عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 2013-06-17, 11:32 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

تقول أن الخلف (اهل هذا الزمان) أقدر على بيان القرآن من السلف، فكيف وهم لا يعرفون من العربية إلا اسمها بشهادتك أنت؟ ثم اعذرني إن سألتك من أنت حتى آخذ بكلامك وأترك كلام أهل اللغة؟ وأنا هنا لا أعني الانتقاص من قدرك، لكن الله سبحانه قال فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وأهل الذكر في العربية هم علماؤها، فهل أنت من علمائها؟ أنت لا تجيد العربية يا أخي، وإليك مثال ذلك، فقد قلت ((القران الكريم بلسان عربي لكنه مبين وغير ذي عوج أما نحن فعربي ذي عوج وغير مبين)) وهذه جمل ركيكة ناهيك عن وجود أخطاء فيها، والصواب أن تقول ((القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين غير ذي عوج)) أو أن تقول ((القرآن الكريم لسانه عربي مبين غير ذي عوج))، وفي الجملة الثانية لك أن تقول ((أما نحن فلساننا عربي لكنه ذو عوج وغير مبين)) أو أن تقول ((أما لساننا نحن فعربي لكنه ذو عوج وغير مبين)) أو ((أما لساننا نحن فعربي ذو عوج وغير مبين)) أو ((أما نحن فلساننا عربي ذو عوج وغير مبين))، فأنت وضعت الاستدراك في الأصل وهذا خطأ، فالأصل أن اللسان العربي مبين وغير ذي عوج، لكنك استدركت في الأصل ولم تستدرك في الفرع، ناهيك عن أنك قلت " ذي " بدل " ذو " في قولك ((فعربي ذي عوج)) و " ذو " هنا مرفوعة، فلماذا جررتها بالياء؟ ولا أخفيك أني حاولت أن أجد لك مخرجاً من هذا الخطأ، بأن أجعلها تتبع " بلسان " في الجملة الأولى، لكن هذا غير ممكن، فهذه جملة وتلك جملة أخرى.
أما كيف رجح العلماء معنى " عرباً " بالمحببة فهذا بالاعتماد على الأسانيد، فالقول لا يؤخذ به إلا إن كان مسنداً، فإن قوي السند أخذنا به، أما الكلام المرسل وإن كان قائله أمامنا فلا نرض به، ورحم الله من قال ((الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)).
أما عن معنى إبراهيم فأنت إلى الآن ما جئتنا بدليل على مقالك، إنما هو افتراض من بنات أفكارك، وقد بينا أنك لا تجيد العربية لتفتي فيها، فأي شيء هذا الذي قلت أنه كاف؟
ثم في قولك أن " من " لا تكون إلا تبعيضية، فهل هي تبعيضية في قول المولى عز وجل سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ؟ أنت -ولا شك- لا تعرف معاني " من " التي تزيد على 15 معنى، وأنا حينما نقلت لك القاعدة نقلت موطن الشاهد ولم أنقل كل القواعد لكي لا يطول المقام.
ثم ادعيت أن معنى الآية لا يمكن أن يكون ((اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان))، واستدليت على هذا النفي بأنه لو كان كذلك فيمكن أن تكون الجملة ((إنما الأوثان رجس فاجتنبوها))، فاخترعت معنى أن الرجس هو في عبادتها، وعليه أسألك وبنفس أسلوبك: إن كان كلامك صحيحاً فلم لا تكون الجملة ((اجتنبوا عبادة الأوثان))؟ أنت نفيت المعنى الحقيقي للجملة لإمكانية وجود جملة قد تحل محلها وتوفي بمعناها، وأنا الآن أنفي المعنى الذي اخترعته أنت لإمكانية وجود جملة قد تحل محلها وتوفي بذلك المعنى، لكن الفرق أن المعنى الحقيقي مطابق لقواعد اللغة العربية، في حين أن المعنى الذي اخترعته أنت يخالف قواعد اللغة العربية.
قواعد اللغة العربية شيء لا يمكننا تغييره، وحتى وإن كان في الإمكان تغييره فلا يوكل الأمر لك ولا لي، وإنما يوكل لأهل اللغة، والاختلافات بين المدارس اللغوية لا يفسد للود قضية، فكما أن هنالك قراءات مختلفة للقرآن الكريم، فهنالك مذاهب لغوية، وكل المذاهب اللغوية لها أدلتها من كلام العرب، لاحظ أنهم علماء في اللغة يستدلون من كلام العرب، وليسوا عواماً في اللغة يستدلون بما يمليه عليهم هواهم.
ثم استدليت بالآية وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً لتفتي في معاني القرآن، لكن عليك قبل أن تتجرأ على اختراع معان أن تتذكر قول الله تعالى الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ، وقوله سبحانه أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ، فكيف تتجرأ بعد هذا أن تفتي في أمر وتتقول على الله وأنت لا تملك أدنى الأدوات؟ أنا متأكد أنك لا تعرف في علم الحديث شيئاً، وأسباب النزول فرع عنه، وقد بينا أنك لا تعرف في العربية شيئاً، فكيف بعد هذا تتجرأ على أن تفتي في آيات الله وتتقول على الله بغير علم؟ احذر يا أخي مما أوقعت نفسك فيه.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.