عرض مشاركة واحدة
  #93  
قديم 2013-05-05, 02:39 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

يأجوج ومأجوج أقوام بشرية ولا شك، ودليل ذلك قوله تعالى فيما نقل عن القوم قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا [الكهف:94]، فلو كانوا ناراً -كما اتضح لي من قول ضيفنا الكريم- لكان الصواب أن يقال ((إن يأجوج ومأجوج مفسدة -أو تفسد- في الأرض))، وكون الكلام جاء بصيغة جمع المذكر السالم فهذا يقتضي أنهم أقوام.
قد يقول قائل أن القائل لهذا الكلام هم القوم الذين لا يكادون يفقهون قولاً، وإنما نقله الله إلينا كما هو، وهنا أتساءل هل قالوا هذا الكلام باللغة العربية؟ وعلى افتراض أنهم قالوها بالعربية فكيف ينقل القرآن كلاماً خاطئاً من جهة النحو؟ ولا أدل على ذلك من قوله تعالى مخبراً عن قولهم قالوا يا ذا القرنين ، وقولهم " ذا " هو منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة، وقولهم " القرنين " مضاف إليه مجرور وعلامة جزه الياء لأنه مثنى والنون عوضاً عن التنوين في الاسم المفرد، فلو كان هؤلاء القوم لا يجيدون الكلام وكان القرآن ينقل كلامهم كما هو لأخطؤوا ولا شك في قولهم يا ذا القرنين ، والقرآن لغته سليمة وليست كما هي لغتنا اليوم، بل نحن لا نكاد نفقه قولاً، وأضرب مثالاً على ما قاله ضيفنا الكريم ((فلقد كانت قبائل اليمن حلفاء لذو القرنين)) وقوله خطأ ولا شك، والصواب أن يقال ((فلقد كانت قبائل اليمن حلفاء لذي القرنين))، فاللام حرف جر و " ذي " اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الستة.
أيضاً فإن " يأجوج " كلمة، و " مأجوج " كلمة أخرى، والواو بينهما واو العطف، بدليل أنها عطفت منصوباً على منصوب في قوله تعالى إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وعطفت مرفوعاً على مرفوع في قوله تعالى حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، فلا مشكلة إذن من القول يأجوج دون مأجوج، ولا مشكلة من القول مأجوج دون يأجوج، ولا مشكلة من القول مأجوج ويأجوج، فمن كان لديه دليلاً على المنع يخالف دليل اللغة العربية فليأتنا به.
الأمر الأخير أن الروايات والأسماء التاريخية بحاجة إلى دليل، ولا يسلم لمخطوط ما لم يعرف من صاحبه وكيف عرف بالقصة.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس