عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2012-09-03, 05:15 PM
محب القران محب القران غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-05-30
المشاركات: 385
افتراضي



(حقيقة السماوات السبع)


لقد اخترنا الابتداء بحقيقة ومعنى السماوات السبع لأنه مبحث محوري و تترتب على معرفته وفهم ملابساته
معرفة جميع تفاصيل الصور والحقائق الأخرى التي نريد بلوغها في الكتاب .

ونقول لا شك طبعا أن مفردة السماوات السبع هي من المفردات الغير محدده وغير معلومة بشكل صريح وواضح .
فلطالما مررنا عليها دون إدراك ويقين حقيقي بمغزاها أومالذي تعنيه ونكتفي امامها فقط بالجانب الايماني الصرف
دون حتى التفكير في محاولة التأمل والتمعن في معناها أو حقيقتها .


لأننا من الأساس ننظر اليها كطوابق في عالم الغيب المحض الغيب الذي ليس له علاقه بأي شكل من الأشكال بحياتنا الدنيا .
وهي كلمة في الواقع تمثل قضيه من قضايا التفسير الشائكه والتي يسودها الكثير من الغموض ،
والتي تختلف فيها وجهات النظر كثيرا فقائل يقول ان السماء الدنيا فقط هي كل الكون الذي نراه بنجومه ومجراته
وهو رأي سائد حاليا حتى في صفوف العلماء .



وآخر يقول إنها هي طبقات الغلاف الجوي لاغير، الغلاف المحيط بكرتنا الأرضيه.


وهي الطبقات التي أثبت العلم حديثا أنها تبلغ سبع طبقات!! ،
ويستندون أيضا في رأيهم هذا على آيات من القرآن الكريم وهم مقتنعين تماما بذلك.
رغم أنهم قلة قليله مثل الدكتور هارون يحيى من تركيا والدكتور خليل معلمي من المغرب .



ويرد معارضوا هذا الرأي الأخير عليه ردودا شديده وعديده وأهمها تلك التي تعتمد على بعض آيات القرآن
التي يرون أنها صريحة في نفي مثل هذا الزعم .

ولكن لماذا لا نتأمل سويا في وصف القرآن الكريم للسماوات السبع.


فبالتأكيد ان في كتاب الله عز جل تبيان كل شيء وعليه فإننا سندرج منه بعض من الآيات التي ورد فيها ذكر السماوات السبع
لعلنا نستطيع أن نجد ونستنبط ما يفيد بحثنا ويثريه .

لنقرأ هذه الآية الكريمة
قال تعالى ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (*) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا )سورة نوح
لايحتاج الأمر هنا الى كثير من التفكير لكي نقول ان نص الآية يوحي بكل ثقه
إلى أن السماوات أمر محسوس ومشاهد ويمكن رؤيته بالعين المجرده هذا أولا.
فالآيتين الكريمتين تؤكدان أن السماوات شي ليس غيبي اذ كيف يذكرنا المولى عز وجل برؤية شي لا يمكن أن نراه!!...


كما قال تعالى ( ألَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) سورة الملك

أوكما قال تعالى( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )سورة الحج
وأيضا شيء ليس ببعيد عن القمر والشمس إذ كيف يكون القمر نور لشيء غيبي ؟



ومن الجهة الثانيه للقائلين بان السماء الدنيا هي كل الكون كيف يكون نور لمجرات تبعد ملايين السنين الضوئية
وهو الذي لا يكاد يصل بنوره حتى إلى اقرب كوكب من الارض؟؟
لابل ان نور القمر لا يصل حتى للجانب المظلم من القمر نفسه !!؟.

لنستخلص من هذين الاستنتاجين ان السماوات خلاف ما كنا نتوقع تماما ولكن يبقى السؤال هل هما حقا الاغلفة الجويه؟
فقد يقول قائل ان السماء شيء والسماوات شيء آخر وهذا الأمر سنفنده انشاءالله تعالى في فصل السماوات.


نتابع قوله تعالى من سورة النبأ

قال تعالى(وبنينا فوقكم سبعا شداد )
لايختلف أهل التفسير في ان هذه الآيه الكريمه تعني السماوات السبع وهي تشير عبر حرف الظرف المكاني (فوقكم)
أن السماوات لها حيز مكاني وأنها تقع فوقنا تحديدا ، ونعتقد أن هذا مؤشر آخرعلى صحة مقولة أنها هي طبقات الغلاف الجوي..

نعم فالغلاف الجوي فوقنا كذلك . ولكن هل الشمس والقمر داخل الغلاف الجوي؟

فالآية السابقه قد أشارت بأن الشمس والقمر فيها.


ولكن مهلا لنعيد النظر في ألايتين الكريمتين ونسأل انفسنا هل قالتا أن الشمس والقمر في السماوات بحد ذاتهما ؟
والجواب طبعا يعود بالنفي عندما نركز النظر , لا طبعا فالايه الكريمة قالت(_ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا ) و ( وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا )
أي أن القمر يكون فيها , (بنوره فيها) , والشمس فيها كذلك (بضيائها في الاغلفة) كالسراج .
وهنا علينا أن نركز كثيرا على كلمة ( فيهن )

في قوله تعالى( وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا )


التي يتداخل فيها معنيان ليسا متناقضان الاول ان القمر يكون فيها وفقط منيرا والشمس تكون فيها وفقط مضيئه .
والثاني أن القمر ينير بسببهن والشمس تضيئ بسببهن لأن حرف(في )هنا أتت بمعنى بسبب , وحرف (في) السببيه معروف في اللغة العربيه .

فالقمر بسبب الاغلفة وفيها ينير والشمس بسببها وفيها تضيئ .

ولاغرابه فلولا الغلاف الجوي الذي خلقه الله تعالى بصفات فيزيائيه معينه لولاه لما كان للشمس ضياء فهو من يجعل لاشعة الشمس انتشارا وضياء
لأنه يلعب تماما دور المصباح للشمعه فبدون زجاجة المصباح ستضعف انارة الشمعه كثيرا.


وأكثر من ذلك فإن أثر الشمعه سيختفي ان كان الحائط مطلي باللون الأسود فالضوء يحتاج الى سطح عاكس ليضيء المكان ..

ومازال العلماء يؤكدون أنه لوغاب الغلاف الجوي لكانت السماء مطموسة تماما ولن يختلف حينها الليل عن النهار في شيء .


وأخيرا سنكون مع هذه الآيه الكريمه الجليه في مسألة مادية السماوات السبع ..


قال تعالى (ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(*)فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) سورة فصلت


يدلنا المولى تبارك وتعالى في هذا البيان العظيم على حقيقة القصة الأولى لبدء الخلق وكيف أن السماوات بداية أمرها كانت دخان وكانت سماء واحدة فقط.


وقد وصل علماء الطبيعه مؤخرا الى حقيقه مؤكده وهي أن الغلاف الجوي في بداية تكونه كان دخان ملاصق للأرض وهذه حقيقه علميه معروفة الآن .

أما المصابيح فهي الغازات التي تنتشر في الطبقات الجويه وفيها ينتشر الضوء نهارا ليكون الصباح بسببها والشفق الجميل في الغروب
وبسببها يكون القمر منيرا وتكون نجوم السماء متلألأة ليلا وهذه الغازات نفسها تساعد على صد أنواع خطيره من الأشعه الكونيه والشمسيه.


ففوائد الأغلفة الجويه في حفظ حياة الانسان على وجه الارض هامة جدا ولا يعوضها شيء آخر،
فالسماوات او الاغلفه الجويه هي حقا البنيان الذي لا يمكن للإنسان التخلي عنه .


و الأدله أكثر من أن تحصى في حقيقة أن الاغلفة الجوية حول الأرض هي عينها السماوات السبع ولكن هناك آيات كريمه فيها إستشكال

مثل قوله تعالى( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين)
وآية قوله تعالى ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب)

هذه الايات الكريمه وكما تبدو هي محل الحيرة والإشكال وسوف نؤجل فيها النظر لنتحدث عنها
بإسهاب أكثر في فصلها حيث الاجابات الشافيه بإذنه تعالى ..


وقد يخطر ببال أحدهم أن يسأل كيف يمكننا أن نوفق بين وجود الأنبياء والملائكة وكل ذلك الغيب في طبقات الغلاف الجوي أو مع شي ملموس هكذا ؟!.
فنرد على هذا السؤال بسؤال وهومن قال أن الأرض كل شيء فيها ظاهر...؟.
الم ينزل جبريل عليه السلام إلى جبل النور ولم يره أحد إلا النبي الكريم الم يكن يتنزل بالوحي ولم يره أحد ؟.أليست الجن معنا وهي غائبة عن أنظارنا...؟.
أليس الملكين على أكتافنا غائبين عن أنظارنا أيضا... ؟.

إن عالم الغيب مختلط بعالم الشهادة لا يستوجب عوالما غيبية أو مكانا غيبيا يخصه.


وقد يسأل أحدهم كيف تكون طبقة الاستراتوسفير والتروموسفير وغيرها من الأسماء الغير عربيه هي السماوات السبع ؟.

مستهجنا ذلك وممتعظا منه لخروجه عن الجو الإيماني المألوف والمعروف بعزلته عن الواقع لديه فنقول وبالله التوفيق..
إن وصول علماء الغرب بعلومهم المتقدمه جدا الى هذه الحقائق الماديه وتسميتهم لها لا يعني بتاتا ملكيتهم لها على الإطلاق .
ولا يعني أن نستحي من أن نقول أن الملائكه الذين يركعون ويسجدون في السماء لربهم
هم في الواقع يتواجدون فيها وانبياء الله الذين وردت اسمائهم في حديث الاسراء والمعراج كذلك.
فمن غير المنطقي أن ننكر حقائق ايمانيه لمجرد أن هذه الأغلفه الجويه عُرفت بأسماء أجنبيه في زمننا الراهن .
وعليك أن تتذكر أن الأرض تسمى باللغه الإنجليزيه بمسمى "أيرث"؟
فهل هذا يعني ان ننفي أن أبانا آدم هبط من الجنه على الأرض لمجرد أن اسمها ايرث.؟..
فيستحيل ومن العيب أن نقول بأنه هبط على الأيرث ؟..وأن ننفي أن باقي انبياء الله عاشوا فيها كذلك لأن اسمها فقط ايرث؟..
وبعد أن تبين لكم اعزائنا القراء بعض الملامح الهامة عن حقيقة معلومة مكان وصفة السماوت التي سنفصل فيها القول بكثير من الشرح والتوثيق في فصول آتيه من كتاب (نزوح الغمام)
سنشرع الآن في محورنا الثاني بعونه جل في علاه.
رد مع اقتباس