[الرضي]

أنا قلت هذه الأمور لا تدركها عقولكم , أما بالنسبة لفتوحاته والبلدان التي غزاها , فلم يفتح بلدا بالسيف ولم يغزو آخر , أتعلم لماذا ؟
لأن أمكم وخالكم لم يعطوه الفرصة الكافية حتى يحقق ما تطلب , وإن كان الذي حققه أعظم مما تطلب , فالإسلام الأصيل لا يجبر الناس عليه .
وها أنت تنتقص علي عليه السلام لأنه لم يكن له إجناز - كما تقول - مثلما كان لمن سبقه .
وتتفاخرون بإنجاز الثلاثة , وقد كان علي عليه السلام العقل المدبر فيها , فلولاه لهلك من هلك .
ثم أنتم تناسيتم إنجازه في فترة النبي صلى الله عليه وآله , وهو كان له الدور الأكبر , أكثر مما كان لخلفائكم , بل لم يكن لهم أي دور فيها .
فهذه بدر قيل إن نصف قتى المشركين كان بسيفه عليه السلام , أما أبو بكر وعمر وعثمان فلا حس ولا خبر .
وهذه أحد وقد فر من فر عن الرسول صلى الله عليه وآله , ابو بكر وعمر وعثمان , وبقي علي عليه السلام يذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله , فكلما رآى كتيبة قال يا علي عليك بها , حتى نزل الأمين جبرئيل وقال : هذه هي المساواة , فقال الرسول صلى الله عليه وآله : كيف لا وهو مني .
وهذه الأحزاب , وقد نزل عمرو بن ود العامري في ساحة المسلمين وراح ينادي هل من مبارز حتى ألقى في ذلك شعرا ولم يخرج له سوى علي عليه السلام , وفي مغازي الواقي : أن عمرو بن ود العامري كان يطلب أن يخرج له أبو بكر أو عمر , لكن الجماعة وكأنهم ليسوا هنا .
وهذه حنين ما أدراك ما حنين فر الجمع ولم يبق مع الرسول سوى هؤلاء النفر اليسير منه علي عليه السلام .
وغيرها لم يكن لأصحابكم دور يذكر كانوا خاملين الذكر , هزامين في المعارك لم يذكر التاريخ منازلة لأحدهم مع المشركين .
والآن جاي تتبج بفتوحات أبو بكر وعمر , حتى الأموين الملاعين كانت لهم فتوحات ثم ماذا ؟
أنا قلت : عقولكم لا تستوعب هذا الكلام .