ليس من امرئ كامل .
ثانياً : الحساب و الجزاء .
أنا أعلم أنّ هناك نعيماً في الجنّة للمؤمنين ، و عذاباً في النار للكافرين ، لكنّ ما لست موقناً به هو ذلك القول بالخلود المطلق في النار ، و الخلود المطلق في الجنّة ، بل كلّ حسب عمله و معدنه ، حتى يذهب خبث المعدن بلهيب جهنّم . و الله تعالى أعلم .
دمت بودّ إن شاء الله سبحانه و تعالى .