عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-10-22, 11:50 PM
الدكتورة زينب السعيد الدكتورة زينب السعيد غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-09-07
المكان: السعودية
المشاركات: 21
افتراضي أهم وأخطرالفقضايا الفقهية المعاصرة

بسم الله الرحمن الرحيم
أهم وأخطر القضايا الفقهية المعاصرة
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصبحه أجمعين ثم أما بعد
فإن الله تعالى شرع الزواج لأغراض سامية نبيلة
، ففي الزواج ابتغاء النسل الصالح ، وفي النسل الصالح عزة وفخار للوالدين والأسرة والأمة ، وفي الزواج الاستعانة على التحلي بأبهى خصلة من خصال المجد ، هي العفاف وبالعفاف يسود الأمن،وتسلم علاقات التعاون والوفاق من الانقلاب والشقاق .
وقد اخترت في محاضرة اليوم إلقاء الضوء على أخطر وأهم القضايا الفقهية التي ظهرت في العصر الحديث فيما يتعلق بالزواج والنسل.
وقد قسمته إلى ثلاثة مطالب:
الأول:حكم الكشف الطبي قبل الزواج.
الثاني:حكم نكاح المسيار.
الثالث:حكم الزواج بوسائل الاتصال الحديثة كالتلفون والانترنت.
الرابع :حكم التلقيح الصناعي.
المطلب الأول
حكم الكشف الطبي قبل الزواج.
المراد به:أن يجرى الطبيب عملية الفحص من أجل حمايتهم من الأمراض الوراثية المحتل إصابة الذرية بها ويكون الزوجين بعدها بالخيار إما إتمام الزواج أو عدم الإنجاب تبعا لنتيجة الفحص سلبيه أو ايجابية.
الحكم الشرعي للكشف الطبي قبل الزواج
الزواج من أسمى العلاقات في الشريعة الإسلامية ولابد أن تبنى على الوضوح وعدم الغش والتدليس ومن هنا كان لابد من التأكد من سلامة الزوجين بل هو من باب الاطمئنان على قيام حياة زوجية سعيدة يتحقق بها المودة والرحمة التي أرشدنا إليها الله سبحانه وتعالى في قوله (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
َ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً ورحْمة)الروم الاية21
وقوله تعالى: (قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَة ًإِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء سورة ال عمران الايه 38
فلابد اني يحرص الإنسان على أن يكون نسله المستقبلي صالحاً غير معيب، ولا تكون الذرية صالحة وقرة للعين إذا كانت مشوهة وناقصة الأعضاء متخلفة العقل، وكل هذه الأمراض تهدف لتجنبها عملية الفحص الطبي.
ومن الواجب على الطبيب أن يخبر الخاطبين بنتائج البحث التي توصل إليها .
وقد قامت دعاوى قويه في أغلب الدول العربية بضرورة الفحص قبل الزواج وأخذ الكثير من الدول العربية منها مثل تونس المغرب والإمارات والسعودية.
وهذا الشرط لازما لعدة أسباب:
1-مجانبة العاقدين من الإضرار ببعضهما البعض.
2-سد ذريعة نقل أحدهما الأمراض المعدية للأخر.
3=حفظ النسل من الأمراض الوراثية.
4-معالجة الأمراض التي تكتشف بالفحص الطبي.
والفحص الطبي قبل الزواج مشروع ويدل على ذلك:
1- عن أسامة بن شريك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاء إلا داءً واحداً الهرم " أخرجه أحمد والأربعة وصححه الترمذي.
قوله صلى الله عليه وسلم(لا توردوا الممرض على المصح) رواره البخارى كتاب الطب باب لا عدوى النص فيه أمر باجتناب المصابين بالأمراض المعدية والوراثية،"وهذا لا يعلم إلا من الفحص الطبي .
وقد أجاز الفقهاء فسخ الزواج في حالة وجود عيب جنسي أو معدي فيمكن بواسطة الكشف الطبي قبل الزواج أن يتجنب الزوجان الوصول للفراق بسبب العيوب التي تجيز الفسخ.فالأفضل للخاطبين أن يجريان الفحص الطبي تجنبا للفسخ أو التفريق وما ينتج عن من مشكلات اجتماعية.
و الفحص الطبي لا يعتبر تعديا على الحرية الشخصية؛ لأن فيه مصلحة تعود على الفرد أولاً وعلى المجتمع والأمة ثانياً، وإن نتج عن هذا الفحص ضرر خاص لفرد أو أفراد فإن القواعد الفقهية تقرر أنه "يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام"

المطلب الثاني"حكم نكاح المسيار:
من الأنكحة التي ظهرت في العصر الحديث (نكاح المسيار)وسمى بذلك لأن الزوج يسير إلى زوجته في أوقات محدده وليميز عن غيره وهو مصطلح اجتماعي ظهر في العصر الحديث.
أسباب ظهور زواج المسيار
*أسباب تتعلق بالنساء
1- عنوسة المرأة أو طلاقها أو ترملها
ويعتبر من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور نكاح المسيار فالنفس البشرية يساورها القلق مما يدفعها إلى بعض التنازلات من أجل الحصول على زوج يعف المرأة ويكون لها منه الولد لتستأنس به بإذن الله.
2-رفض كثير من النساء لفكرة التعدد
فرفضهن هذا يؤدى إلى زيادة نسبة العنوسة كما أنه إذا تقدم بها السن اضطرت إلى تقديم تنازلات من اجل الزواج.
3-حاجة بعض النساء إلى البقاء في بيت أهلها لرعاية أبويها أو لإعاقة بها
فربما لا يوجد عائل لوالدي المرأة إلا هي أو يوجد بها إعاقة تمنع من تحملها لمسؤولية البيت ويرغب أهلها في أعفافها وأن يرزقها الله الذرية فلا يكلفون الزوج شيئا.
*أسباب تتعلق بالرجال
1- رغبة بعض الرجال في المتعة.
2- رغبة بعض الرجال في عدم تحمل المزيد من تكاليف الزواج.
3- كثرة أسفار الرجال وعدم استقراره بسبب العمل ويحتاج في أثناء السفر إلى امرأة تحصنه عن الحرام فيلجأ إلى زواج المسيار لأنه لن يستقر معها ولن يأتيها إلا في أثناء وجوده في بلدتها وليس مستعدا لنقلها إلى بلدته.
*أسباب تتعلق بالمجتمع
1- غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج.
2- نظرة المجتمع السيئة لمن يلجأ للتعدد.
والفرق بين نكاح المتعة والمسيار أن المسيار غير مؤقت- ولا ينتهي إلا بالطلاق --ومحدود بأربع زوجات –ويشترط فيه الولي والشهود أما نكاح المتعة مؤقت بزمن.ولا طلاق فيه-ولا عدد فيه-ولا يشترط فيه الولي والشهود.
أراء الفقهاء في حكم نكاح المسيار
للفقهاء ثلاثة أراء
الأول:مباح
الثانى:مباح مع الكراهة.
الثالث:غير مباح.
أدلة القائلون بالإباحة
وهم عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الإفتاء والدعوة والإرشاد والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتى عام المملكة وشيخ الأزهر ومفتى مصر السابق دكتور محمد نصر فريد واصل قالوا: أنه عقد مكتمل الشروط والأركان ولكن اتفق الزوجان على التنازل عن بعض الحقوق كالمبيت والسكن والنفقة ولا ضرر فى ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم (المسلمون عند شروطهم) خرجه احمد وابو داود والدار قطنى وصححه الالبانى
ولكنهم قيدوا الإباحة بعدة قيود:
1-وجود الولي والشهود.
2-رضا الزوجين فإن اتفق الزوجان على أن تبقى المرأة عند أهلها أو أن القسم يكون نهارا أو في أيام أو ليالي معينه فلا بأس.
3-إعلان الزواج.
4-اعتراف الزوج أن لها حق الزوجات ولأولادها حق النسب.
-5أن تكون هناك ظروف خاصة أدت إلى ذلك كإعاقة الزوجة مثلا مما يتحتم عليها البقاء عند أهلها.
ثانيا:دليل القائلون انه مباح مع الكراهة
وهما دكتور:يوسف القرضاوى والدكتور :وهبه الزحيلى
قالوا أن هذا الزواج صحيح غير مرغوب فيه شرعا لأنه يفتقر إلى مقاصد الشريعة في الزواج من السكن النفسي والإشراف على الأهل ورعاية الأسرة بنحو أكمل وتربية أحكم.
ثالثا: القائلون بعدم إباحته
وهم الشيخ:محمد ناصر الدين الألباني,والشيخ عبد العزيز المسند المستشار بوزارة التعليم العالي بالمملكة.
حجتهم من عدة وجوه:
1-أن هذا الزواج فيه استهانة بعقد الزواج .
2-أن هذا الزواج قد يتخذ ذريعة إلى الفساد فقد تقول المرأة للرجل الذي يطرق بابها زوجي مسيار وليس كذلك.
3- أنه يخالف مقاصد الشريعة في تكوين أسرة مستقره.
4-أنه يتم في الغالب في السر وهذا مخالف للشريعة الاسلامية.
5-أن المرأة تكون عرضة للطلاق إذا طالبت بالنفقة وقد تنازلت عنها.
5-أنه يترتب عليه الكثير من المفاسد فالسرية قد تجعلهم عرضه لسوء الظن
6-كما أن فيه استغلال لظروف المرأة وأهانتها.
المطلب الثالث:حكم الزواج بوسائل الاتصال الحديثة كالتلفون والانترنت
انتشرت الخطوبة عبر المواقع المخصصة للزواج على الانترنت كوسيلة من وسائل التعارف في العصر الحديث ثم يتطور الزواج.
يرى الدكتور وهبه الزحيلى:
أنه لا يصح عقد الزواج بوسائل الاتصال الحديثة أمام الشاهدين بل لابد في الزواج من النطق بالإيجاب والقبول في مجلس العقد لان عقد الزواج من أخطر العقود في الشريعة الإسلامية لذلك لا يعتبر مباشرة الإيجاب والقبول على الانترنت والفيديو والهاتف لأن الأصل في العلاقة بين الرجل والمرأة الحرمة ولا تحل إلا بعقد فيستوجب مزيد من الاحتياط فيه فلا يقبل عقد الزواج إلا بين حاضرين في مجلس العقد مع اشتراط الإشهاد وهذا يتعذر عبر وسائل الاتصال الحديثة وفى حالة الحاجة فانه يمكن اللجوء إلى عقد الوكالة ويلتقي العاقدين في مجلس العقد مع الشهود في مكان واحد ويتممان عقد الزواج
المطلب الرابع
حكم الشرع فى التلقيح الصناعي
التلقيح الصناعي:هو أن يؤخذ ماء الزوج ويوضع في رحم الزوجة عن طريق أنابيب.
كيفية عمل التلقيح الصناعي
تتخلص في عدة خطوات
1-حقن المرأة بهرمونات لحث المبيضين على إنتاج عدد من البويضات.
2-بعد التأكد من نمو البويضات يتم إعطاء حقنة لتكتمل بها نضوج البويضات قبل سحبها وعادة تعطى هذه الحقنة قبل 36 ساعة من عملية السحب
3- يوم سحب البويضات يتم اخذ السائل المنوي من الزوج ويوضع مع البويضة فى أنبوب اختبار لتتم عملية التلقيح.
4-بعد يومين أو ثلاثة أيام تنقسم البويضة الملقحة لتكون ما يسمى بالجنين وتصنف الأجنة حسب جودتها إلى أربعة أصناف ويتم اختيار أفضل الأجنة لإرجاعها الى رحم الزوجة ثم يتم الفحص بعدها للتأكد من وجود الحمل من عدمه.
الحكم الشرعي لعملية التلقيح الصناعي
قال الفقهاء المنع على الأحوط والجواز بشروط
1-الحاجة الماسة إلى ذلك فليس تأخر الإنجاب سنه أو سنتين بعذر للزوجين لسلوك هذه الطريقة .
2-عدم جواز الاستمناء للزوج فيمكن الاستمتاع بزوجته دون الولوج لينزل به المنى للطبيب.
3-عد م كشف المرأة أمام الرجال مع توفر النساء.
4-أن تكون النطفة من الزوج والبويضة من الزوجة والزراعة في رحم الأم ولا يجوز غير ذلك.
5-الوثوق التام بمن يقوم بهذه العملية من الأطباء والطبيبات.
6-عدم حفظ بويضات المرأة ة ومنى الرجل في الثلاجة لاستعمال آخر أو لموعد متأخر فلا يجوز تأخير وضعها في رحم المرأة خشية اختلاطها مع غيرها,
فتوى الشيخ محمد بن عثيمين
إذا كان لهذا العمل حاجة فلا بأس به بشروط
1-أن يكون المنى من الزوج.
2-أن تتم عملية إخراج المنى بطريق مباح.
3-أن توضح البويضة بعد تلقيحها في رحم الزوجة ولا توضع في رحم امرأة سواها.
وبعد
فهذه كانت بعض من أهم وأخطر قضايا الفقه المعاصرة وأتمنى أن أكون وفقت في توضيح حكمها الشرعي راجية من الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وان ينفع به المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أختكم في الله
الدكتورة.زينب احمد السعيد
الأستاذ المساعد بجامعة سلمان
رد مع اقتباس