عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 2013-06-18, 07:25 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

حياكم الله
دعني أذكر لك قصة في البداية جرت بيني وبين بروفيسور دكتور مهندس محب للغات، وهذا الرجل قبل عشر سنوات كان في عمر الستين تقريباً، وكان يجيد آنذاك 6 لغات ويتعلم السابعة، ولا أدري إن تعلم لغة أو لغات جديدة بعد ذلك، واللغات التي يجيدها هي العربية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والفارسية وقد نسيت السادسة، وكان يتعلم آنذاك اليابانية، قال لي مرة أنه لم ير أحداً إلى اليوم يتحدث اللغة العلمية العربية، وضرب لي أمثلة، أذكر أن أحدها عن اسم بودرة التالك التي تستخدم للأطفال، فقال أن الصواب أن يقال الطلق وليس التالك، فقد وجد بعد بحث طويل أن الكلمة الإنكليزية لها أصل عربي، فكلمة Talc هي في الأصل طلق، لكن ولأن حرف الطاء غير موجود في الإنكليزية قلبت إلى تاء، وكمثال آخر ذكره لي عن الفرق بين غالباً وفي الأغلب وعادة وفي العادة، وسألني هل تعلم أن الفرق بينها يمكن تحديده كنسب مئوية؟ وقد ذكر لي تلك النسب آنذاك، لكن لضعف الذاكرة نسيتها تماماً.
ما أريد قوله هو أن هذا البروفيسور ما جاء بتلك الكلمات وتلك المعاني من القرآن، ولا اقترحها اقتراحاً من نفسه، لكنه بحث طويلاً جداً في الكتب العلمية القديمة والمخطوطات إلى أن وصل إلى أصل الكلمة ومعناها، وأنا أطلب منك الأمر نفسه، أطلب منك أن تبحث عن أصول الكلمات ومعانيها لا أن تقترح أصولاً ومعاني للكلمات، خاصة وأن الأمر الذي تريد الدخول فيه أمر عظيم جلل، فهذا هو القرآن الكريم كلام ربنا سبحانه وتعالى، والخطأ فيه ليس كأي خطأ.

بالنسبة للفرق بين السنة والعام، فقد قرأت مرة أن السنة هي للأمور الشديدة الصعبة، أما العام فهي للأمور اللينة السهلة، واستدل القائلون بهذا بقوله تعالى وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ، فالألف سنة كانت دعوة منه ورفض من قومه إلا خمسين عاماً إذ أصاب الكفار الطوفان وعاش الناس على الإيمان، ويشهد لهذا القول ما جاء في القرآن الكريم في سورة يوسف إذ قال تعالى قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ، فالسبع الأولى كانت عمل اجتهاد ومشقة عمل، والسبع الثانية تقديرها سبع سنين، لأن كلمة سنة مؤنثة فخالف العدد معدوده، فلو كانت التقدير عام لوجب القول ((سبعة شداد))، وهذه السبع كانت سنوات قحط وقلة في الموارد، ثم جاء عام الخير الذي أغيث فيه الناس.
حتى أن المثال الذي ضربته يوافق هذه القاعدة، ففي قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا فالعام هنا هو العام الذي أصبحت فيه جزيرة العرب بأكملها دار إسلام.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.