عرض مشاركة واحدة
  #77  
قديم 2013-04-12, 07:02 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

​أُمُّنَا عاَئِشَة رضي الله عنها وأرضاها

جمع وكتابة وتقديم/

شيماء بنت علي

مقدمة:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}آل عمران102.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}النساء1.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}الأحزاب70-71.


باب فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها


أحببت أن أبدأ البحث بكلمات رائعة كتبها الصحابي الجليل حسان بن ثابت في قصيدة للذب عن عرض السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها؛ وكأنها إشارة لأن المُدافعين عن عِرض رسول الله صلي الله عليه وسلم وعِرض أمهات المؤمنين والصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين؛ هؤلاء المدافعون لن يتوقفوا أبداً عن الدفاع بأقلامهم وبأرواحهم مادامت الحياة عسي الله أن يجمعنا بالنبي الكريم صلي الله عليه وسلم وأزواجه وذريته وصحابته أجمعين في الفردوس الأعلى..

وأُشهد الله جلّ في علاه أني ما كتبت هذه الكلمات، وأقحمت نفسي الضئيلة وسط كبار العلماء الذين دافعوا عن عِرض رسول الله؛ إلا طمعاً في أن يجمعني الله بهم في دار كرامته ومستقر رحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله:

أحب الصالحين ولست منهم = لعلي أن أنال بهم شفاعة

قصيدة حسان بن ثابت رضي الله عنه:

رأيتك وليغفر الله لك حرة
من المحصنات غير ذات غوائلِ
حصان رزان ما تظن بريبة
وتصبح غرثي من لحوم الغوافلِ
وإن الذي قد قيل ليس بلائق
بك الدهر بل قِيلُ امرئ متماحلِ
فإن كنت أهجوكم كما بلغوكمُ
فلا رفعتْ سوطي إليّ أناملي
وكيف وودي ما حييت ونصرتي
لآل رسول الله زين المحافلِ
وإن لهم عزًّا يرى الناس دونهم
قصاراً وطال العز كل التطاولِ
عقيلة حي من لؤي بن غالب
كرام المساعي مجدهم غير زائلِ
مهذبة قد طيب الله خيمها
وطهرها من كل سوء وباطلِ

رضي الله عن أمنا عائشة أم المؤمنين

ورضي الله عن حسان بن ثابت شاعر النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان ينافح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:

إنها الصديقة بنت أبي بكر الصديق، القرشية، التيمية، المكية، رضي الله عنها وعن أبيها، أم المؤمنين، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته، وهي أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أبوها: هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، من بني تيم بن مرة بن كعب، واسمه عبد الله بن أبي قحافة، واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.

وأمها: أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية.

كان مولدها في الإسلام قبل الهجرة بثمان سنين أو نحوها.
نزل جبريل عليه السلام، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرئها منه السلام.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عائشُ هذا جبريل يقرئك السلام " فقلت وعليه السلامُ ورحمة الله وبركاته.()

كانت خير زوجة اهتمت بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغت من العلم والبلاغة ما جعلها تكون معلمة للرجال، ومرجعاً لهم في الحديث والسنة والفقه.

إنها أعلم النساء، كان الأكابر من الصحابة يرجعون إليها في الفتوى.
قال الإمام الزهري رحمه الله: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.

قالت عائشة رضي الله عنها، لقد أُعطيت تسعاً ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران:

1ـ لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني.
2ـ ولقد تزوجني بكراُ، وما تزوج بكراً غيري.
3ـ ولقد قُبض ورأسه في حجري.
4ـ ولقد قبرته في بيتي.
5ـ ولقد حفت الملائكة بيتي.
6ـ وإني لابنة خليفته وصديقه.
7ـ ولقد نزل عذري من السماء.
8ـ ولقد خلقت طيبة عند طيب.
9ـ ولقد وُعدت مغفرة ورزقاً كريماً.()

أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: يبلغ سندها ألفين ومائتين وعشرة أحاديث روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبيها وعن عمر وفاطمة رضي الله عنها وروى عنها الكثير، كان مسروق وهو من كبار المحدثين التابعين إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، المبرأة من فوق سبع سماوات، توفيت في الليلة السابعة عشر من رمضان بعد الوتر، لسنة سبع وخمسين للهجرة صلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، وأمرت أن تدفن من ليلتها.


حبيبة الحبيب صلى الله عليه وسلم


وفي فضيلة قربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظيم محبته عليه الصلاة والسلام لها، قال إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن إسماعيل بن أبي خالد،عن قيس بن أبي حازم، عن عمرو بن العاص أنه قال:
"قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قِيلَ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا".() فكانت هي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال الذهبي بعد إيراده هذا الحديث تعليقاً عليه قال: وهذا حديث ثابت صحيح رغم أنوف الروافض، وما كان عليه الصلاة والسلام ليحب إلا طيباً وقد قال: "لو كنت متخذاً خليلاً من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل ".يقول الذهبي: فأحب عليه الصلاة والسلام أفضل رجل وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حري أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله.
فضلها للأمة...ومقارنة العلماء لها بالسيدة خديجة

أن عائشة قالت (( أن رسول الله قال يا عائشة أو يا عائشُ إن جبريل يقرئكِ السلام قالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى مالا أرى)) تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد تحدث العلماء عن هذا الحديث وهم يقارنون بين السيدة خديجة والسيدة عائشة رضي الله عنهما وأن السيدة خديجة كانت أجود لأن في حالة السيدة خديجة رضي الله عنها كان السلام من الله عز وجل وجبريل عليه السلام وهذا يعتبر من فضل السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها.

أما بالنسبة للأمة فالسيدة عائشة أفضل للأمة حيث أنها عاشت بعد رسول الله أربعين سنه وقد جزم الحافظ ابن حجر أنها عاشت خمسين سنة.
وقد توفت رضي الله عنها سنة 58هـ وقد توفي الرسول عنها وهى ابنة ثمانية عشرة عاما وصلى عليها الإمام أبو هريرة رضي الله عنه.
وكانت رضي الله عنها فقيهة الأمة وكان يرجع إليها الصحابة رضوان الله عليهم بدأً بأبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
زوجته في الدنيا والآخرة

قال مُعَلًّى، قال حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا

" أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ وَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ".()
عندما بعث عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها وذلك عند حدوث المحنة وقد كانت رضوان الله عليها تبكى عندما تقرأ قول الله تعالى ((وقرن في بيوتكن)) حتى تبل خمارها.

فضل السيدة عائـــشة على نســاء النبي صلى الله عليه وسلم

عن أبي موسى رضي الله عنه، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

قال:

" إنَ فَضْلُ عَائِشَة عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام"ِ()

وروى البخاري (( أن عائـــشة اشتكت أن ابن عباس قال لها يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبــى بكر..

فــرط: كــل مــن سبقــك.
فضلها رضي الله عنها في التيـمم

عن عائــشة رضي الله عنها أنها استعارت من أســماء قلادة فأهلكت فأرسل من أصحابه في طلبها فأدركتم الصلاة بغير وضـوء
فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيــمم فقال أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فو الله ما نزل بكِ أمــر قط إلا جعل الله لكِ منه مخرجاً وجعل للمسلمين فيــه بركه.

وورد هذا الحديث بشــكل آخر في كتــاب التيــمم عن عائشة ((قالت خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا فوتنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي قالت فأقام رسول صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس وليس معهم ماء فأتى الناس أبو بكر الصديق وقالوا ألا ترى ماذا صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليــسوا على ماء وليـــس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخدي قد نام فقال: حبستِ رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ما ماء وليس معهم ماء فقالت: فعاتبني أبى بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصري قالت فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخدي..

وقولها أبو بكر وليس أبى لأنهــا كانت واجسة وهى تتكلم.

اهتمامه الرسول صلى الله عليه وسلم بوقت رضاها عليه

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعائشة رَضي الله عنها ذات يومٍ: "إنِّي لأعلم إذا كُنتِ عنِّي رَاضيةً، وَإِذا كُنتِ عليَّ غَضبى"، فقالت: وكيف تعرف ذاك، بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كُنتِ عنِّي راضيةً؛ قلت: لا وَرَبِّ مُحَمِّدٍ، وإذا كنت عليَّ غَضبى؛ قلتِ: لا وَرَبِّ إبراهيم"، فقال: أجل والله، ما أهجر إلِّا اسمك.
حرصــه صلى الله عليه وسلم على وجوده في بيتها عند موته

وعن الرسول صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول أين أنا غدا أين أنا غدا حرصا على بيت عائشة فلما كان يومها سكن.

وسكــــن: أي لم يقل أين أنا غدا
وقالت رضي الله عنها مات رسول الله وقد اختلط ريقي بريقه، وكما ورد في الصحيح انه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتها.
لا تؤذيني في عائشة؟

"قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قال حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قال: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ

كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْنَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ قَالَتْ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا".() وهذه فضيلة لها عن باقي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

أحبي هذه

ثم أنهن رضوان الله عليهن تحدثوا إلى فاطمة رضي الله عنها حيث أنها دخلت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد كان في لحاف عائشة وقالت إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبى قحافة فقال صلى الله عليه وسلم أتحبينني فقالت أجل قال فأحبي هذه..

وأخيرا فنشهد الله عز وجل أنا نحب أمنا عائشة رضي الله عنها كثيراً...وما أوردنا من فضائلها أقل بكثير مما ينبغي علينا قوله، إنما كانت إشارة فقط لبعض فضائلها رضي الله عنها، وسيرد ذكر بعض مما قلنا بشيء من التفصيل في باقي أبواب البحث..
رد مع اقتباس