عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2012-10-25, 09:34 AM
حبيبي يا حسين حبيبي يا حسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-06
المشاركات: 255
افتراضي

لا يجوز اللطم إلا على الحسين عليه السلام
اللَّطم... المشروعيّة والحدود الفقهيَّة

اللطم هو الضرب على الوجه أو صفحة الوجه والرأس والصدر بالكف أو القبضة.

يذكر الفقهاء في بعض أبواب الفقه الخدش وشق الثوب عند العزاء والحزن، حيث اشتهرت حرمة ذلك عندهم سابقاً، هذا على نحو الإجمال، أي من حيث التأسيس للقاعدة الفقهية الأولية بعيداً عن موضوع كربلاء.‏

هذا الموضوع الذي كان من شبه المسلمات أعيد فتح بابه للنقاش من خلال إعادة النظر في أسانيد الروايات التي اعتمد عليها القائلون بالحرمة خاصة مع النقاش المستمر أصولياً في جابرية الشهرة لضعف السند وعدمه.


* إجماع على خصوصية الإمام الحسين (ع)‏

جميع الفقهاء سواء القائلون بالحرمة وغيرهم اتفقوا على جواز اللطم والجزع على سيد الشهداء (ع) »كل جزع مكروه إلا على الحسين (ع)«.‏

فالجزع وقلة الصبر وما قد يظهر منه نحو اعتراض على إرادة اللَّه تعالى وعدم التسليم لأمره لا يشمل مورد البكاء والجزع على الإمام الحسين (ع)، وقد ذكر السيد الجزائري (قده) في »التحفة السنية« والسيد الخوئي (قده) في بعض أجوبته توجيهاً لذلك مفاده: عندما يكون اللطم لإظهار الشعائر الحسينية والترويج لها يكون خارجاً موضوعاً عن تلك الروايات (لأنها لا تكون اعتراضاً وإنما عملاً مستحباً مطلوباً).‏

* بين المنهج الفقهي والمنهج التاريخي‏‏

لقد وردت روايات كثيرة حول أحداث كربلاء وما تلاها، هذه الأحداث مفيدة من الناحية التاريخية لأنها ترسم صورة تقارب ما جرى بالفعل في ذلك اليوم إلا أنها لا تكفي فقهياً للاستدلال فهي تواجه مشكلة الأسانيد.‏

نعم نستطيع الاستدلال بالرواية المعتبرة عن الصادق (ع): »كل الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين (ع)« واللطم من مصاديق الجزع، فقد ورد عن الباقر (ع) في جواب من سأله ما الجزع؟ فقال (ع): »أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدور وجز الشعر«.‏

وهناك روايات أخرى كرواية كامل الزيارات »إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين فإنه فيه مأجور«.‏

* رجحان اللطم ضمن العناوين العامّة‏

يرى العلماء أمثال كاشف الغطاء (قده) والسيد الخوئي (قده) وغيرهما أن رجحان اللطم يمكن استفادته من العناوين العامة التي وردت في روايات كثيرة، وإن لم يرد بعنوانه فيها.‏

ومن هذه العناوين:‏

1 الترويج لأهل البيت (ع).‏

2 احياء ذكرى عاشوراء وإبقاؤها حية في النفوس.‏

3 اظهار الجزع على الحسين (ع) كما ورد في المعتبرة.‏

4 إظهار مظلومية آل النبي (ص).‏

وهذه العناوين معترف بها فقهياً وتوجب رجحان متعلقاتها ومنها اللطم.‏

* السيرة التاريخية‏

ورد من جملة وقائع كربلاء أن أهل البيت (ع) بعد عودتهم من السبي التقوا مع جابر الأنصاري وجمع من بني هاشم، يقول ابن طاووس في تصوير المشهد: »فوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم«.‏

هذا اللقاء العفوي والطبيعي رافقه رد فعل شعبي عام تمثل باللطم وهذا الأمر كان متعارفاً في العصور المختلفة وقد كان على مرأى ومسمع من الأئمة (ع) الذين لم يردعوا عنه كما ردعوا عن الجزع واللطم والتفجع على الأخ والأب والقريب.‏

ويمكن أن نستكشف من ذلك سيرة متشرعة ممضاةً من الأئمة (ع)، وهي قد تصلح دليلاً على الجواز بل الاستحباب بضم الأدلة المتقدمة وبعد التتبع التاريخي المعمق لإثبات هكذا سيرة.‏

منقول
رد مع اقتباس