عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-10-18, 06:09 AM
يعرب يعرب غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-12
المكان: دار الاسلام
المشاركات: 4,144
افتراضي العلويون وفرنسا حقائق وكشف التضليلات التاريخية





ليست وثيقة واحدة بل وثائق ... ليس وطن واحدا مباعا بل اوطان :


هذه دراسة مختصرة سيتم نشرها على اقسام نركز الضوء فيها على علاقة النصيريين بالفرنسيين و موقفهم منهم لنثبت ان النصيريين لم يكونوا يوما منتمين الى الوسط الاسلامي و العربي الذي يعيشون فيه ، و سأعتمد على المصادر الفرنسية المتوفرة اكثر من العربية ، فالفرنسيون لم يكونوا يرون بالنصيريين اعداء لهم حتى هذا العصر و كذلك النصيريين كانوا يتطلعون نحو الفرنسيين و امالهم متعلقة بهم حتى هذا اليوم و لا زلت اذكر منذ سنوات في نقاش على مدرجات جامعة دمشق مع استاذ التاريخ الحديث محمد حبيب صالح (علوي) حول الحقبة العثمانية و الفرنسية في سوريا حيث تدخل طالب (علوي) ليقول من جملة ما قال : "رحم الله ايام فرنسا .. فقد فعلت لنا و فعلت و فعلت " فزجره محمد حبيب صالح متذرعا بدعاوى القومية و ان الفرنسيين محتلين لسوريا و لا يجب اطراءهم و مديحهم ...




في اواخر سني الدولة العثمانية كان الضعف و الوهن قد سيطر عليها و فككها سياسيا و عسكريا و اقتصاديا و اصبح موضوع الوجود العثماني مسألة وقت و خاضع للعلاقات الدولية بين الدول العظمى (فرنسا و بريطانيا و النمسا و روسيا ) آن ذاك اكثر من قوة ذاتية للدولة ، و كان السلطان سليمان القانوني منذ اواخر القرن السادس عشر قد اوجد موطئ قدم للدول الاستعمارية (فرنسا و بريطانيا ) من حيث لم يقصد من خلال الامتيازات التجارية و الاعفاءات التي قدمها لتلك الدولتين في بلاد الشام و لم يتضح خطر ذلك في حينها بسبب قوة الدولة العثمانية سياسيا و عسكريا و تفوقها و لكن مع توالي القرون ازداد التدخل الغربي في بلاد الشام و كان كلما زاد ضعف الدولة العثمانية زاد التدخل الغربي و استحكم ، و في نهاية القرن الثامن عشر بدا واضحا ان الفرنسيين يولون اهتماما خاصا بالجزء الشمالي من بلاد الشام (سوريا ) دون غيرها في حين كان البريطانيون قد حلوا في مصر بعد محمد علي باشا و مدوا انظارهم نحو جنوب بلاد الشام ، و لم تكن تفاهمات سايكس بيكو سو تأكيد للمؤكد و تشريع لما هو موجود اصلا من النفوذ لتلك البلاد المستعمرة .





و اللافت للنظر في موضوع سوريا و الفرنسيين ان فرنسا اولت مناطق النصيريين اهتماما خاصا دون غيرها من المناطق و قبل ان يكون للفرنسيين أي وجود عسكري في بلاد الشام ، جاء هذا الاهتمام على شكل دراسات معمقة للمجتمع و العقيدة النصيرية ، فاصدر عام 1899 رينه دوسو كتابه (تاريخ العقيدة النصيرية ) باللغة الفرنسية كأول دراسة اكاديمية للعقيدة النصيرية و قبل ذلك بقرن من الزمن (1788)اصدر ليون كاهون كتابه (رحلة الى بلاد النصيرية ) و من خلال الاطلاع على هذا الكتاب نجد ان كاهون كان ضابطا في الجيش الفرنسي و على معرفة باللغة العربية و كان هدفه من الرحلة الى بلاد النصيريين وضع دراسة مفصلة عن الجغرافية العامة لتلك المناطق فيما يتعلق بالتضاريس و السكان و العادات و المجتمع و الاهتمامات ، و يعتبر كتاب كاهون (1)هذا وثيقة تاريخية مهمة تعطينا فكرة ممتازة عن العلويين و موقفهم من الفرنسيين بشكل يزيل الاستغراب و اللبس عن حقيقة الوثيقة التي صرح بوجودها مندوب فرنسا في مجلس الامن حول المطالب النصيرية للفرنسيين بعدم الانسحاب من سوريا و عدم الحاقهم بسوريا فيما لو اراد الفرنسيون انهاء الاحتلال ، و هذه الوثيقة ليست هي الوحيدة بل يوجد غيرها تؤكدها و تتماهى معها في نفس السياق .





و ما هو ثابت تاريخيا ان الفرنسيين احتلوا مناطق الساحل السوري منذ عام 1919 أي قبل دخول غورو لدمشق بزمن و قد وقع الكثير منا في عملية تضليل تاريخي عندما عرضوا لنا صالح العلي كاحد الثوار الوطنيين الذين قارعوا الفرنسيين ، نعم قاتل صالح العلي الفرنسيين و لكن ليس بسبب احتلالهم لبلاد الشام بل بسبب ما اعتبره صالح العلي موقفا عدائيا من الفرنسيين تجاهه عندما تدخلوا بالنزاع التاريخي القائم بين النصيريين و جيرانهم الاسماعيليين في منطقة مصياف حيث تدخل الفرنسيون لصالح الاسماعيليين و حموهم من المجازر النصيرية فما كان من صالح العلي الا ان وجه حربه من الاسماعيليين الى الفرنسيين باعتبارهم اعداء متحالفين مع اعدائه الاسماعيليين (2)




بكل وضوح و صراحة نلحظ مما كتبه كاهون ان النصيريين كانوا يمنون النفس بمقدم الفرنسيين و يطالبون بهذا و يشجعون كاهون على اقناع حكومته لتحتل سوريا و تطرد الاتراك ، و هذه نصوص مأخوذة مما كتبه كاهون و للقاريء ان يحكم بنفسه


يقول كاهون حرفيا :




كنت اسمع الجملة التي يرددها الجميع : متى سيأتي الفرنسيون ؟ ليأت الفرنسيون كرمى لله .. اذا ارادت فرنسا حمايتنا فسنتكفل نحن بطرد الحكومة التركية من طرابلس حتى اللاذقية ... لماذا لا تريدنا فرنسا ؟(3). ثم يقول كاهون لاحظت مقدار الحب و المشاعر الذي يكنه النصيريون لفرنسا





و في موضع اخر يقول : كان هناك تساؤل يلوح على وجوه هؤلاء الجبليين و يشغل بالهم : متى سيأتي الفرنسيون (4)





و يقول : اخذت الحلقة بالهرج و المرج مع تعالي صرخات الفرح و انطلقت الاغنية :





وصل السيد الفرنسي بيننا ---وجوده من سعد طالعنا --ينبئنا ان فرنسا ستعطينا السلاح
كي نكون عسكر فرنسا (5)



و عند الرحيل قال لي اسماعيل : اقامتك بيننا كانت اشبه بالحلم .. اخبرهم في فرنسا باننا موجودون و بان الامنا تستحق تعاطف الفرنسيين .



------





1. كتاب كاهون (رحلة الى بلاد النصيريين) تمت ترجمته الى العربية في سوريا منذ سنوات قليلة و قدم له سهيل زكار ، و الملاحظ انهم اسقطوا العديد من الفقرات منه ، و الاهم من ذلك انهم استبدلوا اسم النصيريين و مشتقاته باسم العلويين و مشتقاته ، و الكتابي يقع في 120 صفحة من الحجم الصغير
2. يمكن مراجعة ذلك في كتاب خطط الشام لمحمد كرد علي
3. ليون كاهون – رحلة الى بلاد العلويين - ص37
4. نفس المصدر السابق - ص 42
5. نفس المصدر السابق - ص 73
6. نفس المصدر السابق - ص112

__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله:
من أحب أبابكر فقد أقام الدين،
ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل،
ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله،
ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى،

ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق.

[align=center]
[/align]

رد مع اقتباس