عرض مشاركة واحدة
  #109  
قديم 2009-08-20, 10:05 PM
صهيب صهيب غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-16
المشاركات: 6,291
افتراضي


جاءته نجدة السماء فوجد من أنقضوه من ورطته
أجر سريرا واستلف بعض المال على أمل الإرجاع عند العمل
بقيت المعضلة : الحصول على رخصة العمل
جواز السفر وبطاقة الطالب
سبقه بيوم أحد الإثنين الذي شاركاه في الرحلة من البداية والذي اخبرتكم أنه زور تاريخ الصلاحية فاعتقل
اصبحت لدي قناعة راسخة أني سألحق به
قدمت الوثائق فرفضت بطاقة الطالب لأنها من اتحاد الطلاب العالمي لأوروبا الشقية
والبطاقة الثانية التي أخرجتها من اسطمبول اختفت ولا أثر لها
وكانت المتاهة بين السفارة العراقية واتحاد طلبة السويد
فالسفارة لا يمكن ان تعطي وثيقة بدون دليل انني طالب هناك
واشتغل اخيرا حظي فوجدت بطاقة انتماء إلى جامعة بغداد بين الأغراض .
حينها مكنوني من شهادة
وحصلت على بطاقة الطالب
وقررت الذهاب إلى المشنقة بنفسي
قدمت الأوراق وجلست أنتظر متى يأخذوني لألتحق بصاحبي
وجاء النداء فوقفت والمفاصل لا تحملني فمد إلى الجواز والرخصة ( 3 أشهر)
لم استطع القيام . جلست غير مصدق
لم اتعب في البحث عن العمل
يكفي ان تقوم بجولة على المطاعم : arbeiten

كان العمل في مطعم : غسل أواني الأكل
الإعتماد على ألة غسيل : توضع الصحون في أطباق خاصة وكذلك الكؤوس وغيرها كل في طبقه الخاص وتوضع على السكة لتخرج من الجهة الأخرى نظيفة.
كنت اشتغل 5 ساعات يوميا وهي قليلة وبعد يومين أو ثلاثة بدأت البحث جديد وفعلا حصلت على عمل

10 ساعات يومية
ولكن هذه المرة غسل أدوات الطبخ وليس الأكل

أدخل المطعم الساعة السابعة ( اعطوني مفتاحا) . وبمجرد فتح الباب يعترضني جيش من الجرذان الديناصورية
أحاول تجنبها لحين الوصول إلى أنبوب الماء المطاطي
أمسكه وأفتح الماء الحار واقوي الضغط إلى أقصى درجة وأهاجمها وبتلك الطريقة فقط تختفي
( المهم أنها كانت طوال الليل تسرح وتمرح في تلك الأواني
أملأ الأحواض ( على فكرة بإمكاني ان انزل في الحوض وأقف ولا يراني احد
حوض بالماء مع رغوة خاصة لإزالة الدهون
حوض للتنظيف الوسطي ( بين بين) وحوض ماء صاف لتخرج الآنية نظيفة
هذا العمل يتواصل بي وحيدا إلى حدود التاسعة والنصف حيث يدخل حينها الطباخون فيبدأون بالإستعداد للطبخ وفي العاشرة تبدا خلية النحل
انظري فأجد نفسي لم اغسل ولو نصف الأواني الموجودة ( للعلم : لا يقل العدد لذي غسلته عن 200 قطعة) فالمطعم يعد أكبر مطعم في استوكهولم
قبل منتصف النهار يكون الجماعة قد أتوا على ما غسلت من أواني فيلتفتون إلى التي لم أغسلها بعد يريدون استعمالها
بغبائي وطيبتي كنت أعترض انها لم تغسل بعد وأن الجرذان زحفت عليها
ينظر الواحد منهم إلي نظرة غريبة ( ربما استعباط)
يأخذ الماعون ويضع فيه الزيت أو الدهن ويضعه على النار ويستعماه وكأنه خارج من ارقى مغاسل الدنيا
فكيف حال مطاعمنا؟
ومرت العطلة واطلق سراح صاحبنا بعد شهر على أساس أن يمر للمحاكمة
وحصل على وزثيقة مرور من السفارة العراقية باعتبار أنه أضاع جوازه وجمعنا له ما استطعنا وودعناه
وواصلنا العمل إلى آخر العطلة

بقيت ملاحظة غريبة لا أملك لها تفسيرا إلى اليوم
النزل الذي نسكن فيه فيه بعض آلات توزيع المشروبات أو القهوة أو لفائف الأكل
تضع قطعة النقود وتضغط على رقم البضاعة التي تريد
من بين هذه كلها : القهوة كانت ب 25 اورة ( 20 فلس أو أقل)
كنا لما غادرنا تركيا بقيت في جيوبنا بعض القطع غير القليلة من فئة 5 قروش
كان لها نفس حجم العملة السويدية
كنا نضعها ونأخد القهوة وأنا واثق أن ما وضع منها ليس بالقليل
ولكن الذي حيرني إلى اليوم أنهم واصلوا وضع تجهيز هذه الماكنات دون أي ملاحظة إلى أن انتهت قروشنا ورجعنا إلى عملتهم ولم نسمع شيئا
في آخر سبتمبر كنا في القطار المغادر إلى الدانمارك لنأخذ الطائرة إلى اسطمبول
كان عددنا لا يقل عن 20 طالبا
وصلنا الدانمارك في حدود التاسعة بعد ليلة طويلة فاتجهنا إلى المطار وقطعنا التذاكر لنجد مغامرة تنتظرنا
__________________
قال الله تعالى:وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ



رد مع اقتباس