عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 2013-01-04, 10:52 PM
فتح الرحمن احمد محمد فتح الرحمن احمد محمد غير متواجد حالياً
محـــاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-25
المشاركات: 801
افتراضي خطبة عن محاربة الفساد

خطبة الجمعة اليوم 22 صفر /1434هـ كانت بالحرم المكي وهي بعنوان (محاربة الفساد )
وقد وجدت موقع قد لخص الخطبة فاليكم ما جاء في الموقع
( أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عزوجل في السر والعلن واتباع أوامره واجتناب نواهيه وذلك ابتغاء لمرضاته عز وجل داعياً فضيلته إلى الاستعانة بالله عزوجل على مصائب المقادير وإيثار محبه الله ومراعاة حقوقه سبحانه وتعالى.
وقال فضيلته في خطبه الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام " حين يكون المسلم الصالح في موقع المسؤولية فهو الحارس الأمين بإذن الله لمقدرات البلاد والعباد يحفظ الحق وينشر العدل ويخلص في العمل ويحافظ على مكتسبات الأمة ، صاحب المسؤولية المخلص صالح في نفسه مصلح لغيره يأمر بالصلاح وينهى عن الفساد، والإسلام قد جعل من الرقابة مسؤولية يتحملها الفرد كما تتحملها الجماعة ، وهذا هو الاحتساب في بابه الواسع فالاحتساب بسعته وشموله رقابه ومراقبه يحمي الفرد والمجتمع والمنشآت والدولة يحميها بإذن الله من الفساد والإفساد.
وأكد فضيلته أن وظيفة الاحتساب وظيفة رقابية في ميادين الأخلاق والدين والسياسة والاجتماع والإداره والاقتصاد وغيرها وقد قال أهل العلم إن الاحتساب هو الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله تحقيقا للعدل ونشرا للفضيلة ومكافحة للفساد والرذيلة وحماية للنزاهة والصلاح فالاحتساب عمل رقابي توجيه إرشادي لكل نشاط مجتمعي عام أو خاص لتثبيت أصول الدين وإحكام الشرع ومعايير الأخلاق ورفع كفاءة الأداء كفاءة وأداء يتحقق به السلوك الرشيد وتعظم به المصلحة الفردية والاجتماعية في الدنيا والآخرة إن العامل الصالح والموظف الصالح والمواطن الصالح بإيمانه بربه وبوازع من دينه يجتهد في أداء عمله ويحرص على منع الممارسات الخاطئة أو يكشف عنها لمن يستطيع منعها فالعامل الصالح عنده من الصدق في دينه والأمانة في عمله والولاء لمجتمعه والحرص على المصلحه العامه ما يدفعه الى الاحسان والى الجد وحسن الانتاج وعدم الرضى بالفساد والانحراف.
وبين الشيخ ابن حميد أن الفساد بكل أنواعه سلوك منحرف في الأفراد وفي الفئات يرتكب صاحبه مخالفات من اجل أن يحقق أطماع مالية غير شرعية أو مراتب وظيفية غير مستحقة مما يؤدي إلى الكسب الحرام واضعاف كفاءة الاجهزه والمؤسسات والمنشآت الفساد منهج منحرف متلون متفلت متستر محاط بالسرية والخوف يدخل في كل مجال في الدين والسياسة وفي الاقتصاد وفي الاجتماع وفي الثقافة وفي الاداره الفساد تواطؤ وابتزاز وتسهيل لارتكاب المخالفات الممنوعة والممارسات الخاطئة واستغلال مقيت للإمكانات الشخصية والرسمية والاجتماعية يستهدف تحقيق منافع غير شرعيه ومكاسب محرمه لنفسه ولمن حوله سوء استغلال للسلطة والصلاحيات في مخالفة للأحكام الشرعية والقيم الاخلاقية والانظمة المرعية الفساد داء ممتد لاتحده حدود ولاتمنعه فواصل يطال المجتمعات كلها متقدمها ومتخلفها بدرجات متفاوتة.
وقال فضيلته إن كل انحراف للوظيفة العامة أو الخاصة عن مسارها الذي وضعت له ووجدت بحكمته فهو فساد وجريمة وخيانة بالفساد تضظرب الأولويات في برامج الدولة وفي برامج الدول ومشاريعها وتبدد مواردها وتستنزف مصادرها بالفساد تتدنى مستوى الخدمات العامة وتتعثر المشاريع ويسوء التنفيذ وتضعف الإنتاجية تهدر مصالح الناس ويضعف الاهتمام بالعمل وقيمه الوقت ويضطرب تطبيق الانظمة فالفساد يؤدي إلى التغاضي عن المخاطر التي تلحق الناس في مآكلهم ومشاربهم ومرافقهم الصحية والتعليمية وفي طرقهم وفي انظمه الأمان والحصول على الخدمات العامة فالفساد يزعزع القيم الاخلاقية القائمة على الصدق والامانة والعدل وتكافئ الفرص وعدالة التوزيع وينشر السلبية وعدم الشعور بالمسؤولية والنوايا السيئة وينشر الشعور بالظلم مما يؤدي إلى حالات من الاحتقان والحقد والتوتر والإحباط واليأس من الإصلاح فالفساد يجعل المصالح الشخصية تتحكم في القرارات ويضعف الولاء الصادق للحق وللأمة والدولة ويعزز العصبية المذمومة مذهبيه أو قبليه أو حزبيه فهو يهدد الترابط الأخلاقي وقيم المجتمع الحميدة المستقرة وهو يولد مشكلات خطيرة على استقرار المجتمعات وأمنها وقيمها الاخلاقية وسيادة الأنظمة وهو يتواصل كذلك مع أشكال الجريمة المنظمة والجرائم الاقتصادية بما فيها مايعرف بغسيل الأموال كما يعيق الفساد تطبيق الخطط الصحيحة والسياسات الايجابية كما يعرقل جهود التغيير نحو الأفضل بل أنه يقوض الدول والمؤسسات ويبعثر الثروات وينخر بالإدارات ويتناسب طردا مع الانحرافات والمنكرات والأمراض المجتمعية والاخلاقية.
وعدد إمام وخطيب المسجد الحرام مظاهر الفساد والتي تشمل الاختلاس والرشوة وسوء استخدام السلطة والصلاحيات وافشاء أسرار العمل أو كتمان معلومات حقها أن تكون معلومة معلنه سواء في شأن مالي أو وظيفي والتزوير والعبث بالوثائق والمستندات والقرارات وعدم احترام العمل وأوقات الدوام حضورا وانصرافا وضعف الانجاز والتساهل بالعمل والإسراف في استخدام المال العام ولو كان يسيرا في الأهداف والأدوات المكتبية وسوء توظيف الأموال وإقامة مشاريع وهمية والعبث بالمناقصات والمواصفات.
وأوضح فضيلته أن محاربه الفساد ليست وظيفة لجهة معينه أو فئة خاصة بل هي مسؤولية الجميع فهي أمانة وأخلاق فالنزاهة والعدالة والإصلاح تحفظ هيبة الدول وكرامتها وتؤكد التلاحم بينها وبين مواطنيها النزاهة تعطي قيادات الدول دفعا اكبر في محاربه الفساد بجميع صوره وأشكاله إدارياً وماليا ًوأخلاقياً مقاييس النزاهة هي الديانة والصدق والعدالة والوضوح والشفافية في أجواء النزاهة تكون المنافسات نزيهة والتنافس الشريف على التقديم الأفضل والأجود والأنسب مبينا فضيلته أن مما يعين على مكافحه الفساد تحديد مسؤولية الموظف وإصدار الادلة الارشادية والتوعية المنظمة وتبصير الناس بحقوقهم وتشجيعهم على المساعدة في كشف المفسدين ومما يعين على ذلك كذلك إصلاح أجهزه الرقابة وتقويتها ودعمها في كفاءتها وتبسيط أساليب العمل الإداري وتقويه الرقابة المحاسبية الادارية والنظامية والمالية وسّن الانظمه الصارمة لمواجهة الفساد وتطبيقها بحزم وعدالة وحياديه والبعد عن المجاملات المبغضة والعناية ببرامج الإصلاح الإداري ومنحها الاولويه وتوصيل دائرة تكافؤ الفرص والمساواة على أساس معايير الجدارة والاستحقاق.
وشدد فضيلته على أن للإعلام دور فعال في توضيح وإبراز مخاطر الفساد الدينية والاجتماعية والاقتصادية كما أن له دور في نشر الوعي الصحيح والمعلومات والحقائق في تثبت وحيادية وعدم التسرع في توجيه الإتهام للأفراد والجهات مع الثناء على ما يستحق الثناء والإشادة بالصالحين والشرفاء وأصحاب الأداء الحسن وايجابية العمل وهم كثيرون في بلاد المسلمين ولله الحمد والحفاظ على العلاقات الطيبة والإيجابية بين زملاء العمل والتعاون بينهم وتجنب تصيد الأخطاء وتتبعها.)
رد مع اقتباس