عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 2013-04-09, 11:58 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

الجراجمة


في أثناء الحروب والغارات بين المسلمين والبيزنطيين، في عهد

معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، كان هناك طرف ثالث

يشارك في النزاع القائم بينهما، يطلقون على أنفسهم اسم

((الجُرَاجمِة)) نسبة إلى مدينة((الجُرَجُومة))، وأصولهم غير

معروفة، ويشير البلاذري إلى أنهم كانوا يدينون بالنصرانية

وأنهم كانوا لذلك يتبعون((بطريق أنطاكية وواليها))وعندما فتح



المسلمون بلاد الشام أرسل أبو عبيدة عامر بن الجراح حبيب بن

مسلمة الفهري: فغزا الجرجومة فلم يقاتلها أهلها ولكنهم بادروا

بطلب الأمان والصلح، فصالحوه على أن يكونوا أعواناً للمسلمين

وعيوناً ومسالح في جبل اللكام، وأن لا يُؤخَذوا بالجزية، وأن

يُنَفَّلوا أسلاب من يقتلون من عدوّ المسلمين إذا حضروا حرباً

معهم في مغازيهم ولكن الجراجمة لم يلبثوا أن نقضوا اتفاقهم

هذا، وصنعواً حاجزاً بين المسلمين والبيزنطيين واستطاعوا

عرقلة سير الفتوحات الإسلامية في آسيا الصغرى، فكانوا

متذبذبين مرّة مع المسلمين وأخرى مع الروم وقد بقيت شوكة في

ظهر الجيوش الإسلامية ليس في عهد معاوية لكن حتى عهد عبد

الملك، ثم ما لبثت أن تفرقت في بلاد الشام وآسيا الصغرى، فخفَّ

خطرها. وعلى أية حال، فلابد من القول بأن الانشاءات

والمجهودات التي قام بها معاوية رضي الله عنه في سبيل

الوصول إلى القسطنطينية وان كانت لم تثمر خلال حياته إلا أنها

لعبت دوراً أساسياً في حفز من جاؤوا بعده من الخلفاء لأن يكملوا

المسيرة التي بدأها.

يتبع
رد مع اقتباس