عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 2013-05-11, 12:39 AM
ريمه إحسان ريمه إحسان غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-04-09
المكان: السعودية الرياض
المشاركات: 28
تنبيه كفر المعاندين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلنا بعد ذكر المتقين إلى ذكر الكفار فقال تعالى :
إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (6)
إن الذين كفروا"، أي بما أنزل إليك من ربك، وإن قالوا إنا قد آمنا بما قد جاءنا من قبلك .
وكان ابن عباس يرى أن هذه الآية نزلت في اليهود الذين كانوا بنواحي المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، توبيخا لهم في جحودهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم به، مع علمهم به ومعرفتهم بأنه رسول الله إليهم وإلى الناس كافة.، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبره الله جل ثناؤه أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول، ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول
فعقيب خبر الله جل ثناؤه عن مؤمني أهل الكتاب، وعقيب نعتهم وصفتهم وثنائه عليهم بإيمانهم به وبكتبه ورسله. فأولى الأمور بحكمة الله، أن يتلي ذلك الخبر عن كفارهم ونعوتهم، وذم أسبابهم وأحوالهم (2) ، وإظهار شتمهم والبراءة منهم. لأن مؤمنيهم ومشركيهم -وإن اختلفت أحوالهم باختلاف أديانهم
فهم أحبار اليهود الذين قتلوا على الكفر وماتوا عليه - اقتصاص الله تعالى ذكره نبأهم، وتذكيره إياهم ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق في أمر محمد عليه السلام
معنى الكفر في قوله"إن الذين كفروا" فإنه الجحود. وذلك أن الأحبار من يهود المدينة جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وستروه عن الناس وكتموا أمره، وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم.
وأصل الكفر عند العرب: تغطية الشيء
سواء عليهم": معتدل عندهم أي الأمرين كان منك إليهم، الإنذار أم ترك الإنذار لأنهم لا يؤمنون السبب :
وقد ختم على قلوبهم وسمعهم. لا يرجعون إلى الحق، ولا يصدقون بك وبما جئتهم به :فإن قلوب العباد أوعية لما أودعت من العلوم، وظروف لما جعل فيها من المعارف بالأمور (2) . فمعنى الختم عليها وعلى الأسماع - التي بها تدرك المسموعات، ومن قبلها يوصل إلى معرفة حقائق الأنباء عن المغيبات
وهذا الختم إخبار من الله جل ثناؤه عن تكبرهم، وإعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحق، كما يقال:"إن فلانا لأصم عن هذا الكلام"، إذا امتنع من سماعه، ورفع نفسه عن تفهمه تكبرا ولاننسى حديث
أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكته سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر، صقلت قلبه، فإن زاد زادت حتى تغلق قلبه، فذلك"الران" الذي قال الله جل ثناؤه: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) [سورة المطففين: 14] .(مسند أحمد)
فأخبر أن لجميعهم منه عذابا عظيما على تركهم طاعته فيما أمرهم به ونهاهم عنه من حدوده وفرائضه، مع حتمه القضاء عليهم مع ذلك، بأنهم لا يؤمنون.فالختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم"، والغشاوة على أبصارهم
وفي كل زمان ومكان تتكرر صفاتهم فملة الكفر وادة ومن لايتعظ ولايرعوي إلى توحيد الله ويبقى على كفره وشركه فقد بشر بعذاب عظيم نسأل الله العافية لنا ولكم .
.
رد مع اقتباس