عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 2013-03-06, 01:51 AM
مؤمن المصري مؤمن المصري غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-10-17
المشاركات: 95
افتراضي

الزميل المصري
بطبيعة الحال أنت تفسر معنى (الولي) بالمودة والنصرة..لأن أي تفسير آخر سيهدم كثير مما تعتقد به
لنبقى وإياك في تفسيرك للمودة والنصرة..ونسألك :
لماذا خص النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بالمودة والنصرة دون سائر الصحابة ؟ فهل المعنى أن أحدنا لو لم يود أو ينصر غيره لم يكن ذلك عصيانا لأمر النبي ؟ هذا أولا
وثانيا: لماذا قال له عبارة (من بعدي)؟ هل تفسر ذلك على أن حكم المودة والنصرة لم تكن لعلي عليه السلام في حال حياة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ ثم ألا تفهم أن قول (من بعدي) لا تفيد المودة والنصرة وحسب لأن النبي كان مفروض الطاعة من جميع المسلمين وليس مودتهم له وحسب؟
والثالث : هل أن من رفع السيف بوجه أمير المؤمنين علي عليه السلام (من بعدي ) كان ممن خالف قول الرسول صلى الله عليه وآله فبدل أن ينصره قاتله؟

أجبنا بوضوح لو سمحت حتى تقنعنا عن مفهومك لمعنى الولي ..
ننتظرك ايها المصري [/QUOTE]


فإن قيل: إذا كان هذا مراد النبي فلماذا قال النبي :" ولي كلّ مؤمنٍ بعدي " فزاد كلمة :" بعدي " ؟!
أليست هذه الكلمة تردّ هذا التفسير ؟!
قلنا : هذه الكلمة لا تعارض أبدًا هذا التفسير ، وإنما قالها النبي من باب بيانِ أن وجوب مودّة عليٍّ ومناصرته وتحريم بغضه ومعاداته هذه تأتي في المرتبة الثانية بعد مودّة النبي ومناصرته ، فلا يكون عليٌّ مساويًا للنبيِّ في المودّة والمناصرة .
فعليٌّ بشرٌ يخطيءُ ويصيبُ فيُوالى ويُناصَر فيما أصابَ به ، ويُناصَحُ ويُبَيَّنُ لهُ فيما أخطأ به ولا يُتابَعُ على خطئِهِ ، بخلاف النبي فإنه يوالى في كلّ ما يقول ويفعل لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى ، فهو المعصوم المُسدّد المؤيّد من عند الله تعالى ، بخلاف غيره من أمّته كائِنًا من كان فإنه إنما يُوالى ويُناصَرُ حيثُ أصابَ فقط ، وإمّا إن أخطأَ فإنما الواجِبُ أنْ يُناصَحَ ويُبيَّنَ له ؛ فإن أبى فلا يُبْغَضُ إن كان مُجتهِدًا وإنما يُلتَمَسُ لهُ العُذر .
وهذا هو الفرق بين موالاة النبي ومناصرته وبين موالاة غيره ومناصرته ؛ فرسول الله هو المستحق للمرتبة الأولى الكاملة من المحبة والنُّصرة من البشر كافّة ، ثم تأتي بعده وفي الدرجة الثانية مرتبة موالاةِ عليٍّ ــــ وكذا موالاةُ غيرهِ من الصحابة رضي الله عنهم أو من بعدهم من صالح المؤمنين ــــ .
يوضّح ذلك قوله : "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان" ثم ذكر منها: "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" رواه البخاري (6542) ومسلم (67/ 43).
فإذن كلمة ( بعدي ) التي قالها النبي في هذا الحديث هي من باب دفع التوهّم حتى لا يساوى عليٌّ بالنبي في ذلك ، فواجب الطاعة للنبي فوق طاعة علي وواجب طاعة الجيش لعليٍّ
تأتي ( من بعد ) طاعة النبي .
فهي كقوله لعليٍّ أيضًا : " ألا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ من مُوسَى إلا أَنَّهُ ليس نَبِيٌّ بَعْدِي " متفق عليه .
حيثُ دفَعَ النبي بقوله : " ليس نبي بعدي " توهّم أن عليًّا نبيٌّ من الأنبياء .
وهذا من عظيم حرصِ النبي على البيان ودفع الوهم واللبس عن السامعين، وتمام النُّصحِ للأمّة من بعده، فصلوات ربي وسلامه عليه .
فمن الخطأ البيّن ، بل والضّلالِ المُشينِ أن يُقال : كلمة ( بعدي ) أي : بعد موتي ؟!!!!!!!!

فيكون ذلك تنصيبًا لعليّ وأنه هو الخليفة !!!
الناسُ مبغِضون وكارهون لعليٍّ ، والنبي يريدُ أن ينهاهم عن كراهيته أو بغضه وأنه لا يحلّ لهم .
فالنبيُّ والناسُ كانوا في وادٍ وشأنٍ ، وهذا القائلُ الجاهِلُ في وادٍ وشأنٍ آخر !!!!


ثم نقول : فلنفترِض أن ( الولي ) هنا بمعنى ( الأمير ) و ( الواجب له على الناس السمع والطاعة ) ؟!!
فيكون تقدير الحديث : " وهو أميرُ كلِّ مؤمنٍ بعدي ".
فنحنُ نقولُ ــــ ونُشهِدُ اللهَ ــــ أن عليًّا في تِلكَ الغزوةِ كانَ أميرًا على كلِّ مؤمنٍ معهُ بعدَ النبيِّ .
فالحديث قد قاله النبي للناس الذين كانوا في جيش علي واشتكوا منه بما اشتكوا به ؛ فأجابهم النبي بهذا الجواب .
بمعنى : أنني ولّيته عليكم في هذه الغزوة ، وأرسلته أميرًا عليكم في هذا الجيش ، فاسمعوا له وأطيعوا ، ولا تعترضوا عليه أو تبغضوه وهو أميري عليكم .
فكلمة ( بعدي ) في الحديث ؛ تعني أنّ عليًّا هو الوالي والأمير عليهم في تلك الغزوة خاصّة ( بعد ) النبي ؛ حيث ولاّه النبي عليهم .
فكما وجب عليهم السمع والطاعة للنبي ( أصالةً ) ؛ وجب عليهم السمع والطاعة في المعروف لمن يؤمّره النبي عليهم في السرايا والغزوات والجيوش ( تَـبَـعًا ) .
إذ وليّهم الأوّل الذي تجب طاعته ( مطلقًا ) هو النبي ثم يأتي ( بعده ) من يؤمّره النبي على الناس في بعوثه وغزواته وسراياه فيكون وليّهم وأميرهم بتأمير النبي إياه عليهم ، فهو كقول النبي :" من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني " رواه البخاري (6718) و مسلم (1835/ 33).
فعليٌّ في ذلك الجيش كان أميرًا بتأمير النبي له فوجبت طاعته على من معه في ( الجيش ) ، ولكنها طاعة تأتي في المرتبة الثانية ( بعد ) طاعة النبي ؛ فإن علِيًّا إنما يطاعُ في المعروف فقط لا مطلقًا ؛ إذ لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق كما هو معلومٌ .
فقول النبي : ( وهو وليّ كل مؤمنٍ بعدي ) أي هو الوالي على كلّ مؤمنٍ في تلك الغزوة والواجب طاعته بعد النبي فيها .

رد مع اقتباس