عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2012-09-03, 05:25 PM
محب القران محب القران غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-05-30
المشاركات: 385
افتراضي

حقيقة العرش


وهذا المبحث سيكون اشد تعقيدا من سالفه وبكثير وهو لغز الألغاز لأنه يمثل أمرا غيبيا صافيا

لدى الجميع بعكس السماوات التي تنوعت فيها الاراء مؤخرا وايضا لانه وفي ذهن الجميع خاص بالذات الالهيه

ولايصح ولايعقل تناوله كأمر مادي يمكن الحديث عنه وتحديد حقيقته .

ولكن ايضا الامر أصبح مختلف الآن فهناك اعتقاد راسخ بعلاقة العرش الوطيده بالسماوات السبع فإذا سلمنا

بأن السماوات السبع هي طبقات الغلاف الجوي السبع من خلال ما تحدثنا به انفا فما عساه أن يكون العرش؟؟

هل يعقل ان يكون خاصا بمكان الذات الالهيه والسماوت بهذا القرب الشديد؟

ام انه ليس امرا غيبيا بالمطلق؟

ولاعلاقة له بتصورنا القديم عنه ؟



وأين يكون إن كنا قد علمنا سلفا أن العرش مرتبط بشكل أو بآخر بالسماوات السبع

فكيف يمكننا أن نتخيل الارتباط بين الغلاف الجوي وعرش الرحمان ...؟.


وانني على يقين تام بأن أكثر ما يؤرق معارضي الرأي القائل

بأن السماوات السبع ليست الا طبقات الغلاف الجوي

هو ما إستقر في خيالنا عن الصورة التي تقول بأن السماوات السبع

التي تعلو بعضها بعضا يأتي من فوقها الكرسي ومن فوق الكرسي عرش الرحمن .

فكيف يكون الكرسي اذا كانت السماوات هي طبقات الغلاف الجوي فقط .؟

بل وكيف يكون العرش فوق الكرسي والسماوات فقط اذا كانت كل السماوات مجرد هذه السبع من الطبقات الجويه ...؟.



وليزول هذا الاشكال الصعب لابد لنا من تجريد عقولنا من كل مواقفنا الذهنية السابقه

والتجرد من كل الآراء حول كلمتي الكرسي و العرش

مهما كانت قدسية قائليها لأمرين هامين أولهما أنه من الطبيعي حينما يبدأ أحدنا

في شرح اشكال ومعضله معقدة جدا

أن يحللها لمركباتها الأوليه ليسهل عليه فهم تركيبها السليم .



وثانيا لأننا في الواقع لانملك أصلا حتى الآن أي تصورحقيقي

ووجهة نظرمتفق عليها للعرش اوللكرسي من خلال آراء العلماء السابقين.



فعلينا أن نبدأ بداية سليمة بدراسة تجريدية ومعمقة حول معنى

وحقيقة كلمة العرش لكي نصل سويا لفهم حقيقي ومقنع وبخطوات واثقة ومتأنيه.



نتوقع أنه من المعقول جدا أن نبدأ بمعنى أو إستعمالات كلمة العرش في لغة العرب ...



فما هوالعرش لغةً



العَرْشُ: سريرُ الملك.وعَرْشُ البيت: سَقْفُهُ.
وقولهم ثُلَّ عَرْشُه، أي وهى أمره وذهب عِزُّهُ.:


والعَرْشُ والعَريشُ: ما يستظل به.



وعَرْشُ البئر: طَيّها بالخشب بعد أن يُطوى أسفلُها بالحجارة قَدْرَ قامة.

فذلك الخشبُ هو العَرْشُ؛ والجمع عُروشٌ.



قال الشماخ: ولمَّا رأيتُ الأمر عَرْشَ هَوِيَّةٍ=تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفؤادِ بِشَمَّرا الهويَّةُ:

موضع يَهوي من عليه، أي يسقُط. وعَرَشَ يَعْرُشُ ويَعْرِشُ عَرْشاً، أي بنى بناءً من خشب.



وبئرٌ معروشةٌ وكُرومٌ مَعْروشاتٌ.



والعَريشُ: عَريشُ الكَرْمِ.



والعَريشُ: شِبه الهودج وليس به، يتَّخذ ذلك للمرأة تقعد فيه على بعيرها.

والعَريشُ: خيمةٌ من خشبٍ وثُمامٍ، والجمع عُرُشٌ مثل قَليبٍ وقُلُبٍ.

ومنه قيل لبيوت مكّة العُرُشُ، لأنَّها عيدانٌ تُنصب ويظلَّل عليها.

وعَرَّشْتُ الكرم بالعُروشِ تَعْريشاً..


وهذه بعض الألفاظ التي كان يطلقها العرب باستخدام هذا الجذر اللغوي كما رأيناها،
ولنتذكر أن العرب كثيرا ما يطلقون على الشيء ما هو ليس فيه ولكنهم يتصالحون عليه اصطلاحا

اذا تمخضت قريحة شاعر عن تشبيه بين شيئين بعيدين كل البعد عن بعضهما.

وثم جرى ذلك على الألسن وانطبع في الأذهان على كثرة الترديد

مايلبث حتى يطلق الإسم عليهما دون علاقة واضحة بينهما .

وعليه كان لزاما علينا الإتيان أو استشفاف المعنى الأصلي للكلمه بشيء من الفراسه .

فما هو المضمون الدلالي المشترك بين أكثرالمسميات السابقه للعرش..؟.

إن الناظر بتمعن الى أغلب المسميات السابقه يجد بها سمة مشتركه واحده

وجليه وهي صفة البناء ان كان منبسط ومرتفع .

ومنه كرسي الملك فقد قيل لكرسي الملك عرشا كناية عن

انه اعتلى سقف ملكه به واعتلى سدت الحكم على شعبه ومملكته به

وهكذا من بلاغات العرب مالا يحصى عده.



أما الآن و بعد البحث اللغوي السابق سنرى استخدامات

كلمة العرش في القرآن الكريم

وفي غير تلك الآيات التي تتحدث عن عرش الرحمن ،

أو التي تتحدث عن العرش ككرسي ملك .

وهذه الآية الأولى
قال تعالى ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ
عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ )



من الواضح ان كلمة(يعرشون )هنا تعني الأبنية العظيمة

التي كان يبنيها فرعون وقومه وليس في هذا مايريب. .


ثم دعونا نرى هذه الاية الكريمة ..
قال تعالى( وأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)

وهنا نلاحظ أنها تدل يقينا والله تعالى أعلم على

ماعرشه النحل في أماكنه التي سكنها (وليس ما يعرشه الناس)

سواء في الجبال أوالشجر والتي يطلق عليها مملكة النحل المكونة مما يسمى خلايا النحل ،

وهو بناء ضخم يتسع للكثير بالفعل .

أي أن الآيه الكريمة تعني انه تعالى ألهمها أن تتخذ الجبال والأشجار سكنا

وبعد ذلك تسكن فيما شيدته وتبنيه فيها من خلايا وغرف.

أنا خلايا النحل تتسم فعلا بالانبساط والارتفاع المستمرين

وهذه السمة التي تخص كل استخدامات كلمة العرش تقريبا كما أسلفنا...

ونستخلص من هذا كلمة العرش أتت بمعنى البناء في القرآن الكريم وبالذات

الأبنية الضخمة والمتسعة للكثيرين.

وهنا لا بد من أن نتذكر أمر هام وهو أن العرش أتى

بمعنى البناء في القرآن الكريم جنبا الى جنب مع كلمة عرش الرحمن الكلمة التي نريد الوصول لمعناها .



وعليه يجب أن نتسائل عما يكون ياترى عرش الرحمن وكيف نصفه وما فائدة ذكر أمر لا نراه ولا علاقة لعالمنا به
ولا يمكن أن نراه أو أن يكون لعالمنا علاقة به ، اذا كان كما يقولون ..؟. ثم ما علاقته في الأرض والسماء فدائما ما يرتبط بهما ؟


وقد نزل القرءان الكريم بكل ما ينفعنا ويتعلق بعالمنا

فما الفائدة من الإدلاء بأمر ليس له علاقة بنا و بحياتنا ؟.

خاصة في الآيات التي يسرد فيها سبحانه وتعالى بعض من أنعمه علينا ليذكرنا بها .


قال تعالى ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر
كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون) سورة الرعد


قال تعالى( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام

ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا

والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين. ) سورة الاعراف


من الملاحظ أن كل الآيتين تتحدث عن أمور مسخره لصالح الانسان ,

و تشتمل كذلك على أمور واضحة ونعرفها جيدا في حياتنا اليوميه وننعم بها .

ليذكرنا الله تعالى بها وبنعمته علينا .

ومن الطبيعي ذلك فالمنعم إذا أراد أن يذكر المُنعَم عليه بأنعمه
فلا بد أن يسرد الأمور التي انعم بها عليه فهو يعرفها تمام المعرفة

فلماذا وفي آيات مثل هذه بالذات يذكرنا المولى عز وجل بالعرش..؟؟

وهذه آية تتحدث عن بداية الخلق

قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ

عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)


الفهم الدارج انه عرش للرحمن خلق الأرض والسماوات سبحانه

ثم عاد إليه بعد أن أتم خلقهن تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ،

وفي الآية الكريمة ما يدل على أن الأمر مختلف تماما

وكأننا لم نقرأ كلمة الماء من قبل فما هو هذا الماء..!؟.



ولماذا اتى ذكره في نفس الايه الكريمه التي تتحدث عن خلق السماوات والأرض

وكأن هناك رابط وثيق جدا بين الارض وسماواتها بالعرش؟.



ألا تنظر عزيزي القارئ الى الآية فهي تقول أنه سبحانه خلق الأرض

وبعدها أتم خلق السماوات وكانت مدت خلقها أقل من مدت خلق أرضنا هذه .



فكيف توجد الارض دون الكون والفضاء ؟

وكيف لنجم واحد مثلا وهو اكبر من الشمس بتسع بليون مره

أن يتكون في يومين فقط والأرض في اربع؟؟



لنستنتج من هذا كله أن رؤيتنا فيها أخطاء عميقة وجذريه

أخطاء جوهرية في المفاهيم والله المستعان .



ويبدو أن العرش ليس أبدا ماكنا نظنه

أو ماكنا نعتقد أنه يشابه معناه كرسي ملك كما فهمناه سابقا.

ولكن ماذا عساه أن يكون ؟ مالذي أخطأنا به وماهو الصواب ؟..

أعلم ان الكثيرين سيقولون مهلا فالسؤال عن العرش بدعه .

ولكن متى كان في تدبر معاني ألفاظ وردة في كتاب الله بدعه.؟

سبقنا في ذلك مفسري القرآن رحمهم الله تعالى .

وكذلك أنا لا أعرف لماذا يتمسك الكثيرين بتصورهم حول العرش

وأنه كرسي له قوائم وتحت القوائم بحر .؟


وأحيانا يقولون أن هناك ملائكه تحمل العرش فلا شك أن في الأمر خطأ كبير

وأعتقد أن ملامح الحقيقة بدأت في الظهور.

ولا أعلم أيضا لماذا بالذات يتمسكون بمعنى الجلوس لكلمة الاستواء

مع أن لهذه الكلمة تحديدا معاني متعدده في اللغة العربيه؟.

ولفك رموز المعضله علينا تجربة كل الحلول الممكنه ؟؟

إننا يوما لم نفكر في إفتراض أن لعرش الرحمان معنى آخر كليا غير مايدور في اذهاننا .

الأمر الغريب حقا خصوصا أننا وجدنا الكثير من خلال اطلاعنا السابق

حول استخدامات كلمة العرش

في اللغه وفي القرآن الكريم كذلك ..




فماذا لو قلنا أو تخيلنا انها تعني البناء هنا أيضا ..؟..



لماذا لايكون ذلك فلعل المعنى يكتمل وتتسق تفاصيله

وربما يكون هو الصواب الذي انتظرناه .

هل يعقل أنها تعني البناء؟

لا طبعا ولكن لنفترض ذلك لما لا لنفترض ونرى ماذا سيحدث. ؟؟.



قبل أن نعود للآية الكريمة نود الاطلاع على هذا الحديث النبوي الشريف

والتركيز في معناه بشكل كبير ومتأني جدا...

إليكم سند ومتن الحديث للنبي الكريم وهو حديث صحيح رواه البخاري رحمه الله

في بدء الخلق عن أبي ذر رضي الله عنه قال



"قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب

قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش



فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن

فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت

فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم".



لقد أفردنا فصلا كاملا عن العقلانيه والايمان

واني أرى في طريقة فهمنا لهذا الحديث الشريف أنموذجا مثالي جدا



لتوافق وتوازي العقلانيه بالايمان فيما لو فهمناه فهما صحيحا والعكس بالعكس.

وسيتضح مقصدي بعون الله حينما نعرف المعنى المقصود في هذا الحديث الشريف.



دعونا نراعي العقل كما أسلفنا فمراعات العقل لا تعني الخروج عن خطنا الايماني ابدا.

ونسأل أنفسنا حينما قال عليه الصلاة والسلام

"حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش "

فماذا نفهم من هذا القول ؟
قبل الإجابه على هذا السؤال أود أن أشير الى نقطة هامة جدا أعتبرها مؤشر عام

لطريقة تفكيرنا ووجهة نظرنا للدين اليوم .

فحينما نشر الملحدين هذا الحديث الشريف على سبيل التحدي والاستهزاء بالمسلمين

إذ كيف يقول دينكم أن الشمس تذهب للعرش

ونحن نعلم كل العلم أنها ثابتة بل ومستمرة في إشراقها على الجانب الآخر من الكرة الارضيه ؟...

فجائت الاجابات متعدده ومختلفة تماما هذا أولا وأكثر من تسعة أعشارها

لا ينم عن أي عقلانيه ومنطقيه بل إيمان راسخ بالغيب وحسب .

بل اني انا كت اسابق في مثل تلك الاجابات

وانا هنا لا أذم أحدا في هذا طبعا بل هذا دليل على قوة الإيمان ولاشك ,

ولكن المقصد هو مدا الشعور بالانسجام بين الواقع والمعقول

مع الغيب في نظرة مسلمي اليوم

ولا شك أن هذا الانسجام يزيد المؤمن ايمانا باذنه تعالى.

وعموما لم تخلوا الاجابات من شيء ونزر يسير من الانسجام بين الايمان والعقل

وكانت أفضل اجابه وان كانت خاطئة قطعا

هي أن العرش محيط بكل الكون فاينما ذهبت الشمس تكون حتما تحت العرش.
والرد على هذه الاجابة ميسور بنص الحديث الشريف نفسه حيث قال النبي الكريم

(تذهب حتى تسجد للعرش)

مايدل دلالة قاطعه أنها وقت المغيب ووقت تحدث النبي الكريم بحديثه

لم تكن ساجدة تحت العرش فضلا عن وقت ماقبل المغيب...

ونص الحديث بالكامل يعارض هذه الاجابة أيضا حيث ان

الشمس تستأذن وتذهب من تحت العرش ثم تعود تسجد

كل هذا يدل على نفس الشي وهو أنها ليست تحت العرش طوال الوقت كما تقول الاجابه .

نريد أن نعود لتحكيم العقل ولكن نريد هذه المره تحكيمه بتجرد تام

عن كل ماعلق في رؤوسنا عن كلمة العرش سابقا .
ونعيد السؤال ونسأل حينما قال عليه الصلاة والسلام حين غربت الشمس
أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ماذا نفهم من هذا القول ؟..
الذي نعلمه أن الشمس بعد المغيب وحتى شروقها في اليوم التالي من مشرقها

تكون مشرقة على أجزاء أخرى من الكرة الأرضيه ،
ولانها تكون وقت المغيب على أفق بصر الناظر اليها نستطيع أن نجزم أنها ستكون بعد المغيب تحت الأفق ,
ولكن ليس بالضرورة أن ماتحت الأفق يكون تحت الكرة الأرضية نسبتا للراصد وفيما لو استمرت الشمس في الميلان حتما ستاتي ساعة تكون فيها الكرة الأرضية بين الراصد والشمس ،
أي أن الشمس نسبتا لمكان الراصد وموقفه تكون تحت الارض تقريبا ساعة منتصف الليل ...

الشاهد من الحديث الشريف كلمة (تذهب حتى تسجد) ولم يقل عليه الصلاة والسلام

(تذهب لتسجد تحت العرش)
أي انها لاتكون فورا تحت العرش بعد المغيب ...
وقبل التوغل نحو مقصدنا من هذا الشاهد لا بد أن نستدرك المخالفات الظاهريه للحديث الشريف مع الواقع ،
مثل نعت الشمس بالذهاب فإننا نعلم جميعا أن الأرض هي التي تتحرك حول الشمس ..
وهذا يبدا كتناقض واضح بين الحديث الشريف والعلم ولكنه في الحقيقة تناقض ظاهري بسبب إختلاف مفهومنا للألفاظ عن حقيقتها ...
نحن لا يعنينا من الذي يتحرك الأرض أم الشمس فعبارة ذهبت الشمس ليست مساوية لعبارة تحركت الشمس
أي أن كلمة ذهبت لاتعني اطلاقا أنها تحركت ونحن قد نقول ذهب الوقت
أو ذهب الزمن أو ذهب الموسم فهل هذا يستوجب أن لكل هذه الامور أقداما تمشي عليها..؟


وأما السجود في الحديث الشريف هنا ليس كسجود أحد من البشر في صلاته لنتوهم أن الشمس لها هيئة بشرية لتقوم بصلاة كاملة بركوع وسجود .
بل السجود هنا قد يعني الانحناء أو المكوث في الاسفل لنتذكر رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام
حينما رأى الكواكب والشمس والقمر له ساجدين في منامه فهل نتوقع أنه رآهم ساجدين برؤوسهم ؟؟..
وأيا كان معنى السجود سواء كان توصيف شكلي للموقف العام بين الراصد والأرض والشمس
أو أنه سجود يخص هيئة الشمس فيجوز أنها تنحني أو تنظغط فقد سمعت أنها تتنفس أو حتى سجود تعبدي لخالقها سبحانه وتعالى
لايعلم كنهته أحد سواه سبحانه . هذا كله يخص مبحث آخر لايثلم في صحة الحديث الشريف ...
ولكن ماعلاقة هذا كله بالعرش ؟؟..
نعود لمقصدنا من الشاهد الذي ادلينا به عن الحديث الشريف ومرادنا منه.
فكما رأيتم مدى التوافق والانسجام بين مفردات وألفاظ الحديث الشريف ومدلولاته الحركيه
مع المعطيات العلميه التي استندت اليها نظرتنا العقليه للمواقف المتخذه بين أي راصد على الأرض والكرة الأرضيه والشمس.
لنقول أننا حينما حكمنا العقل وآمنا ايمانا راسخا بصدق هذا النبي الامي الكريم
فإننا قد وصلنا الى نتيجة مفادها أن العرش وبإحتمال كبير جدا قد كان يعني به النبي الكريم كرتنا الأرضيه .
وكأن الحديث الشريف يعني فيما يعنيه ان الشمس تذهب وقت المغيب حتى تقابل تماما ماهو تحت أقدام النبي الكريم
من الكرة الارضيه من الجهة المقابله وفي ذلك الوقت تستأذن ربها بالمضي قدما لتشرق مرة أخرى أو تعود من مغربها .
مايعني أنها إذا جاء وقت شروقها من مغربها ستبدأ تعكس من وجهتها تماما حينما تكون مقابلة
للجهة المقابلة للمدينة المنورة من سطح الكرة الارضيه المقابل.





والآن لنقرأ هذه الايه الكريمه من جديد لنتأكد.


قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)سورة هود





هل يعقل أن الايه الكريمة السابقة كانت تقول أنه سبحانه حينما خلق السماوات والأرض كان بنائه على الماء؟
وماهو هذا الماء؟ ثم ماهو هذا البناء ؟..
يبدو الامر في الظاهر شائك جدا .
لكن الا يمكن ان يكون البناء هي السماوات ؟ فقد اتى وصفها بالبنيان مرارا وتكرارا في القرآن الكريم .
وحتى لاندخل في متاهة كبيره سنفترض أنها طبقات الغلاف الجوي
كما سنثبت ونؤكد هذا بعون الله تعالى لاحقا . رغم شرحنا السابق لحقيقة السماوات.
فلا أدري لماذا نستخف بالغلاف الجوي مع أنه يتسع لارضنا كلها .خاصة وان المولى عز وجل يذكر في محكم تنزيله
انها مخلوقة في نصف الوقت الذي استغرقه خلق الأرض
.



فهل يعقل أن أعتقد أن الكون المترامي الأطرف مخلوق فقط في يومين وارضنا في أربع؟. والاعجب ان ارضنا مخلوقة قبله ؟



نعود الان للآيه السابقه التي تفرعنا منها لمعنى السماوات .
ونعود لنقول هل يمكن أن تكون الارض أيضا مقصودة بالبناء؟ نعود لقراءة الايه الكريمه وللمره الثالثه
.



قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)سورة هود


لكأن الآية الكريمه تقول ان الارض والسماوات قد تم بناؤها في ستة ايام وكان هذا البنيان الضخم على الماء أي أن باطن الأرض ماء .!!
إن الآية الكريمه قد تعني أن مجمل الكرة الأرضية بسماواتها هي ذاتها "العرش"
أي أن العرش اسم كوكب الأرض في القرآن الكريم!
وليس إسما لمخلوق يشبه كرسي الملوك يخص الذات الالهيه كما هو الاعتقاد السائد. والكرة الأرضيه
بصراحة هي التي تتحقق فيها صفات العرش فهي بناء ضخم يسكن به الكثير ،
ففي الأرض أمم وفي السماوات أمم لا شك في ذلك.
والآية الكريمة تقول بكل وضوح وكان بناءه على الماء ،
ونفهم منه أن داخل أرضنا وباطنها ماء بل إن أرضنا عبارة عن بناء فوق مايمكن تسميته كرة مائية ضخمة جدا
.



تمعن اخي الكريم معي الآن في الآية الكريمة فلا غرابة في ذلك وبالذات لأن باطن الارض أمر مطمس حتى الآن

ولم يره أحد من قبل بل هي فرضيات ما يلبث العلم أن يأتي بغيرها
ومادل عليه القرآن الكريم هو الحق المطلق الأحق بالتصديق ليس ما يصل الينا من علماء الغرب في فرضياتهم
ونصدقهم وكأنهم رأو باطن الأرض بأم أعينهم واستشفوا مابه من مواد.
الا ترى معي عزيزي القارئ اللبيب أن الحديث النبوي الشريف يؤيد ويوحي كثيرا
بما أدركناه سابقا من الآية الكريمه في نظرتنا الى معنى كلمة العرش ..؟




قال سبحانه (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء)..




ولكن كيف يكون الماء هو نواة كوكبنا أو كيف يحمل الماء كل هذا الحمل الكبير جدا ؟..
تخيل معي أخي إذا اجتمعت كميات هائلة من المياه في الفضاء هل تتوقع أن تبقى سحابة وتتفرق بعده أم أنها تتبلور مكونة كوكبا مائيا رويدا رويدا؟
ثم فكر معي في خصائص هذا الكوكب المائي تخيل ضغط الماء تحت خمسين كيلو متر فقط من سطحه ،
انه ضغط هائل جدا بكل تأكيد يجعل المتر المكعب من الماء أثقل من مثيله من الحديد.
وتخيله في باطن كوكب الأرض الآن نعم انه سيكون ثقيل وملتهب جدا كالحديد المنصهر
بل قد يكون البحر المسجور المذكور في كتاب الله عز وجل .أنظر معي أخي الكريم
في هذا المقطع المقتبس من كتاب العلامه ابن كثير رحمه الله تعالى..
"
قال مجاهد " وكان عرشه على الماء" قبل أن يخلق شيئا وكذا قال وهب بن منبه وضمرة وقتادة وابن جرير وغير واحد وقال قتادة في قوله


"



وكان عرشه على الماء " ينبئكم كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السماوات والأرض

وقال الربيع بن أنس" وكان عرشه على الماء " فلما خلق السماوات والأرض قسم ذلك الماء قسمين
فجعل نصفا تحت العرش وهو البحر المسجور"
انتهى الاقتباس.
الآن تخيل معي نواة هذا الكوكب ربما تكون أصلب من أصلب الصخور بالآف المرات.
إن ماسيجعلك عزيزي القارئ على قناعة تامة بأن العرش يعني البناء الذي تم فوق هذا الماء من طبقات الأرض السبع والسماوات السبع
هو أن كل الآيات والأحاديث الصحيحه التي تتحدث عن الأمر وحين تقرأها ستصبح واضحة وجلية وليس بها أي غموض
والحمد لله تعالى وحده وسنرى ذلك انشاءالله تعالى في فصل لاحق. والآن نتابع هذه الآيات الكريمه





قال تعالى




(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا ) * ( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) * ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا

وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا )*( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (*) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (*) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) سورة النازعات




إن المولى عز وجل يوضح وبشكل جلي أن ظهور الماء على سطح الأرض كان بعد خلق السماوات أي أن ظهر الأرض كان جافا أول أمره.
وظهر ماؤها بعد أن دحاها سبحانه أي بعجها والله تعالى أعلم .
ثم اخرج منها الماء والتربه عن طريق البراكين.
وتحولت البراكين إلى جبال .
فهذه الآيات تبين تاريخ الأرض بشكل واضح وجلي ولاحظوا أنها تقول اخرج منها مائها.
أي أن كل الماء من أنهار وبحار ومحيطات كان أساسا داخل الأرض وفي باطنها ،
بمعنى أن هناك كميات هائلة من المياه داخل الأرض ولا شك. فهذه الآيات الكريمه ترفع الوشاح
وتكشف عن الحقيقه الأولى للخليقه بشكل باهر .وتثبت ما ذهبنا إليه آنفا وتغسل من النفس كل ريب في حقيقة أن العرش هو الأرض والسماوات
التي بنيت على كوكب الماء العظيم.
وانظر إلى قوله تعالى( سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون)
إنها تؤكد لنا بشكل أوضح من الوضوح أن العرش هو مجمل السماوات والأرض.
بل توبخ من يصف ربه تلك الأوصاف الدنيوية ولا اله إلا الله في كل تسكينة وتحريكة له ايه .





وفي هذا الرابط بعون الله وفضل منه الشرح الباقي مضمنينه بأدلة ناصعه تثبت ما اسلفنا القول عنه وغيره اليكم الرابط احبائنا القراء





والله الموفق
وقريبا ان شاء الله تعالى سنبين هنا معنى الاستواء على العرش
بما اتانا الله سبحانه من فضله.


وهناك اضافة هامه شعرت انه يتعين علي تبيينها لعدم تشتيت اوتحريف المغزى من الموضوع .. فالشيطان الرجيم حريص على ذلك الان فقد يفهم احدهم من الذي سبق انني اخالف من قالوا بان العرش كرسي
للرب عز وجل في كل ماذهبوا اليه
واوافق بالمقابل على كل ماذهبت اليه الفرق التي لاترى ان العرش محل للذات الإلهيه
انما هو الحق نذهب معه اينما يكون دون تعصب لرأي و شخوص فلا احد يمتلك الحقيقة كامله غير الله سبحانه وتعالى جل في علاه هو العليم الحكيم.
ولما علمنا ان العرش ليس الا الكرة الارضيه بطل الجدال والسجال في الاستواء على العرش من حيث كونه يماثل جلوس على كرسي للذات الالهيه.
وهذا الموضوع الذي لايخفى عليكم بانه مثخن بالخلاف والنزاع ، المرتكز حول كلمة الاستواء متجنبين الخوض في جانب العرش لاعتقاد الجميع بتعلقه بالذات الالهيه بشكل او باخر, وهذا ما سبب العجز عند كلا الفريقين للوصول بالنتيجة الى منتهاها في حكم الخلاف.
وهذه فرصتنا فحينما ادركنا مما ذهبنا اليه سابقا معنى كلمة العرش تبقى لنا شيء يسير لنفهم عبارة "الاستواء على العرش" التي نريد انهاء الخلاف حولها نهائيا بحوله تبارك وتعالى.

حقيقة العرش


وهذا المبحث سيكون اشد تعقيدا من سالفه وبكثير وهو لغز الألغاز لأنه يمثل أمرا غيبيا صافيا

لدى الجميع بعكس السماوات التي تنوعت فيها الاراء مؤخرا وايضا لانه وفي ذهن الجميع خاص بالذات الالهيه

ولايصح ولايعقل تناوله كأمر مادي يمكن الحديث عنه وتحديد حقيقته .

ولكن ايضا الامر أصبح مختلف الآن فهناك اعتقاد راسخ بعلاقة العرش الوطيده بالسماوات السبع فإذا سلمنا

بأن السماوات السبع هي طبقات الغلاف الجوي السبع من خلال ما تحدثنا به انفا فما عساه أن يكون العرش؟؟

هل يعقل ان يكون خاصا بمكان الذات الالهيه والسماوت بهذا القرب الشديد؟

ام انه ليس امرا غيبيا بالمطلق؟

ولاعلاقة له بتصورنا القديم عنه ؟



وأين يكون إن كنا قد علمنا سلفا أن العرش مرتبط بشكل أو بآخر بالسماوات السبع

فكيف يمكننا أن نتخيل الارتباط بين الغلاف الجوي وعرش الرحمان ...؟.


وانني على يقين تام بأن أكثر ما يؤرق معارضي الرأي القائل

بأن السماوات السبع ليست الا طبقات الغلاف الجوي

هو ما إستقر في خيالنا عن الصورة التي تقول بأن السماوات السبع

التي تعلو بعضها بعضا يأتي من فوقها الكرسي ومن فوق الكرسي عرش الرحمن .

فكيف يكون الكرسي اذا كانت السماوات هي طبقات الغلاف الجوي فقط .؟

بل وكيف يكون العرش فوق الكرسي والسماوات فقط اذا كانت كل السماوات مجرد هذه السبع من الطبقات الجويه ...؟.



وليزول هذا الاشكال الصعب لابد لنا من تجريد عقولنا من كل مواقفنا الذهنية السابقه

والتجرد من كل الآراء حول كلمتي الكرسي و العرش

مهما كانت قدسية قائليها لأمرين هامين أولهما أنه من الطبيعي حينما يبدأ أحدنا

في شرح اشكال ومعضله معقدة جدا

أن يحللها لمركباتها الأوليه ليسهل عليه فهم تركيبها السليم .



وثانيا لأننا في الواقع لانملك أصلا حتى الآن أي تصورحقيقي

ووجهة نظرمتفق عليها للعرش اوللكرسي من خلال آراء العلماء السابقين.



فعلينا أن نبدأ بداية سليمة بدراسة تجريدية ومعمقة حول معنى

وحقيقة كلمة العرش لكي نصل سويا لفهم حقيقي ومقنع وبخطوات واثقة ومتأنيه.



نتوقع أنه من المعقول جدا أن نبدأ بمعنى أو إستعمالات كلمة العرش في لغة العرب ...



فما هوالعرش لغةً



العَرْشُ: سريرُ الملك.وعَرْشُ البيت: سَقْفُهُ.
وقولهم ثُلَّ عَرْشُه، أي وهى أمره وذهب عِزُّهُ.:


والعَرْشُ والعَريشُ: ما يستظل به.



وعَرْشُ البئر: طَيّها بالخشب بعد أن يُطوى أسفلُها بالحجارة قَدْرَ قامة.

فذلك الخشبُ هو العَرْشُ؛ والجمع عُروشٌ.



قال الشماخ: ولمَّا رأيتُ الأمر عَرْشَ هَوِيَّةٍ=تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفؤادِ بِشَمَّرا الهويَّةُ:

موضع يَهوي من عليه، أي يسقُط. وعَرَشَ يَعْرُشُ ويَعْرِشُ عَرْشاً، أي بنى بناءً من خشب.



وبئرٌ معروشةٌ وكُرومٌ مَعْروشاتٌ.



والعَريشُ: عَريشُ الكَرْمِ.



والعَريشُ: شِبه الهودج وليس به، يتَّخذ ذلك للمرأة تقعد فيه على بعيرها.

والعَريشُ: خيمةٌ من خشبٍ وثُمامٍ، والجمع عُرُشٌ مثل قَليبٍ وقُلُبٍ.

ومنه قيل لبيوت مكّة العُرُشُ، لأنَّها عيدانٌ تُنصب ويظلَّل عليها.

وعَرَّشْتُ الكرم بالعُروشِ تَعْريشاً..


وهذه بعض الألفاظ التي كان يطلقها العرب باستخدام هذا الجذر اللغوي كما رأيناها،
ولنتذكر أن العرب كثيرا ما يطلقون على الشيء ما هو ليس فيه ولكنهم يتصالحون عليه اصطلاحا

اذا تمخضت قريحة شاعر عن تشبيه بين شيئين بعيدين كل البعد عن بعضهما.

وثم جرى ذلك على الألسن وانطبع في الأذهان على كثرة الترديد

مايلبث حتى يطلق الإسم عليهما دون علاقة واضحة بينهما .

وعليه كان لزاما علينا الإتيان أو استشفاف المعنى الأصلي للكلمه بشيء من الفراسه .

فما هو المضمون الدلالي المشترك بين أكثرالمسميات السابقه للعرش..؟.

إن الناظر بتمعن الى أغلب المسميات السابقه يجد بها سمة مشتركه واحده

وجليه وهي صفة البناء ان كان منبسط ومرتفع .

ومنه كرسي الملك فقد قيل لكرسي الملك عرشا كناية عن

انه اعتلى سقف ملكه به واعتلى سدت الحكم على شعبه ومملكته به

وهكذا من بلاغات العرب مالا يحصى عده.



أما الآن و بعد البحث اللغوي السابق سنرى استخدامات

كلمة العرش في القرآن الكريم

وفي غير تلك الآيات التي تتحدث عن عرش الرحمن ،

أو التي تتحدث عن العرش ككرسي ملك .

وهذه الآية الأولى
قال تعالى ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ
عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ )



من الواضح ان كلمة(يعرشون )هنا تعني الأبنية العظيمة

التي كان يبنيها فرعون وقومه وليس في هذا مايريب. .


ثم دعونا نرى هذه الاية الكريمة ..
قال تعالى( وأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)

وهنا نلاحظ أنها تدل يقينا والله تعالى أعلم على

ماعرشه النحل في أماكنه التي سكنها (وليس ما يعرشه الناس)

سواء في الجبال أوالشجر والتي يطلق عليها مملكة النحل المكونة مما يسمى خلايا النحل ،

وهو بناء ضخم يتسع للكثير بالفعل .

أي أن الآيه الكريمة تعني انه تعالى ألهمها أن تتخذ الجبال والأشجار سكنا

وبعد ذلك تسكن فيما شيدته وتبنيه فيها من خلايا وغرف.

أنا خلايا النحل تتسم فعلا بالانبساط والارتفاع المستمرين

وهذه السمة التي تخص كل استخدامات كلمة العرش تقريبا كما أسلفنا...

ونستخلص من هذا كلمة العرش أتت بمعنى البناء في القرآن الكريم وبالذات

الأبنية الضخمة والمتسعة للكثيرين.

وهنا لا بد من أن نتذكر أمر هام وهو أن العرش أتى

بمعنى البناء في القرآن الكريم جنبا الى جنب مع كلمة عرش الرحمن الكلمة التي نريد الوصول لمعناها .



وعليه يجب أن نتسائل عما يكون ياترى عرش الرحمن وكيف نصفه وما فائدة ذكر أمر لا نراه ولا علاقة لعالمنا به
ولا يمكن أن نراه أو أن يكون لعالمنا علاقة به ، اذا كان كما يقولون ..؟. ثم ما علاقته في الأرض والسماء فدائما ما يرتبط بهما ؟


وقد نزل القرءان الكريم بكل ما ينفعنا ويتعلق بعالمنا

فما الفائدة من الإدلاء بأمر ليس له علاقة بنا و بحياتنا ؟.

خاصة في الآيات التي يسرد فيها سبحانه وتعالى بعض من أنعمه علينا ليذكرنا بها .


قال تعالى ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر
كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون) سورة الرعد


قال تعالى( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام

ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا

والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين. ) سورة الاعراف


من الملاحظ أن كل الآيتين تتحدث عن أمور مسخره لصالح الانسان ,

و تشتمل كذلك على أمور واضحة ونعرفها جيدا في حياتنا اليوميه وننعم بها .

ليذكرنا الله تعالى بها وبنعمته علينا .

ومن الطبيعي ذلك فالمنعم إذا أراد أن يذكر المُنعَم عليه بأنعمه
فلا بد أن يسرد الأمور التي انعم بها عليه فهو يعرفها تمام المعرفة

فلماذا وفي آيات مثل هذه بالذات يذكرنا المولى عز وجل بالعرش..؟؟

وهذه آية تتحدث عن بداية الخلق

قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ

عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)


الفهم الدارج انه عرش للرحمن خلق الأرض والسماوات سبحانه

ثم عاد إليه بعد أن أتم خلقهن تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ،

وفي الآية الكريمة ما يدل على أن الأمر مختلف تماما

وكأننا لم نقرأ كلمة الماء من قبل فما هو هذا الماء..!؟.



ولماذا اتى ذكره في نفس الايه الكريمه التي تتحدث عن خلق السماوات والأرض

وكأن هناك رابط وثيق جدا بين الارض وسماواتها بالعرش؟.



ألا تنظر عزيزي القارئ الى الآية فهي تقول أنه سبحانه خلق الأرض

وبعدها أتم خلق السماوات وكانت مدت خلقها أقل من مدت خلق أرضنا هذه .



فكيف توجد الارض دون الكون والفضاء ؟

وكيف لنجم واحد مثلا وهو اكبر من الشمس بتسع بليون مره

أن يتكون في يومين فقط والأرض في اربع؟؟



لنستنتج من هذا كله أن رؤيتنا فيها أخطاء عميقة وجذريه

أخطاء جوهرية في المفاهيم والله المستعان .



ويبدو أن العرش ليس أبدا ماكنا نظنه

أو ماكنا نعتقد أنه يشابه معناه كرسي ملك كما فهمناه سابقا.

ولكن ماذا عساه أن يكون ؟ مالذي أخطأنا به وماهو الصواب ؟..

أعلم ان الكثيرين سيقولون مهلا فالسؤال عن العرش بدعه .

ولكن متى كان في تدبر معاني ألفاظ وردة في كتاب الله بدعه.؟

سبقنا في ذلك مفسري القرآن رحمهم الله تعالى .

وكذلك أنا لا أعرف لماذا يتمسك الكثيرين بتصورهم حول العرش

وأنه كرسي له قوائم وتحت القوائم بحر .؟


وأحيانا يقولون أن هناك ملائكه تحمل العرش فلا شك أن في الأمر خطأ كبير

وأعتقد أن ملامح الحقيقة بدأت في الظهور.

ولا أعلم أيضا لماذا بالذات يتمسكون بمعنى الجلوس لكلمة الاستواء

مع أن لهذه الكلمة تحديدا معاني متعدده في اللغة العربيه؟.

ولفك رموز المعضله علينا تجربة كل الحلول الممكنه ؟؟

إننا يوما لم نفكر في إفتراض أن لعرش الرحمان معنى آخر كليا غير مايدور في اذهاننا .

الأمر الغريب حقا خصوصا أننا وجدنا الكثير من خلال اطلاعنا السابق

حول استخدامات كلمة العرش

في اللغه وفي القرآن الكريم كذلك ..




فماذا لو قلنا أو تخيلنا انها تعني البناء هنا أيضا ..؟..



لماذا لايكون ذلك فلعل المعنى يكتمل وتتسق تفاصيله

وربما يكون هو الصواب الذي انتظرناه .

هل يعقل أنها تعني البناء؟

لا طبعا ولكن لنفترض ذلك لما لا لنفترض ونرى ماذا سيحدث. ؟؟.



قبل أن نعود للآية الكريمة نود الاطلاع على هذا الحديث النبوي الشريف

والتركيز في معناه بشكل كبير ومتأني جدا...

إليكم سند ومتن الحديث للنبي الكريم وهو حديث صحيح رواه البخاري رحمه الله

في بدء الخلق عن أبي ذر رضي الله عنه قال



"قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب

قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش



فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن

فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت

فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم".



لقد أفردنا فصلا كاملا عن العقلانيه والايمان

واني أرى في طريقة فهمنا لهذا الحديث الشريف أنموذجا مثالي جدا



لتوافق وتوازي العقلانيه بالايمان فيما لو فهمناه فهما صحيحا والعكس بالعكس.

وسيتضح مقصدي بعون الله حينما نعرف المعنى المقصود في هذا الحديث الشريف.



دعونا نراعي العقل كما أسلفنا فمراعات العقل لا تعني الخروج عن خطنا الايماني ابدا.

ونسأل أنفسنا حينما قال عليه الصلاة والسلام

"حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش "

فماذا نفهم من هذا القول ؟
قبل الإجابه على هذا السؤال أود أن أشير الى نقطة هامة جدا أعتبرها مؤشر عام

لطريقة تفكيرنا ووجهة نظرنا للدين اليوم .

فحينما نشر الملحدين هذا الحديث الشريف على سبيل التحدي والاستهزاء بالمسلمين

إذ كيف يقول دينكم أن الشمس تذهب للعرش

ونحن نعلم كل العلم أنها ثابتة بل ومستمرة في إشراقها على الجانب الآخر من الكرة الارضيه ؟...

فجائت الاجابات متعدده ومختلفة تماما هذا أولا وأكثر من تسعة أعشارها

لا ينم عن أي عقلانيه ومنطقيه بل إيمان راسخ بالغيب وحسب .

بل اني انا كت اسابق في مثل تلك الاجابات

وانا هنا لا أذم أحدا في هذا طبعا بل هذا دليل على قوة الإيمان ولاشك ,

ولكن المقصد هو مدا الشعور بالانسجام بين الواقع والمعقول

مع الغيب في نظرة مسلمي اليوم

ولا شك أن هذا الانسجام يزيد المؤمن ايمانا باذنه تعالى.

وعموما لم تخلوا الاجابات من شيء ونزر يسير من الانسجام بين الايمان والعقل

وكانت أفضل اجابه وان كانت خاطئة قطعا

هي أن العرش محيط بكل الكون فاينما ذهبت الشمس تكون حتما تحت العرش.
والرد على هذه الاجابة ميسور بنص الحديث الشريف نفسه حيث قال النبي الكريم

(تذهب حتى تسجد للعرش)

مايدل دلالة قاطعه أنها وقت المغيب ووقت تحدث النبي الكريم بحديثه

لم تكن ساجدة تحت العرش فضلا عن وقت ماقبل المغيب...

ونص الحديث بالكامل يعارض هذه الاجابة أيضا حيث ان

الشمس تستأذن وتذهب من تحت العرش ثم تعود تسجد

كل هذا يدل على نفس الشي وهو أنها ليست تحت العرش طوال الوقت كما تقول الاجابه .

نريد أن نعود لتحكيم العقل ولكن نريد هذه المره تحكيمه بتجرد تام

عن كل ماعلق في رؤوسنا عن كلمة العرش سابقا .
ونعيد السؤال ونسأل حينما قال عليه الصلاة والسلام حين غربت الشمس
أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ماذا نفهم من هذا القول ؟..
الذي نعلمه أن الشمس بعد المغيب وحتى شروقها في اليوم التالي من مشرقها

تكون مشرقة على أجزاء أخرى من الكرة الأرضيه ،
ولانها تكون وقت المغيب على أفق بصر الناظر اليها نستطيع أن نجزم أنها ستكون بعد المغيب تحت الأفق ,
ولكن ليس بالضرورة أن ماتحت الأفق يكون تحت الكرة الأرضية نسبتا للراصد وفيما لو استمرت الشمس في الميلان حتما ستاتي ساعة تكون فيها الكرة الأرضية بين الراصد والشمس ،
أي أن الشمس نسبتا لمكان الراصد وموقفه تكون تحت الارض تقريبا ساعة منتصف الليل ...

الشاهد من الحديث الشريف كلمة (تذهب حتى تسجد) ولم يقل عليه الصلاة والسلام

(تذهب لتسجد تحت العرش)
أي انها لاتكون فورا تحت العرش بعد المغيب ...
وقبل التوغل نحو مقصدنا من هذا الشاهد لا بد أن نستدرك المخالفات الظاهريه للحديث الشريف مع الواقع ،
مثل نعت الشمس بالذهاب فإننا نعلم جميعا أن الأرض هي التي تتحرك حول الشمس ..
وهذا يبدا كتناقض واضح بين الحديث الشريف والعلم ولكنه في الحقيقة تناقض ظاهري بسبب إختلاف مفهومنا للألفاظ عن حقيقتها ...
نحن لا يعنينا من الذي يتحرك الأرض أم الشمس فعبارة ذهبت الشمس ليست مساوية لعبارة تحركت الشمس
أي أن كلمة ذهبت لاتعني اطلاقا أنها تحركت ونحن قد نقول ذهب الوقت
أو ذهب الزمن أو ذهب الموسم فهل هذا يستوجب أن لكل هذه الامور أقداما تمشي عليها..؟


وأما السجود في الحديث الشريف هنا ليس كسجود أحد من البشر في صلاته لنتوهم أن الشمس لها هيئة بشرية لتقوم بصلاة كاملة بركوع وسجود .
بل السجود هنا قد يعني الانحناء أو المكوث في الاسفل لنتذكر رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام
حينما رأى الكواكب والشمس والقمر له ساجدين في منامه فهل نتوقع أنه رآهم ساجدين برؤوسهم ؟؟..
وأيا كان معنى السجود سواء كان توصيف شكلي للموقف العام بين الراصد والأرض والشمس
أو أنه سجود يخص هيئة الشمس فيجوز أنها تنحني أو تنظغط فقد سمعت أنها تتنفس أو حتى سجود تعبدي لخالقها سبحانه وتعالى
لايعلم كنهته أحد سواه سبحانه . هذا كله يخص مبحث آخر لايثلم في صحة الحديث الشريف ...
ولكن ماعلاقة هذا كله بالعرش ؟؟..
نعود لمقصدنا من الشاهد الذي ادلينا به عن الحديث الشريف ومرادنا منه.
فكما رأيتم مدى التوافق والانسجام بين مفردات وألفاظ الحديث الشريف ومدلولاته الحركيه
مع المعطيات العلميه التي استندت اليها نظرتنا العقليه للمواقف المتخذه بين أي راصد على الأرض والكرة الأرضيه والشمس.
لنقول أننا حينما حكمنا العقل وآمنا ايمانا راسخا بصدق هذا النبي الامي الكريم
فإننا قد وصلنا الى نتيجة مفادها أن العرش وبإحتمال كبير جدا قد كان يعني به النبي الكريم كرتنا الأرضيه .
وكأن الحديث الشريف يعني فيما يعنيه ان الشمس تذهب وقت المغيب حتى تقابل تماما ماهو تحت أقدام النبي الكريم
من الكرة الارضيه من الجهة المقابله وفي ذلك الوقت تستأذن ربها بالمضي قدما لتشرق مرة أخرى أو تعود من مغربها .
مايعني أنها إذا جاء وقت شروقها من مغربها ستبدأ تعكس من وجهتها تماما حينما تكون مقابلة
للجهة المقابلة للمدينة المنورة من سطح الكرة الارضيه المقابل.





والآن لنقرأ هذه الايه الكريمه من جديد لنتأكد.


قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)سورة هود





هل يعقل أن الايه الكريمة السابقة كانت تقول أنه سبحانه حينما خلق السماوات والأرض كان بنائه على الماء؟
وماهو هذا الماء؟ ثم ماهو هذا البناء ؟..
يبدو الامر في الظاهر شائك جدا .
لكن الا يمكن ان يكون البناء هي السماوات ؟ فقد اتى وصفها بالبنيان مرارا وتكرارا في القرآن الكريم .
وحتى لاندخل في متاهة كبيره سنفترض أنها طبقات الغلاف الجوي
كما سنثبت ونؤكد هذا بعون الله تعالى لاحقا . رغم شرحنا السابق لحقيقة السماوات.
فلا أدري لماذا نستخف بالغلاف الجوي مع أنه يتسع لارضنا كلها .خاصة وان المولى عز وجل يذكر في محكم تنزيله
انها مخلوقة في نصف الوقت الذي استغرقه خلق الأرض
.



فهل يعقل أن أعتقد أن الكون المترامي الأطرف مخلوق فقط في يومين وارضنا في أربع؟. والاعجب ان ارضنا مخلوقة قبله ؟



نعود الان للآيه السابقه التي تفرعنا منها لمعنى السماوات .
ونعود لنقول هل يمكن أن تكون الارض أيضا مقصودة بالبناء؟ نعود لقراءة الايه الكريمه وللمره الثالثه
.



قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)سورة هود


لكأن الآية الكريمه تقول ان الارض والسماوات قد تم بناؤها في ستة ايام وكان هذا البنيان الضخم على الماء أي أن باطن الأرض ماء .!!
إن الآية الكريمه قد تعني أن مجمل الكرة الأرضية بسماواتها هي ذاتها "العرش"
أي أن العرش اسم كوكب الأرض في القرآن الكريم!
وليس إسما لمخلوق يشبه كرسي الملوك يخص الذات الالهيه كما هو الاعتقاد السائد. والكرة الأرضيه
بصراحة هي التي تتحقق فيها صفات العرش فهي بناء ضخم يسكن به الكثير ،
ففي الأرض أمم وفي السماوات أمم لا شك في ذلك.
والآية الكريمة تقول بكل وضوح وكان بناءه على الماء ،
ونفهم منه أن داخل أرضنا وباطنها ماء بل إن أرضنا عبارة عن بناء فوق مايمكن تسميته كرة مائية ضخمة جدا
.



تمعن اخي الكريم معي الآن في الآية الكريمة فلا غرابة في ذلك وبالذات لأن باطن الارض أمر مطمس حتى الآن

ولم يره أحد من قبل بل هي فرضيات ما يلبث العلم أن يأتي بغيرها
ومادل عليه القرآن الكريم هو الحق المطلق الأحق بالتصديق ليس ما يصل الينا من علماء الغرب في فرضياتهم
ونصدقهم وكأنهم رأو باطن الأرض بأم أعينهم واستشفوا مابه من مواد.
الا ترى معي عزيزي القارئ اللبيب أن الحديث النبوي الشريف يؤيد ويوحي كثيرا
بما أدركناه سابقا من الآية الكريمه في نظرتنا الى معنى كلمة العرش ..؟




قال سبحانه (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء)..




ولكن كيف يكون الماء هو نواة كوكبنا أو كيف يحمل الماء كل هذا الحمل الكبير جدا ؟..
تخيل معي أخي إذا اجتمعت كميات هائلة من المياه في الفضاء هل تتوقع أن تبقى سحابة وتتفرق بعده أم أنها تتبلور مكونة كوكبا مائيا رويدا رويدا؟
ثم فكر معي في خصائص هذا الكوكب المائي تخيل ضغط الماء تحت خمسين كيلو متر فقط من سطحه ،
انه ضغط هائل جدا بكل تأكيد يجعل المتر المكعب من الماء أثقل من مثيله من الحديد.
وتخيله في باطن كوكب الأرض الآن نعم انه سيكون ثقيل وملتهب جدا كالحديد المنصهر
بل قد يكون البحر المسجور المذكور في كتاب الله عز وجل .أنظر معي أخي الكريم
في هذا المقطع المقتبس من كتاب العلامه ابن كثير رحمه الله تعالى..
"
قال مجاهد " وكان عرشه على الماء" قبل أن يخلق شيئا وكذا قال وهب بن منبه وضمرة وقتادة وابن جرير وغير واحد وقال قتادة في قوله


"



وكان عرشه على الماء " ينبئكم كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السماوات والأرض

وقال الربيع بن أنس" وكان عرشه على الماء " فلما خلق السماوات والأرض قسم ذلك الماء قسمين
فجعل نصفا تحت العرش وهو البحر المسجور"
انتهى الاقتباس.
الآن تخيل معي نواة هذا الكوكب ربما تكون أصلب من أصلب الصخور بالآف المرات.
إن ماسيجعلك عزيزي القارئ على قناعة تامة بأن العرش يعني البناء الذي تم فوق هذا الماء من طبقات الأرض السبع والسماوات السبع
هو أن كل الآيات والأحاديث الصحيحه التي تتحدث عن الأمر وحين تقرأها ستصبح واضحة وجلية وليس بها أي غموض
والحمد لله تعالى وحده وسنرى ذلك انشاءالله تعالى في فصل لاحق. والآن نتابع هذه الآيات الكريمه





قال تعالى




(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا ) * ( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) * ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا

وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا )*( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (*) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (*) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) سورة النازعات




إن المولى عز وجل يوضح وبشكل جلي أن ظهور الماء على سطح الأرض كان بعد خلق السماوات أي أن ظهر الأرض كان جافا أول أمره.
وظهر ماؤها بعد أن دحاها سبحانه أي بعجها والله تعالى أعلم .
ثم اخرج منها الماء والتربه عن طريق البراكين.
وتحولت البراكين إلى جبال .
فهذه الآيات تبين تاريخ الأرض بشكل واضح وجلي ولاحظوا أنها تقول اخرج منها مائها.
أي أن كل الماء من أنهار وبحار ومحيطات كان أساسا داخل الأرض وفي باطنها ،
بمعنى أن هناك كميات هائلة من المياه داخل الأرض ولا شك. فهذه الآيات الكريمه ترفع الوشاح
وتكشف عن الحقيقه الأولى للخليقه بشكل باهر .وتثبت ما ذهبنا إليه آنفا وتغسل من النفس كل ريب في حقيقة أن العرش هو الأرض والسماوات
التي بنيت على كوكب الماء العظيم.
وانظر إلى قوله تعالى( سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون)
إنها تؤكد لنا بشكل أوضح من الوضوح أن العرش هو مجمل السماوات والأرض.
بل توبخ من يصف ربه تلك الأوصاف الدنيوية ولا اله إلا الله في كل تسكينة وتحريكة له ايه .





وفي هذا الرابط بعون الله وفضل منه الشرح الباقي مضمنينه بأدلة ناصعه تثبت ما اسلفنا القول عنه وغيره اليكم الرابط احبائنا القراء





والله الموفق
وقريبا ان شاء الله تعالى سنبين هنا معنى الاستواء على العرش
بما اتانا الله سبحانه من فضله.


وهناك اضافة هامه شعرت انه يتعين علي تبيينها لعدم تشتيت اوتحريف المغزى من الموضوع .. فالشيطان الرجيم حريص على ذلك الان فقد يفهم احدهم من الذي سبق انني اخالف من قالوا بان العرش كرسي
للرب عز وجل في كل ماذهبوا اليه
واوافق بالمقابل على كل ماذهبت اليه الفرق التي لاترى ان العرش محل للذات الإلهيه
انما هو الحق نذهب معه اينما يكون دون تعصب لرأي و شخوص فلا احد يمتلك الحقيقة كامله غير الله سبحانه وتعالى جل في علاه هو العليم الحكيم.
ولما علمنا ان العرش ليس الا الكرة الارضيه بطل الجدال والسجال في الاستواء على العرش من حيث كونه يماثل جلوس على كرسي للذات الالهيه.
وهذا الموضوع الذي لايخفى عليكم بانه مثخن بالخلاف والنزاع ، المرتكز حول كلمة الاستواء متجنبين الخوض في جانب العرش لاعتقاد الجميع بتعلقه بالذات الالهيه بشكل او باخر, وهذا ما سبب العجز عند كلا الفريقين للوصول بالنتيجة الى منتهاها في حكم الخلاف.
وهذه فرصتنا فحينما ادركنا مما ذهبنا اليه سابقا معنى كلمة العرش تبقى لنا شيء يسير لنفهم عبارة "الاستواء على العرش" التي نريد انهاء الخلاف حولها نهائيا بحوله تبارك وتعالى.


حقيقة العرش


وهذا المبحث سيكون اشد تعقيدا من سالفه وبكثير وهو لغز الألغاز لأنه يمثل أمرا غيبيا صافيا

لدى الجميع بعكس السماوات التي تنوعت فيها الاراء مؤخرا وايضا لانه وفي ذهن الجميع خاص بالذات الالهيه

ولايصح ولايعقل تناوله كأمر مادي يمكن الحديث عنه وتحديد حقيقته .

ولكن ايضا الامر أصبح مختلف الآن فهناك اعتقاد راسخ بعلاقة العرش الوطيده بالسماوات السبع فإذا سلمنا

بأن السماوات السبع هي طبقات الغلاف الجوي السبع من خلال ما تحدثنا به انفا فما عساه أن يكون العرش؟؟

هل يعقل ان يكون خاصا بمكان الذات الالهيه والسماوت بهذا القرب الشديد؟

ام انه ليس امرا غيبيا بالمطلق؟

ولاعلاقة له بتصورنا القديم عنه ؟



وأين يكون إن كنا قد علمنا سلفا أن العرش مرتبط بشكل أو بآخر بالسماوات السبع

فكيف يمكننا أن نتخيل الارتباط بين الغلاف الجوي وعرش الرحمان ...؟.


وانني على يقين تام بأن أكثر ما يؤرق معارضي الرأي القائل

بأن السماوات السبع ليست الا طبقات الغلاف الجوي

هو ما إستقر في خيالنا عن الصورة التي تقول بأن السماوات السبع

التي تعلو بعضها بعضا يأتي من فوقها الكرسي ومن فوق الكرسي عرش الرحمن .

فكيف يكون الكرسي اذا كانت السماوات هي طبقات الغلاف الجوي فقط .؟

بل وكيف يكون العرش فوق الكرسي والسماوات فقط اذا كانت كل السماوات مجرد هذه السبع من الطبقات الجويه ...؟.



وليزول هذا الاشكال الصعب لابد لنا من تجريد عقولنا من كل مواقفنا الذهنية السابقه

والتجرد من كل الآراء حول كلمتي الكرسي و العرش

مهما كانت قدسية قائليها لأمرين هامين أولهما أنه من الطبيعي حينما يبدأ أحدنا

في شرح اشكال ومعضله معقدة جدا

أن يحللها لمركباتها الأوليه ليسهل عليه فهم تركيبها السليم .



وثانيا لأننا في الواقع لانملك أصلا حتى الآن أي تصورحقيقي

ووجهة نظرمتفق عليها للعرش اوللكرسي من خلال آراء العلماء السابقين.



فعلينا أن نبدأ بداية سليمة بدراسة تجريدية ومعمقة حول معنى

وحقيقة كلمة العرش لكي نصل سويا لفهم حقيقي ومقنع وبخطوات واثقة ومتأنيه.



نتوقع أنه من المعقول جدا أن نبدأ بمعنى أو إستعمالات كلمة العرش في لغة العرب ...



فما هوالعرش لغةً



العَرْشُ: سريرُ الملك.وعَرْشُ البيت: سَقْفُهُ.
وقولهم ثُلَّ عَرْشُه، أي وهى أمره وذهب عِزُّهُ.:


والعَرْشُ والعَريشُ: ما يستظل به.



وعَرْشُ البئر: طَيّها بالخشب بعد أن يُطوى أسفلُها بالحجارة قَدْرَ قامة.

فذلك الخشبُ هو العَرْشُ؛ والجمع عُروشٌ.



قال الشماخ: ولمَّا رأيتُ الأمر عَرْشَ هَوِيَّةٍ=تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الفؤادِ بِشَمَّرا الهويَّةُ:

موضع يَهوي من عليه، أي يسقُط. وعَرَشَ يَعْرُشُ ويَعْرِشُ عَرْشاً، أي بنى بناءً من خشب.



وبئرٌ معروشةٌ وكُرومٌ مَعْروشاتٌ.



والعَريشُ: عَريشُ الكَرْمِ.



والعَريشُ: شِبه الهودج وليس به، يتَّخذ ذلك للمرأة تقعد فيه على بعيرها.

والعَريشُ: خيمةٌ من خشبٍ وثُمامٍ، والجمع عُرُشٌ مثل قَليبٍ وقُلُبٍ.

ومنه قيل لبيوت مكّة العُرُشُ، لأنَّها عيدانٌ تُنصب ويظلَّل عليها.

وعَرَّشْتُ الكرم بالعُروشِ تَعْريشاً..


وهذه بعض الألفاظ التي كان يطلقها العرب باستخدام هذا الجذر اللغوي كما رأيناها،
ولنتذكر أن العرب كثيرا ما يطلقون على الشيء ما هو ليس فيه ولكنهم يتصالحون عليه اصطلاحا

اذا تمخضت قريحة شاعر عن تشبيه بين شيئين بعيدين كل البعد عن بعضهما.

وثم جرى ذلك على الألسن وانطبع في الأذهان على كثرة الترديد

مايلبث حتى يطلق الإسم عليهما دون علاقة واضحة بينهما .

وعليه كان لزاما علينا الإتيان أو استشفاف المعنى الأصلي للكلمه بشيء من الفراسه .

فما هو المضمون الدلالي المشترك بين أكثرالمسميات السابقه للعرش..؟.

إن الناظر بتمعن الى أغلب المسميات السابقه يجد بها سمة مشتركه واحده

وجليه وهي صفة البناء ان كان منبسط ومرتفع .

ومنه كرسي الملك فقد قيل لكرسي الملك عرشا كناية عن

انه اعتلى سقف ملكه به واعتلى سدت الحكم على شعبه ومملكته به

وهكذا من بلاغات العرب مالا يحصى عده.



أما الآن و بعد البحث اللغوي السابق سنرى استخدامات

كلمة العرش في القرآن الكريم

وفي غير تلك الآيات التي تتحدث عن عرش الرحمن ،

أو التي تتحدث عن العرش ككرسي ملك .

وهذه الآية الأولى
قال تعالى ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ
عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ )



من الواضح ان كلمة(يعرشون )هنا تعني الأبنية العظيمة

التي كان يبنيها فرعون وقومه وليس في هذا مايريب. .


ثم دعونا نرى هذه الاية الكريمة ..
قال تعالى( وأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)

وهنا نلاحظ أنها تدل يقينا والله تعالى أعلم على

ماعرشه النحل في أماكنه التي سكنها (وليس ما يعرشه الناس)

سواء في الجبال أوالشجر والتي يطلق عليها مملكة النحل المكونة مما يسمى خلايا النحل ،

وهو بناء ضخم يتسع للكثير بالفعل .

أي أن الآيه الكريمة تعني انه تعالى ألهمها أن تتخذ الجبال والأشجار سكنا

وبعد ذلك تسكن فيما شيدته وتبنيه فيها من خلايا وغرف.

أنا خلايا النحل تتسم فعلا بالانبساط والارتفاع المستمرين

وهذه السمة التي تخص كل استخدامات كلمة العرش تقريبا كما أسلفنا...

ونستخلص من هذا كلمة العرش أتت بمعنى البناء في القرآن الكريم وبالذات

الأبنية الضخمة والمتسعة للكثيرين.

وهنا لا بد من أن نتذكر أمر هام وهو أن العرش أتى

بمعنى البناء في القرآن الكريم جنبا الى جنب مع كلمة عرش الرحمن الكلمة التي نريد الوصول لمعناها .



وعليه يجب أن نتسائل عما يكون ياترى عرش الرحمن وكيف نصفه وما فائدة ذكر أمر لا نراه ولا علاقة لعالمنا به
ولا يمكن أن نراه أو أن يكون لعالمنا علاقة به ، اذا كان كما يقولون ..؟. ثم ما علاقته في الأرض والسماء فدائما ما يرتبط بهما ؟


وقد نزل القرءان الكريم بكل ما ينفعنا ويتعلق بعالمنا

فما الفائدة من الإدلاء بأمر ليس له علاقة بنا و بحياتنا ؟.

خاصة في الآيات التي يسرد فيها سبحانه وتعالى بعض من أنعمه علينا ليذكرنا بها .


قال تعالى ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر
كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون) سورة الرعد


قال تعالى( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام

ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا

والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين. ) سورة الاعراف


من الملاحظ أن كل الآيتين تتحدث عن أمور مسخره لصالح الانسان ,

و تشتمل كذلك على أمور واضحة ونعرفها جيدا في حياتنا اليوميه وننعم بها .

ليذكرنا الله تعالى بها وبنعمته علينا .

ومن الطبيعي ذلك فالمنعم إذا أراد أن يذكر المُنعَم عليه بأنعمه
فلا بد أن يسرد الأمور التي انعم بها عليه فهو يعرفها تمام المعرفة

فلماذا وفي آيات مثل هذه بالذات يذكرنا المولى عز وجل بالعرش..؟؟

وهذه آية تتحدث عن بداية الخلق

قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ

عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)


الفهم الدارج انه عرش للرحمن خلق الأرض والسماوات سبحانه

ثم عاد إليه بعد أن أتم خلقهن تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ،

وفي الآية الكريمة ما يدل على أن الأمر مختلف تماما

وكأننا لم نقرأ كلمة الماء من قبل فما هو هذا الماء..!؟.



ولماذا اتى ذكره في نفس الايه الكريمه التي تتحدث عن خلق السماوات والأرض

وكأن هناك رابط وثيق جدا بين الارض وسماواتها بالعرش؟.



ألا تنظر عزيزي القارئ الى الآية فهي تقول أنه سبحانه خلق الأرض

وبعدها أتم خلق السماوات وكانت مدت خلقها أقل من مدت خلق أرضنا هذه .



فكيف توجد الارض دون الكون والفضاء ؟

وكيف لنجم واحد مثلا وهو اكبر من الشمس بتسع بليون مره

أن يتكون في يومين فقط والأرض في اربع؟؟



لنستنتج من هذا كله أن رؤيتنا فيها أخطاء عميقة وجذريه

أخطاء جوهرية في المفاهيم والله المستعان .



ويبدو أن العرش ليس أبدا ماكنا نظنه

أو ماكنا نعتقد أنه يشابه معناه كرسي ملك كما فهمناه سابقا.

ولكن ماذا عساه أن يكون ؟ مالذي أخطأنا به وماهو الصواب ؟..

أعلم ان الكثيرين سيقولون مهلا فالسؤال عن العرش بدعه .

ولكن متى كان في تدبر معاني ألفاظ وردة في كتاب الله بدعه.؟

سبقنا في ذلك مفسري القرآن رحمهم الله تعالى .

وكذلك أنا لا أعرف لماذا يتمسك الكثيرين بتصورهم حول العرش

وأنه كرسي له قوائم وتحت القوائم بحر .؟


وأحيانا يقولون أن هناك ملائكه تحمل العرش فلا شك أن في الأمر خطأ كبير

وأعتقد أن ملامح الحقيقة بدأت في الظهور.

ولا أعلم أيضا لماذا بالذات يتمسكون بمعنى الجلوس لكلمة الاستواء

مع أن لهذه الكلمة تحديدا معاني متعدده في اللغة العربيه؟.

ولفك رموز المعضله علينا تجربة كل الحلول الممكنه ؟؟

إننا يوما لم نفكر في إفتراض أن لعرش الرحمان معنى آخر كليا غير مايدور في اذهاننا .

الأمر الغريب حقا خصوصا أننا وجدنا الكثير من خلال اطلاعنا السابق

حول استخدامات كلمة العرش

في اللغه وفي القرآن الكريم كذلك ..




فماذا لو قلنا أو تخيلنا انها تعني البناء هنا أيضا ..؟..



لماذا لايكون ذلك فلعل المعنى يكتمل وتتسق تفاصيله

وربما يكون هو الصواب الذي انتظرناه .

هل يعقل أنها تعني البناء؟

لا طبعا ولكن لنفترض ذلك لما لا لنفترض ونرى ماذا سيحدث. ؟؟.



قبل أن نعود للآية الكريمة نود الاطلاع على هذا الحديث النبوي الشريف

والتركيز في معناه بشكل كبير ومتأني جدا...

إليكم سند ومتن الحديث للنبي الكريم وهو حديث صحيح رواه البخاري رحمه الله

في بدء الخلق عن أبي ذر رضي الله عنه قال



"قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس أتدري أين تذهب

قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش



فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن

فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت

فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم".



لقد أفردنا فصلا كاملا عن العقلانيه والايمان

واني أرى في طريقة فهمنا لهذا الحديث الشريف أنموذجا مثالي جدا



لتوافق وتوازي العقلانيه بالايمان فيما لو فهمناه فهما صحيحا والعكس بالعكس.

وسيتضح مقصدي بعون الله حينما نعرف المعنى المقصود في هذا الحديث الشريف.



دعونا نراعي العقل كما أسلفنا فمراعات العقل لا تعني الخروج عن خطنا الايماني ابدا.

ونسأل أنفسنا حينما قال عليه الصلاة والسلام

"حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش "

فماذا نفهم من هذا القول ؟
قبل الإجابه على هذا السؤال أود أن أشير الى نقطة هامة جدا أعتبرها مؤشر عام

لطريقة تفكيرنا ووجهة نظرنا للدين اليوم .

فحينما نشر الملحدين هذا الحديث الشريف على سبيل التحدي والاستهزاء بالمسلمين

إذ كيف يقول دينكم أن الشمس تذهب للعرش

ونحن نعلم كل العلم أنها ثابتة بل ومستمرة في إشراقها على الجانب الآخر من الكرة الارضيه ؟...

فجائت الاجابات متعدده ومختلفة تماما هذا أولا وأكثر من تسعة أعشارها

لا ينم عن أي عقلانيه ومنطقيه بل إيمان راسخ بالغيب وحسب .

بل اني انا كت اسابق في مثل تلك الاجابات

وانا هنا لا أذم أحدا في هذا طبعا بل هذا دليل على قوة الإيمان ولاشك ,

ولكن المقصد هو مدا الشعور بالانسجام بين الواقع والمعقول

مع الغيب في نظرة مسلمي اليوم

ولا شك أن هذا الانسجام يزيد المؤمن ايمانا باذنه تعالى.

وعموما لم تخلوا الاجابات من شيء ونزر يسير من الانسجام بين الايمان والعقل

وكانت أفضل اجابه وان كانت خاطئة قطعا

هي أن العرش محيط بكل الكون فاينما ذهبت الشمس تكون حتما تحت العرش.
والرد على هذه الاجابة ميسور بنص الحديث الشريف نفسه حيث قال النبي الكريم

(تذهب حتى تسجد للعرش)

مايدل دلالة قاطعه أنها وقت المغيب ووقت تحدث النبي الكريم بحديثه

لم تكن ساجدة تحت العرش فضلا عن وقت ماقبل المغيب...

ونص الحديث بالكامل يعارض هذه الاجابة أيضا حيث ان

الشمس تستأذن وتذهب من تحت العرش ثم تعود تسجد

كل هذا يدل على نفس الشي وهو أنها ليست تحت العرش طوال الوقت كما تقول الاجابه .

نريد أن نعود لتحكيم العقل ولكن نريد هذه المره تحكيمه بتجرد تام

عن كل ماعلق في رؤوسنا عن كلمة العرش سابقا .
ونعيد السؤال ونسأل حينما قال عليه الصلاة والسلام حين غربت الشمس
أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش ماذا نفهم من هذا القول ؟..
الذي نعلمه أن الشمس بعد المغيب وحتى شروقها في اليوم التالي من مشرقها

تكون مشرقة على أجزاء أخرى من الكرة الأرضيه ،
ولانها تكون وقت المغيب على أفق بصر الناظر اليها نستطيع أن نجزم أنها ستكون بعد المغيب تحت الأفق ,
ولكن ليس بالضرورة أن ماتحت الأفق يكون تحت الكرة الأرضية نسبتا للراصد وفيما لو استمرت الشمس في الميلان حتما ستاتي ساعة تكون فيها الكرة الأرضية بين الراصد والشمس ،
أي أن الشمس نسبتا لمكان الراصد وموقفه تكون تحت الارض تقريبا ساعة منتصف الليل ...

الشاهد من الحديث الشريف كلمة (تذهب حتى تسجد) ولم يقل عليه الصلاة والسلام

(تذهب لتسجد تحت العرش)
أي انها لاتكون فورا تحت العرش بعد المغيب ...
وقبل التوغل نحو مقصدنا من هذا الشاهد لا بد أن نستدرك المخالفات الظاهريه للحديث الشريف مع الواقع ،
مثل نعت الشمس بالذهاب فإننا نعلم جميعا أن الأرض هي التي تتحرك حول الشمس ..
وهذا يبدا كتناقض واضح بين الحديث الشريف والعلم ولكنه في الحقيقة تناقض ظاهري بسبب إختلاف مفهومنا للألفاظ عن حقيقتها ...
نحن لا يعنينا من الذي يتحرك الأرض أم الشمس فعبارة ذهبت الشمس ليست مساوية لعبارة تحركت الشمس
أي أن كلمة ذهبت لاتعني اطلاقا أنها تحركت ونحن قد نقول ذهب الوقت
أو ذهب الزمن أو ذهب الموسم فهل هذا يستوجب أن لكل هذه الامور أقداما تمشي عليها..؟


وأما السجود في الحديث الشريف هنا ليس كسجود أحد من البشر في صلاته لنتوهم أن الشمس لها هيئة بشرية لتقوم بصلاة كاملة بركوع وسجود .
بل السجود هنا قد يعني الانحناء أو المكوث في الاسفل لنتذكر رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام
حينما رأى الكواكب والشمس والقمر له ساجدين في منامه فهل نتوقع أنه رآهم ساجدين برؤوسهم ؟؟..
وأيا كان معنى السجود سواء كان توصيف شكلي للموقف العام بين الراصد والأرض والشمس
أو أنه سجود يخص هيئة الشمس فيجوز أنها تنحني أو تنظغط فقد سمعت أنها تتنفس أو حتى سجود تعبدي لخالقها سبحانه وتعالى
لايعلم كنهته أحد سواه سبحانه . هذا كله يخص مبحث آخر لايثلم في صحة الحديث الشريف ...
ولكن ماعلاقة هذا كله بالعرش ؟؟..
نعود لمقصدنا من الشاهد الذي ادلينا به عن الحديث الشريف ومرادنا منه.
فكما رأيتم مدى التوافق والانسجام بين مفردات وألفاظ الحديث الشريف ومدلولاته الحركيه
مع المعطيات العلميه التي استندت اليها نظرتنا العقليه للمواقف المتخذه بين أي راصد على الأرض والكرة الأرضيه والشمس.
لنقول أننا حينما حكمنا العقل وآمنا ايمانا راسخا بصدق هذا النبي الامي الكريم
فإننا قد وصلنا الى نتيجة مفادها أن العرش وبإحتمال كبير جدا قد كان يعني به النبي الكريم كرتنا الأرضيه .
وكأن الحديث الشريف يعني فيما يعنيه ان الشمس تذهب وقت المغيب حتى تقابل تماما ماهو تحت أقدام النبي الكريم
من الكرة الارضيه من الجهة المقابله وفي ذلك الوقت تستأذن ربها بالمضي قدما لتشرق مرة أخرى أو تعود من مغربها .
مايعني أنها إذا جاء وقت شروقها من مغربها ستبدأ تعكس من وجهتها تماما حينما تكون مقابلة
للجهة المقابلة للمدينة المنورة من سطح الكرة الارضيه المقابل.





والآن لنقرأ هذه الايه الكريمه من جديد لنتأكد.


قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)سورة هود





هل يعقل أن الايه الكريمة السابقة كانت تقول أنه سبحانه حينما خلق السماوات والأرض كان بنائه على الماء؟
وماهو هذا الماء؟ ثم ماهو هذا البناء ؟..
يبدو الامر في الظاهر شائك جدا .
لكن الا يمكن ان يكون البناء هي السماوات ؟ فقد اتى وصفها بالبنيان مرارا وتكرارا في القرآن الكريم .
وحتى لاندخل في متاهة كبيره سنفترض أنها طبقات الغلاف الجوي
كما سنثبت ونؤكد هذا بعون الله تعالى لاحقا . رغم شرحنا السابق لحقيقة السماوات.
فلا أدري لماذا نستخف بالغلاف الجوي مع أنه يتسع لارضنا كلها .خاصة وان المولى عز وجل يذكر في محكم تنزيله
انها مخلوقة في نصف الوقت الذي استغرقه خلق الأرض
.



فهل يعقل أن أعتقد أن الكون المترامي الأطرف مخلوق فقط في يومين وارضنا في أربع؟. والاعجب ان ارضنا مخلوقة قبله ؟



نعود الان للآيه السابقه التي تفرعنا منها لمعنى السماوات .
ونعود لنقول هل يمكن أن تكون الارض أيضا مقصودة بالبناء؟ نعود لقراءة الايه الكريمه وللمره الثالثه
.



قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ)سورة هود


لكأن الآية الكريمه تقول ان الارض والسماوات قد تم بناؤها في ستة ايام وكان هذا البنيان الضخم على الماء أي أن باطن الأرض ماء .!!
إن الآية الكريمه قد تعني أن مجمل الكرة الأرضية بسماواتها هي ذاتها "العرش"
أي أن العرش اسم كوكب الأرض في القرآن الكريم!
وليس إسما لمخلوق يشبه كرسي الملوك يخص الذات الالهيه كما هو الاعتقاد السائد. والكرة الأرضيه
بصراحة هي التي تتحقق فيها صفات العرش فهي بناء ضخم يسكن به الكثير ،
ففي الأرض أمم وفي السماوات أمم لا شك في ذلك.
والآية الكريمة تقول بكل وضوح وكان بناءه على الماء ،
ونفهم منه أن داخل أرضنا وباطنها ماء بل إن أرضنا عبارة عن بناء فوق مايمكن تسميته كرة مائية ضخمة جدا
.



تمعن اخي الكريم معي الآن في الآية الكريمة فلا غرابة في ذلك وبالذات لأن باطن الارض أمر مطمس حتى الآن

ولم يره أحد من قبل بل هي فرضيات ما يلبث العلم أن يأتي بغيرها
ومادل عليه القرآن الكريم هو الحق المطلق الأحق بالتصديق ليس ما يصل الينا من علماء الغرب في فرضياتهم
ونصدقهم وكأنهم رأو باطن الأرض بأم أعينهم واستشفوا مابه من مواد.
الا ترى معي عزيزي القارئ اللبيب أن الحديث النبوي الشريف يؤيد ويوحي كثيرا
بما أدركناه سابقا من الآية الكريمه في نظرتنا الى معنى كلمة العرش ..؟




قال سبحانه (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء)..




ولكن كيف يكون الماء هو نواة كوكبنا أو كيف يحمل الماء كل هذا الحمل الكبير جدا ؟..
تخيل معي أخي إذا اجتمعت كميات هائلة من المياه في الفضاء هل تتوقع أن تبقى سحابة وتتفرق بعده أم أنها تتبلور مكونة كوكبا مائيا رويدا رويدا؟
ثم فكر معي في خصائص هذا الكوكب المائي تخيل ضغط الماء تحت خمسين كيلو متر فقط من سطحه ،
انه ضغط هائل جدا بكل تأكيد يجعل المتر المكعب من الماء أثقل من مثيله من الحديد.
وتخيله في باطن كوكب الأرض الآن نعم انه سيكون ثقيل وملتهب جدا كالحديد المنصهر
بل قد يكون البحر المسجور المذكور في كتاب الله عز وجل .أنظر معي أخي الكريم
في هذا المقطع المقتبس من كتاب العلامه ابن كثير رحمه الله تعالى..
"
قال مجاهد " وكان عرشه على الماء" قبل أن يخلق شيئا وكذا قال وهب بن منبه وضمرة وقتادة وابن جرير وغير واحد وقال قتادة في قوله


"



وكان عرشه على الماء " ينبئكم كيف كان بدء خلقه قبل أن يخلق السماوات والأرض

وقال الربيع بن أنس" وكان عرشه على الماء " فلما خلق السماوات والأرض قسم ذلك الماء قسمين
فجعل نصفا تحت العرش وهو البحر المسجور"
انتهى الاقتباس.
الآن تخيل معي نواة هذا الكوكب ربما تكون أصلب من أصلب الصخور بالآف المرات.
إن ماسيجعلك عزيزي القارئ على قناعة تامة بأن العرش يعني البناء الذي تم فوق هذا الماء من طبقات الأرض السبع والسماوات السبع
هو أن كل الآيات والأحاديث الصحيحه التي تتحدث عن الأمر وحين تقرأها ستصبح واضحة وجلية وليس بها أي غموض
والحمد لله تعالى وحده وسنرى ذلك انشاءالله تعالى في فصل لاحق. والآن نتابع هذه الآيات الكريمه





قال تعالى




(أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا ) * ( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) * ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا

وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا )*( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا (*) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (*) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) سورة النازعات




إن المولى عز وجل يوضح وبشكل جلي أن ظهور الماء على سطح الأرض كان بعد خلق السماوات أي أن ظهر الأرض كان جافا أول أمره.
وظهر ماؤها بعد أن دحاها سبحانه أي بعجها والله تعالى أعلم .
ثم اخرج منها الماء والتربه عن طريق البراكين.
وتحولت البراكين إلى جبال .
فهذه الآيات تبين تاريخ الأرض بشكل واضح وجلي ولاحظوا أنها تقول اخرج منها مائها.
أي أن كل الماء من أنهار وبحار ومحيطات كان أساسا داخل الأرض وفي باطنها ،
بمعنى أن هناك كميات هائلة من المياه داخل الأرض ولا شك. فهذه الآيات الكريمه ترفع الوشاح
وتكشف عن الحقيقه الأولى للخليقه بشكل باهر .وتثبت ما ذهبنا إليه آنفا وتغسل من النفس كل ريب في حقيقة أن العرش هو الأرض والسماوات
التي بنيت على كوكب الماء العظيم.
وانظر إلى قوله تعالى( سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون)
إنها تؤكد لنا بشكل أوضح من الوضوح أن العرش هو مجمل السماوات والأرض.
بل توبخ من يصف ربه تلك الأوصاف الدنيوية ولا اله إلا الله في كل تسكينة وتحريكة له ايه .





وفي هذا الرابط بعون الله وفضل منه الشرح الباقي مضمنينه بأدلة ناصعه تثبت ما اسلفنا القول عنه وغيره اليكم الرابط احبائنا القراء





والله الموفق
وقريبا ان شاء الله تعالى سنبين هنا معنى الاستواء على العرش
بما اتانا الله سبحانه من فضله.


وهناك اضافة هامه شعرت انه يتعين علي تبيينها لعدم تشتيت اوتحريف المغزى من الموضوع .. فالشيطان الرجيم حريص على ذلك الان فقد يفهم احدهم من الذي سبق انني اخالف من قالوا بان العرش كرسي
للرب عز وجل في كل ماذهبوا اليه
واوافق بالمقابل على كل ماذهبت اليه الفرق التي لاترى ان العرش محل للذات الإلهيه
انما هو الحق نذهب معه اينما يكون دون تعصب لرأي و شخوص فلا احد يمتلك الحقيقة كامله غير الله سبحانه وتعالى جل في علاه هو العليم الحكيم.
ولما علمنا ان العرش ليس الا الكرة الارضيه بطل الجدال والسجال في الاستواء على العرش من حيث كونه يماثل جلوس على كرسي للذات الالهيه.
وهذا الموضوع الذي لايخفى عليكم بانه مثخن بالخلاف والنزاع ، المرتكز حول كلمة الاستواء متجنبين الخوض في جانب العرش لاعتقاد الجميع بتعلقه بالذات الالهيه بشكل او باخر, وهذا ما سبب العجز عند كلا الفريقين للوصول بالنتيجة الى منتهاها في حكم الخلاف.
وهذه فرصتنا فحينما ادركنا مما ذهبنا اليه سابقا معنى كلمة العرش تبقى لنا شيء يسير لنفهم عبارة "الاستواء على العرش" التي نريد انهاء الخلاف حولها نهائيا بحوله تبارك وتعالى.
رد مع اقتباس