وقبل حل لغز معنى الاستواء على العرش علينا ان ندرك معنى الاستواء الى السماء فهل الاستواء الى السماء يعني مكوثه سبحانه بجوارها او اقباله عليها بذاته؟
حق السماوات والعرش وحسب.؟..
ونقول وبالله التوفيق
ان الارض هي السابقة في الخلق فلا يصح مثلا في حال بناء مسكن ان نقول لما انتهينا من الموقع بدأنا نبني الدور الاول اي لا يصح القول لما استوينا للدور الاول قمنا ببنائه لانه في الواقع لم يسبق الدور الاول دور سابق لنقول اننا لما اتممناه وفرغنا منه استوينا للاول وبدأنا في بناءه.
بينما الامر مختلف في الدور الثاني اذ يصح القول لما استوينا الى الدور الثاني بدأنا في بناءه.
اما الاستواء على العرش فتقريبا يعني لما اكملنا البناء اشرفنا و حافظنا عليه (والله تعالى اعلم) .
فبعد ان خلق سبحانه الارض والسماء وسواهما استوى على العرش لان الاستواء على العرش في الحقيقه يعني عنايته تبارك وتعالى له (والله اعلم ) ..
وفي ذلك مايشير الى ان الاستواء على العرش ماهو الا البلوغ بالارض والسماء غاية كمالهما بتدبيره وحفظه سبحانه.
مع ملاحظة ان تمام الكمال لايعني غاية الكمال
فتمام كمال مسكن او مبنى ليس هو الغاية منه فالغاية لاتصل اليها الا بإدارة عملية للمبنى بسكن الناس فيه وتوفير كل مايلزم لعيشهم به وكل مايلزم هذا السكن للمحافظة عليه.
فبناء الجدران ليس الغايه انما الغايه هي السكن واستمرار صلاحية السكن. وكما انه سبحانه استوى الى السماء بقوته وجبروته ليخلق منها السماوات السبع ,
فقد استوى سبحانه على عرشه برحمته وتدبيره له ليبقى.. الاستواء الذي نفهمه من مرادفاته من التدبير والتسخير وكل الامور التي تذكر بعد الاستواء على العرش فورا في الايات الكريمه..
قال تعالى (ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين)
قال تعالى(ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون)
قال تعالى(الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في سته ايام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا تتذكرون)
لانه المهيمن مدبر امر العرش ومن فيه الواحد القهار سبحانه وتعالى.
قال تعالى(هو الذي خلق السماوات والارض في سته ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اين ما كنتم والله بما
تعملون بصير)
انا لا افهم علاقة استواء الخالق على العرش بتدبيره وحفظه ,
بالإستواء
بذاته تبارك وتعالى كيف نقرن بين الامرين؟
الم يقل سبحانه وتعالى
(الا انهم في مريه من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط)
هل يعني هذا ان احاطته للاشياء بذاته تبارك وتعالى؟
الم يقل سبحانه (انه على كل شي قدير) هل يعني هذا انه فوق كل شيء؟
سبحانه وتعالى علو كبيرا..
قال تعالى (الرحمن على العرش استوى
اي بعد ان سواه استوى على عرشه برحمته لأهله وتسخيره لكل ما يحفظهم في عرشه الكريم).
وقال تعالى (ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات)
هل نفهم انه اقبل بذاته عليها تبارك وتعالى وشرع في تسويتها بعد ذلك ؟
ام انه اقبل عليها بقوته وقدرته وعلمه سبحانه فخلق وسوى من الدخان سبع سماوات لا اله الا هو سبحانه وتعالى عما يصفون.
والله تعالى اعلم.
هذا ماكان في محاولتنا لفهم العرش والاستواء والحمدلله اولا وأخيرا , وان كان القول بأن العرش هو هذا الكوكب الذي نعيش به وبيان هذه الحقيقه بعد زمن طويل امر يثير العجب فلاغرابه فهو كتاب الله سبحانه وتعالى الذي يخاطب كل الازمنه والذي لاتنقضي عجائبه.
من سنن الترمذي
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ قَال سَمِعْتُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتَ عَنْ أَبِي الْمُخْتَارِ الطَّائِيِّ عَنْ ابْنِ أَخِي الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ عَنْ الْحَارِثِ قَالَ مَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَرَى أَنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الْأَحَادِيثِ قَالَ وَقَدْ فَعَلُوهَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي قال: " إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله عز وجل، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عِصْمَة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، لا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَق عن كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر"
والحمد لله رب العالمين