عرض مشاركة واحدة
  #81  
قديم 2012-09-23, 07:41 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

ملاحظة:
الله أمرنا بالصلاة على النبي وحدد لنا المواقيت والأماكن، فانظر معي إلى قول الإمام النووي في شرحه لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ((أَنَّ رَجُلاً مَرَّ وَرَسُولُ اللَّهِ يَبُولُ فَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ.)) أخرجه مسلم في صحيحه.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث:
((وَيُكْرَه لِلْقَاعِدِ عَلَى قَضَاء الْحَاجَة أَنْ يَذْكُر اللَّه تَعَالَى بِشَيْءٍ مِنْ الْأَذْكَار . قَالُوا : فَلَا يُسَبِّح ، وَلَا يُهَلِّل ، وَلَا يَرُدّ السَّلَام ، وَلَا يُشَمِّت الْعَاطِس ، وَلَا يَحْمَد اللَّه تَعَالَى إِذَا عَطَسَ ، وَلَا يَقُول مِثْل مَا يَقُول الْمُؤَذِّن . قَالُوا : وَكَذَلِكَ لَا يَأْتِي بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَذْكَار فِي حَال الْجِمَاع ، وَإِذَا عَطَسَ فِي هَذِهِ الْأَحْوَال يَحْمَد اللَّه تَعَالَى فِي نَفْسه وَلَا يُحَرِّك بِهِ لِسَانه وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ كَرَاهَة الذِّكْر فِي حَال الْبَوْل وَالْجِمَاع هُوَ كَرَاهَة تَنْزِيه لَا تَحْرِيم ، فَلَا إِثْم عَلَى فَاعِله ، وَكَذَلِكَ يُكْرَه الْكَلَام عَلَى قَضَاء الْحَاجَة بِأَيِّ نَوْع كَانَ مِنْ أَنْوَاع الْكَلَام ، وَيُسْتَثْنَى مِنْ هَذَا كُلّه مَوْضِع الضَّرُورَة ، كَمَا إِذَا رَأَى ضَرِيرًا يَكَاد أَنْ يَقَع فِي بِئْر ، أَوْ رَأَى حَيَّة أَوْ عَقْرَبًا أَوْ غَيْر ذَلِكَ يَقْصِد إِنْسَانًا أَوْ نَحْو ذَلِكَ ، فَإِنَّ الْكَلَام فِي هَذِهِ الْمَوَاضِع لَيْسَ بِمَكْرُوهٍ بَلْ هُوَ وَاجِب ، وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنْ الْكَرَاهَة فِي حَال الِاخْتِيَار هُوَ مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْأَكْثَرِينَ ، وَحَكَاهُ اِبْن الْمُنْذِر عَنْ اِبْن عَبَّاس ، وَعَطَاء ، وَسَعِيد الْجُهَنِيّ ، وَعِكْرِمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ، وَحُكِيَ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعِيِّ وَابْن سِيرِينَ أَنَّهُمَا قَالَا : لَا بَأْس بِهِ . وَاَللَّه أَعْلَم .))
لاحظ أن الإمام النووي رحمه الله لم يأت بحكم الكراهة من نفسه، وإنما جاء به استناداً إلى حديث صحيح ورد في صحيح مسلم، وأما قوله بأن الذكر في تلك الحالة مكروهة وليست محرمة، فذلك اعتماداً على حديث آخر عن عائشة أن رسول الله ((كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُل أَحْيَانِهِ)) رواه مسلم في صحيحه.
مثال آخر من الموسوعة الفقهية الكويتية - (ج 21 / ص 244 - 245)
ج - التَّحَرِّي فِي الأْمْكِنَةِ :
30 - يُجْتَنَبُ الذِّكْرُ فِي الْمَوَاضِعِ الْقَذِرَةِ وَمَوْضِعِ التَّخَلِّي كَمَا تَقَدَّمَ (1) . وَمِنَ الأْدَبِ أَنْ يَكُونَ مَوْضِعُهُ نَظِيفًا خَالِيًا عَمَّا يَشْغَل الْبَال (2) .
أَمَّا الْحَمَّامُ فَقَدْ صَرَّحَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ بِأَنَّهُ لاَ يُكْرَهُ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ ، أَوْ عَلَى سَطْحِهِ وَنَحْوِهِ مِنْ كُل مَا يَتْبَعُهُ فِي بَيْعٍ أَوْ إِجَارَةٍ ؛ لِمَا رَوَى النَّخَعِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ دَخَل الْحَمَّامَ فَقَال : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ (3) .
وَلاَ يُكْرَهُ ذِكْرُ اللَّهِ فِي الطَّرِيقِ (4) ، وَفِي الْحَدِيثِ مَا سَلَكَ رَجُلٌ طَرِيقًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهُ عَزَّ وَجَل فِيهِ إِلاَّ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةٌ (5) . وَالأْصْل فِي جَمِيعِ الْمَوَاضِعِ أَنَّ ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى فِيهَا مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ فِي الْمَوْضِعِ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ الْكَرَاهَةِ (6) . لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأْرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْل اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (7) .
-------
الهوامش:
(1) نزل الأبرار ص 369 .
(2) الفتوحات الربانية 1 / 142 .
(3) كشاف القناع 1 / 160 ، ومطالب أولي النهى 1 / 187 ، والفتوحات الربانية 1 / 146 .
(4) نزل الأبرار ص 369 ، والفتوحات الربانية 1 / 146 .
(5) حديث : " ما سلك رجل طريقًا لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة " . أخرجه أحمد ( 2 / 432 - ط الميمنية ) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة ( ص 93 - ط دار البيان ) من حديث أبي هريرة ، واللفظ لابن السني ، وقال الهيثمي في المجمع ( 10 : 80 ) : " رواه أحمد ، وأبو إسحاق مولى عبد الله بن الحارث لم يوثقه أحد ولم يخرجه ، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح " . والترة : النقص أو التبعة . النهاية . مادة : " وتر " .
(6) الفتوحات الربانية 6 / 176 .
(7) سورة الجمعة / 10 .

لاحظ أن ما جاء في الموسوعة عن الذكر عموماً إنما جاء بناء على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس