عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 2013-04-09, 11:59 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

جبهة شمال أفريقيا





كانت جبهة شمال أفريقيا، من أولى الجبهات التي وجه إليها

اهتمامه، لأنها تتاخم حدود مصر الغربية من ناحية ومن ناحية

أخرى فهي تخضع لنفوذ الدولة البيزنطية، العدو اللدود للمسلمين

والتي صمم أمير المؤمنين معاوية على تضييق الخناق عليها،

وعدم إعطائها فرصة لالتقاط أنفاسها، ففي الوقت الذي واصل فيه

ضغطه عليها من الشرق، وزحفه على جزرها في البحر المتوسط

تمهيداً للوصول إلى عاصمتها القسطنطينية ـ كما سبق ذكره ـ

نراه قد قرر أن يطوقها من الجنوب، من شواطي شمال إفريقيا

التي كانت تعتبرها من أملاكها، ففي أول سنة من حكمه 41هـ

أرسل معاوية بن حديج

على رأس حملة إلى إفريقيا ثم أرسله ثانية سنة 45هـ على رأس

حملة من عشرة الآف مقاتل، فمضى حتى دخل إفريقيا وكان معه

عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الملك بن

مروان، ويحيى بن الحكم بن العاص، وغيرهم من أشراف قريش،

فبعث ملك الروم إلى إفريقية بطريقاً يقال له: نقفورا في ثلاثين

ألف مقاتل، فنزل الساحل، فأخرج إليه معاوية بن حديج عبد الله

بن الزبير في خيل كثيفة، فسار حتى نزل على شرف عال ينظر



منه إلى البحر بينه وبين مدينة سوسة ، اثنا عشر ميلاً، فلما بلغ

ذلك نقفوراً أقلع من في البحر منهزماً من غير قتال، ورجع بن

الزبير إلى معاوية بن حديج وهو بجبل القرن، ثم وجه ابن حديج

عبد الملك بن مروان في ألف فارس إلى مدينة جلولاء فحاصرها

وقتل من أهلها عدداً كثيراً حتى فتحها عنوة، وأغزى معاوية بن

حديج جيشاً في البحر إلى صقلية في مائتي مركب، فسبوا وغنموا

وأقاموا شهراً، ثم انصرفوا إلى إفريقيا بغنائم كثيرة ، وبعد هذه

الفتوح عاد معاوية بن حديج إلى مصر دون أن يترك قائداً أو

عاملاً، ويفهم من هذا التصرف ومن سلوك معاوية بن حديج أثناء

هذه الغزوة أن البربر أهل البلاد كانوا قد أصبحوا حلفاء للمسلمين

على الروم، وأن المسلمين كانوا يكتفون إلى ذلك الحين بإبعاد

الخطر الرومي من هذه الناحية وعندما استعاد معاوية بن حديج

طرابلس الغرب ترك فيها رويفع بن ثابت الأنصاري والياً عليها

سنة 46هـ فغزا منها إفريقيا ((تونس)) ودخلها سنة 47هـ ،

وفتح جزيرة جربة التي كان يسكنها البربر، وقد تحدثت المراجع




عن كثرة السبايا في هذه الغزوة وقام رويفع بن ثابت الأنصاري

بتذكير المسلمين في هذه بأحكام وطء السبايا، حيث قال: أما أني

لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

يوم حنين: لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماءه

زرع غيره ، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على

امراة من السبي حتى يستبرئها، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله

واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يُقسم وقد بقي في ولاية

طرابلس الغرب ثم ولاه مسلمة بن مخلد ولاية مصر وبرقة، وبقي

عليها أميراً ومات بها سنة 56هـ وقبره معروف في الجبل

الأخضر ببرقة في مدينة البيضاء وهو آخر من توفي من الصحابة

هناك، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية أحاديث، وان

فقيهاً من أصحاب الفتيا من الصحابة وكان خطيباً مفوهاً-
رد مع اقتباس