عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2007-08-17, 11:59 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
افتراضي


ثم يتوالى مسلسل إنكار السنة بظهور طائفة أخرى من طوائف هذه الأمة ألا وهم الجهمية ، معطلة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ، أتباع الجهم بن صفوان ، والجعد بندرهم ، ذلك أنهم قد ردوا كل الأحاديث التى تخبرنا بصفات الله تعالى كحديث نزول ربنا سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة ، والمجئ لفصل القضاء يوم القيامة ، وأحاديث رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة فى الجنة.

وكان ردهم ما بين رد إجمالى أو رد تفصيلى : إجمالى بمعنى أنهم أنكروا أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال هذه الأحاديث أصلاً ، ورد تفصيلى بمعنى أنهم قد يقبلون أن يكون الرسول قد قالها ولكنهم بعدما يقبلون إسنادها فإنهم ينكرون معناها ويؤولونها إلى معانٍ أخرى غير ما يفهم منها شرعاً ولغة وعرفاً.

ولا شك أن هؤلاء الجهمية المعطلة المنكرين لأسماء الله وصفاته قد سلكوا مع القرآن نفس ما سلكوه مع السنة من حيث فساد التأويل وبطلان التفسير ، وإن لم يستطيعوا أن ينكروا آيات القرآن الكريم خوفاً من الحكم عليهم بالردة ، فاكتفوا بأن يؤولوا آيات الأسماء والصفات على غير معناها ، أما سلوكهم مع الأحاديث فقد كان أكثر شراسة وأسوأ مذهباً حيث ردوا أحاديث بعينها رداً كاملاً ، إسناداً ومتناً.

ثم يستمر مسلسل إنكار السنة مع فرقة أخرى ألا وهى المعتزلة ، المتكلمة ، الذين خلطوا دين الإسلام بدين اليونان وخرجوا علينا بدين جديد لا نعلمه ، هو أقرب لتعاليم أرسطوا منه إلى أوامر محمد بن عبد الله. دين جعلوا فيه العقل غالب وحاكم على الشرع فقالوا :

- العقل فوق النقل ، والعقل مناط التكليف. وأى حديث يخالف العقل لا نقبله.

فما كان منهم إلا أن تعرضوا للسنة بالجحود والإنكار وخاض خلفهم فيما خاض فيه سلفهم ، فردوا أحاديث الرؤية رغم أنه قد بلغنا عن حوالى ثلاثين صحابياً.

وهم أول من أصل أصلاً فاسداً وسن فى الإسلام سنة سيئة ألا وهى ردهم لأحاديث الآحاد فى العقائد. وبقيت فى الأمة هذه البدعة حتى يومنا هذا ، يدين بها عدد كبير من العلماء - ولا حول ولا قوة إلا بالله - أذكر منهم على سبيل المثال فى السابقين فخر الدين الرازى رغم علمه ومكانته ، ومن المعاصرين الشيخ محمد الغزالى رغم جهاده لنصرة الدين وشهرته.

ولا زلنا مع المعتزلة نشير سريعاً إلى ما قاموا به من جهد دؤوب فى إنكار السنة ، الأمر الذى بلغ بهم حداً من التطاول وسوء الأدب مع الله ورسوله فهذا عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة ، عندما روى الأعمش حديثاً عن بعض صفات الله قال : لو قابلت الأعمش لقلت له أنت كذاب ، ولو لقيت رسول الله لرددته عليه ولو لقيت الله لقلت له : ما على هذا أخذت الميثاق منا.

فانظر وتأمل وتدبر إلى أى درك بلغه هؤلاء عندما أنكروا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يتبع ....
رد مع اقتباس