عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2013-07-25, 09:30 PM
تبيين الحق تبيين الحق غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-02-22
المشاركات: 141
عاجل الرد على من يقول بلزوم البيت في كل الفتن

الرد على من يقول بلزوم البيت في كل الفتن

أبو عبد الله المدني , محمد الأنور

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعد

يجهل البعض ويفتي في كل فتنة بوجوب اعتزالها ولزوم البيوت , ولا يحسنون إلا مقولات مكررة مثل : درأً للفتنة , حقناً للدماء , عدم الخروج على ولي الأمر , حاكم غشوم خير من فتنة تدوم , ويستدلون بنصوص خاصة وليست عامة .

مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فإن دخل على أحد منكم بيته فليكن كخير ابني آدم " . ‌(حم د هـ ك) عن أبي موسى. (صحيح) صحيح الجامع.‌

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل و المقتول في النار قيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه " . ‌(حم ق د ن) عن أبي بكرة (هـ) عن أبي موسى. (صحيح) انظر صحيح الجامع.‌
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية " . ‌(حم ق) عن ابن عباس. (صحيح) صحيح الجامع.‌

والأسئلة الموجهة إليهم هي :

هل كل فتنة يجب عليك فيها لزوم البيت وإمساك اللسان ؟

هل كل فتنة يجب عليك فيها كسر السيوف والقسي والأوتار ؟

هل كل فتنة يجب عليك اعتزالها ؟

ألا تؤمن بدفع الصائل ؟

ألا تؤمن بقتال البغاة وإن كانوا مسلمين ؟

ألا تؤمن بتغيير المنكر ؟

ألا تؤمن بنصر المظلوم والأخذ على يد الظالم ؟

ألا تؤمن بالقصاص ؟

ألا تؤمن بالجهاد ؟

ألا تؤمن بنصيحة الإمام ؟

ألا تؤمن بأمر الإمام بالمعروف ونهيه عن المنكر ؟

ألا تؤمن بالخروج على الإمام إذا رأينا كفراً بواحاً ؟

ألا تؤمن بقتال الأئمة إذا لم يقيموا فينا الصلاة ؟

ألا تؤمن بقتال الأئمة إذا أرادوا أخذ أموالنا ظلماً ؟

ألا تؤمن بالدفاع عن الدين والنفس والأهل والعرض والمال ضد المعتدي وإن كان إماماً ؟

ألا تعلم أن حفظ الدين مقدم على حفظ المال ؟

ولقد أباحت الشريعة قتال الإمام الذي يعتدي على أموال الرعية , فمن باب أولى يجب قتال من يعتدي على الدين أو النفس أو الأهل أو العرض .

ألا تعلم بالقتال دون المظالم ؟

أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟

أتعمم أدلة خاصة فتكفر بآيات وأحاديث أخرى أو تعطلها ؟

قال الطبري : لو كان الواجب في كل اختلاف يقع بين المسلمين الهرب منه بلزوم المنازل وكسر السيوف لما أقيم حد ولا أبطل باطل ولوجد أهل الفسوق سبيلا الى ارتكاب المحرمات من أخذ الأموال وسفك الدماء وسبي الحريم بأن يحاربوهم ويكف المسلمون أيديهم عنهم بأن يقولوا هذه فتنة وقد نهينا عن القتال فيها وهذا مخالف للأمر بالأخذ على أيدي السفهاء .

قال الشوكاني في نيل الأوطار :

وذهب جمهور الصحابة والتابعين إلى وجوب نصر الحق وقتال الباغين , وكذا قال النووي وزاد أنه مذهب عامة علماء الإسلام واستدلوا بقوله تعالى : " فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ " ( ) قال النووي : وهذا هو الصحيح , وتتأول الأحاديث ( ) على من لم يظهر له المحق , أو على طائفتين ظالمتين لا تأويل لواحدة منهما قال : ولو كان كما قال الأولون ( ) لظهر الفساد واستطال أهل البغي والمبطلون ا هـ وقال بعضهم بالتفصيل , وهو أنه إذا كان القتال بين طائفتين لا إمام لهم فالقتال ممنوع يومئذ , وتنزل الأحاديث على هذا وهو قول الأوزاعي كما تقدم .

وقال الطبري : إنكار المنكر واجب على من يقدر عليه فمن أعان المحق أصاب ومن أعان المخطئ أخطأ , وإن أشكل الأمر فهي الحالة التي ورد النهي عن القتال فيها .

وذهب البعض إلى أن الأحاديث ( ) وردت في حق ناس مخصوصين , وأن النهي مخصوص بمن خوطب بذلك

وقيل : إن النهي إنما هو في آخر الزمان حيث يحصل التحقق أن المقاتلة إنما هي في طلب الملك , ...( )

ويؤيد ما ذهب إليه الجمهور قوله تعالى : " فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ " ( ) وقوله تعالى : " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا " ( ) ونحو ذلك من الآيات والأحاديث , ويؤيده أيضا الآيات والأحاديث الواردة في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وسيأتي للمقام زيادة تحقيق في باب ما جاء في توبة القاتل من كتاب القصاص .

وحديث سهل بن حنيف وما ورد في معناه يدل على أنه يجب نصر المظلوم ودفع من أراد إذلاله بوجه من الوجوه , وهذا مما لا أعلم فيه خلافا , وهو مندرج تحت أدلة النهي عن المنكر . ( انتهى كلام الشوكاني في نيل الأوطار , بتصرف يسير ) .

هل كان يجب اعتزال الفتنة التي بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ؟

هل كان علي رضي الله عنه وحزبه خاطئين لاشتراكهم في الفتنة ؟

هل من اعتزل القتال كان على صواب ؟

لا , بل إن الحق كان مع علي رضي الله عنه وحزبه , أما معاوية رضي الله عنه وحزبه فقد أخطأوا , كما أن من اعتزل الفتنة قد أخطأ أيضاً مثل سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم , فالحق واحد لا يتعدد .

هل نعتزل الجهاد لأنه فتنة ؟

لا , بل إن ترك الجهاد سيؤدي إلى فتنة أعظم , فإن القتل أهون من نشر الكفر , ومن لم يمت بالسيف مات بغيره , وإن المصيبة كل المصيبة في الكفر والظلم والتحاكم إلى الجبت والطاغوت .

قال تعالى : " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ " [البقرة : 193]

قال تعالى : " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " [الأنفال : 39]

قال تعالى : " الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " [البقرة : 194]

إن ترك الجهاد إلقاء للنفس في التهلكة :

عن أسلمَ أبي عمرانَ قال: غَزونا منَ المدينةِ نريدُ القسطنطينيَّةِ، وعلى الجماعةِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ خالدِ بنِ الوليدِ، والرُّومُ مُلصِقو ظُهورِهم بحائطِ المدينةِ، فحملَ رجلٌ على العدوِّ، فقالَ النَّاس: مَه مَه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يلقي بيديْهِ إلى التَّهلُكةِ، فقالَ أبو أيُّوبَ: " إنَّما نزلت هذِهِ الآيةُ فينا معشرَ الأنصارِ لمَّا نصرَ اللَّهُ نبيَّهُ، وأظْهرَ الإسلامَ قلنا: هلمَّ نقيمُ في أموالِنا ونصلحُها "، فأنزلَ اللَّهُ تعالى: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بَأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ فالإلقاءُ بالأيدي إلى التَّهلُكةِ أن نقيمَ في أموالِنا ونُصلِحَها وندَعَ الجِهادَ "، قالَ أبو عمرانَ: فلَم يزَل أبو أيُّوبَ يجاهِدُ في سبيلِ اللَّهِ حتَّى دفنَ بالقسطنطينيَّةِ . (صحيح أبي داود , وقال الألباني : صحيح ) .

قال مدرك بن عوف الأحمسي : إني لعندَ عمرَ فقلتُ : إنَّ لي جارًا رمى بنفسِه في الحربِ فقُتِلَ ، فقال ناسٌ : ألقى بيدِه إلى التَّهلُكةِ ، فقال عمرُ : كذَبوا لكنه اشترى الآخرةَ بالدُّنيا . ( فتح الباري لابن حجر وقال: إسناده صحيح ) .

هل نترك قتال الخوارج لأنه فتنة ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " . ‌(ق د ن) عن أبي سعيد. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيراً لهم وينذرهم ما يعلمه شراً لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء شديد وأمور تنكرونها وتجيء فتن فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه ; فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر " . ‌(حم م ن هـ) عن ابن عمرو. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أيما رجل خرج يفرق بين أمتي فاضربوا عنقه " . ‌(ن) عن أسامة بن شريك. (صحيح) صحيح الجامع.‌

والعلماء والعقلاء يعلمون أن المجلس العسكري ووزارة الداخلية والبلطجية وحركة تمرد الشيعية وجبهة الخراب والمفسدين والداعرين والداعرات من الخوارج فقد خرجوا على ولي الأمر الشرعي للبلاد كما خرجوا علينا بالسلاح .

ألا تؤمن بدفع الصائل لأنه فتنة ؟

قال العلماء : عدوا من خصائص هذه الأمة جواز دفع الصائل وكانت بنو إسرائيل كتب عليهم أن الرجل إذا بسط يده إلى رجل لا يمتنع منه حتى يقتله قاله مجاهد وغيره .

لسنا نصارى كي نقول ( إذا ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ) , هذا التخاذل والضعف والهوان والاستكانة ليس من الإسلام في شيء , بل هذا كفر بالجهاد .

هل نترك قتال البغاة وإن كانوا مسلمين لأنه فتنة ؟

لا , فإن فتنة تركهم أشد , والضرر الأكبر يدفع بالضرر الأخف .

هل نترك قتال البغاة المسلمين استناداً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل و المقتول في النار قيل : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه " . ‌(حم ق د ن) عن أبي بكرة (هـ) عن أبي موسى. (صحيح) انظر صحيح الجامع ؟

لا , بل ذلك يعد كفراً بنص آخر وتعطيلاً له وهو قول رب العالمين : " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " [الحجرات : 9].

أما بخصوص الحديث الشريف فقد قال العلماء أنه خاص بمن يقاتل بلا تأويل , ومن يقاتل ظلماً لا دفاعاً أو جهاداً .

فالحديث لا يخص من يقاتل متأولاً مجتهداً مريداً للحق كقتال علي ومعاوية رضي الله عنهما , فكلاهما مجتهد متأول , يريد الحق , ويظن أنه على الحق , قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله " . ‌(حم ق د ت) عن أبي هريرة. (صحيح) صحيح الجامع.‌

دعواهما واحدة : الفئتان تريدان الحق .

فأصاب علي وحزبه وأخطأ معاوية وحزبه رضي الله عنهم أجمعين .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد " . ‌(حم ق د ن هـ) عن عمرو بن العاص (حم ق 4 ) عن أبي هريرة. (صحيح) صحيح الجامع.‌

والحديث لا يخص من يقاتل دفاعاً عن دينه أو نفسه أو أهله أو عرضه أو ماله أو مظلمته أو عن أخيه المظلوم .

قال تعالى : " الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " [البقرة : 194]

قال تعالى : " أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ " [الحج : 39]

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد " . ‌(حم 3 حب) عن سعيد بن زيد. (صحيح) صحيح الجامع.‌

والحديث لا يخص من يقاتل جهادأ في سبيل الله وإن كان القتال بين المسلمين .

قال تعالى : " وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " [الحجرات : 9].

هل نترك أعظم الجهاد لأنه فتنة ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر " . ‌(ت) عن أبي سعيد. (صحيح) صحيح الجامع.‌

وفي رواية : " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " . ‌(هـ) عن أبي سعيد (حم هـ طب هب) عن أبي أمامة (حم ن هب) عن طارق بن شهاب. (صحيح) صحيح الجامع.‌

وهذا دليل على أن ما يفعله المجاهدون من قول الحق عند السلطانية عدلي طرطور أو السيسي الخائن هو أفضل الجهاد .

عن الْحَسَنُ ، أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو ـ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ـ دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ " ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : وَهَلْ كَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ ؟ ، إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ وَفِي غَيْرِهِمْ " .( صحيح مسلم , واللفظ له , مستخرج أبي عوانة , صحيح ابن حبان , مسند أحمد بن حنبل , مسند الروياني , المعجم الكبير للطبراني , السنن الكبرى للبيهقي , الأموال لابن زنجويه ) .

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا مَرْوَانُ، خَالَفْتَ السُّنَّةَ، أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَلَمْ يَكُنْ يُخْرَجُ، وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَمْ يَكُنْ يُبْدَأُ بِهَا، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا، فَاسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ، فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " . (صحيح مسلم , صحيح ابن حبان , مسند أحمد , سنن ابن ماجه واللفظ له ) .

وانظروا إلى سيرة السلف في الإنكار على الأمراء , ومن أراد فليقرأ رسالة أعظم الجهاد .

هل نترك نصيحة الأمراء لأنها فتنة ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " . ‌(حم م د ن) عن تميم الداري (ت ن) عن أبي هريرة (حم) عن ابن عباس. (صحيح) صحيح الجامع.‌

هل نترك تغيير منكر الأمراء لأنه فتنة ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " . (حم م 4) عن أبي سعيد رضي الله عنه , صحيح) صحيح الجامع ) .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويتقيدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " . ‌(حم م) عن ابن مسعود. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه يستعمل عليكم أمراء . فتعرفون وتنكرون . فمن كره فقد برئ . ومن أنكر فقد سلم . ولكن من رضى وتابع قالوا : يا رسول الله ! ألا نقاتلهم ؟ قال : لا . ما صلوا . وفي رواية : بنحو ذلك . غير أنه قال : فمن أنكر فقد برئ . ومن كره فقد سلم . وفي رواية : فذكر مثله . إلا قوله : ولكن من رضى وتابع . لم يذكره . ( صحيح مسلم ) .

أي أن الإثم على من رضي وتابع .

اعلموا أننا إذا تركنا تغيير المنكر سنقع في ضرر أكبر .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل القائم على حدود الله والمدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقال الذين في أعلاها : لا ندعكم تصعدون فتؤذونا فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا " . ‌(حم خ ت) عن النعمان بن بشير. (صحيح) صحيح الجامع.‌

المدهن : بضم الميم وسكون الدال وكسر الهاء أي المداهن والمحابي , والمراد من يرائي ويضيع الحقوق ولا يغير المنكر .

قام أبو بكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " وإنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه " . ( مسند أحمد , صحيح أبي داود , صحيح ابن ماجه ) .

ولقد عمنا الله تعالى بعقابه سنين عديدة , لأننا لم نأخذ على يدي الظالم , ولم نغير المنكر .

أيها العقلاء إن العامة إذا وقعت في المعاصي لن تُهلك وحدها، وإنما تُهلك معها الفئة التي لم تقم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال الله عز وجل : " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً " . ( الأنفال : من الآية 25 ) .

وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يقول: إن الله عز وجل لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا فُعل المنكر جهارًا؛ استحقوا العقوبة كلهم .

فيجب علينا الجهاد ومنع الفتنة حتى لا تقع فتنة أكبر منها تأخذنا جميعاً .

قال تعالى : " فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)" . ( سورة هود ) .

قال الشوكاني : ما صح ولا استقام أن يهلك الله سبحانه أهل القرى بظلم يتلبسون به وهو الشرك، والحال أن أهلها مصلحون فيما بينهم في تعاطي الحقوق لا يظلمون الناس شيئا والمعنى: أنه لا يهلكهم بمجرد الشرك وحده حتى ينضم إليه الفساد في الأرض.

وقال الطبري :" وأهلها مصلحون " أي فيما بينهم في تعاطي الحقوق، أي لم يكن ليهلكهم بالكفر وحده حتى ينضاف إليه الفساد، كما أهلك قوم شعيب ببخس المكيال والميزان، وفي صحيح الترمذي من حديث أبي بكر الصديق قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده.

وقال ابن تيمية: إن الله يقيم الدولة العادلة وان كانت مشركة ويهلك الظالمة وان كانت مؤمنة .

هل نترك الجهاد ضد الولاة الظلمة لأنه فتنة ؟

لا , بل إن بقاءهم أشد فتنة .

قال إمام الحرمين رحمه الله: وإذا جار والي الوقت وظهر ظلمه وغشمه ولم ينزجر حين زُجِرَ عن سوء صنيعه بالقول ، فلأهل الحلِّ والعقد التَّواطؤ على خلعه ، ولو بشهر الأسلحة ونصب الحروب .
قال ابن تيمية في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وقد تكلمت على قتال الأئمة في غير هذا الموضع , وجماع ذلك داخل في " القاعدة العامة " : فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت ، فإنه يجب ترجيح الراجح منها فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد ، وتعارضت المصالح والمفاسد . فإن الأمر والنهي وإن كان متضمناً لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له ، فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأموراً به ، بل يكون محرماً إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته ، لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة ، فمتى قدر الإنسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها ، وإلا اجتهد برأيه لمعرفة الأشباه والنظائر ، وقل أن تعوز النصوص من يكون خبيراً بها وبدلالتها على الأحكام .
قال القاضي: فلو طرأ عليه كفر وتغيير للشرع أو بدعة خرج من حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه ونصب إماما عادل إن أمكنهم ذلك، فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر .

وقال القرطبي: قال أبو حنيفة إذا ارتشى الحاكم انعزل في الوقت، وبطل كل حُكم حَكم به. وكذا قال ابن قدامة في الرشوة.


قال ابن حجر : إلا أن الجميع يحرمون القتال مع أئمة الجور ضد من خرج عليهم من أهل الحق.

وقال أيضاً: وأما من خرج عن طاعة إمام جائر أراد الغلبة على ماله أو نفسه أو أهله فهو معذور ولا يحل قتاله وله أن يدفع عن نفسه وماله وأهله بقدر طاقته .

وأنكر ابن حزم على من يقول بإجماع الأمة على حرمة الخروج على الظالم فقال : وقد علم أن أفاضل الصحابة وبقية الناس يوم الحرة خرجوا على يزيد بن معاوية، وأن ابن الزبير ومن تبعه من خيار المسلمين خرجوا عليه أيضا، وأن الحسن البصري وأكابر التابعين خرجوا على الحجاج بسيوفهم أترى هؤلاء كفروا ؟

هل نترك الدفاع عن الدين والنفس والأهل والمال لأنه فتنة ؟

عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ؟ قال : " فلا تعطه مالك " . قال : أرأيت إن قاتلني ؟ قال : " قاتله " قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال : " فأنت شهيد " قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال : " هو في النار" . (صحيح مسلم , كتاب الإيمان , باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم في حقه وإن قتل كان في النار وأن من قتل دون ماله فهو شهيد ) .

عن ثابت مولى عمر بن عبد الرحمن أنه قال : لما كان بين عبد الله بن عمرو وبين عنبسة بن أبي سفيان ما كان تيسروا للقتال فركب خالد بن العاص إلى عبد الله بن عمرو فوعظه خالد فقال عبد الله بن عمرو : أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قتل دون ماله فهو شهيد" . ( صحيح مسلم , كتاب الإيمان , باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم في حقه ) .

عنبسة كان والي معاوية على مكة والطائف .

عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: أَرَادَ مَرْوَانُ أَنْ يَأْخُذَ أَرْضَهُ، فَأَبَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: إِنْ أَتَوْنِي قَاتَلْتُهُمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ "( مسند أبي داود الطيالسي , صحيح )

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد " . ‌(حم 3 حب) عن سعيد بن زيد. (صحيح) صحيح الجامع.‌
الشـــــرح :
ومن قتل دون دمه أي في الدفع عن نفسه .
ومن قتل دون دينه أي في نصرة دين اللّه والذب عنه .
ومن قتل دون أهله أي في الدفع عن بضع حليلته أو قريبته .

وحكى ابن المنذر عن الشافعي أنه قال : من أريد ماله أو نفسه أو حريمه فله المقاتلة , وليس عليه عقل ولا دية ولا كفارة .

قال ابن جرير : هذا أبين بيان وأوضح برهان على الإذن لمن أريد ماله ظلماً في قتال ظالمه والحث عليه كائناً من كان لأن مقام الشهادة عظيم فقتال اللصوص والقطاع مطلوب فتركه من ترك النهي عن المنكر ولا منكر أعظم من قتل المؤمن وأخذ ماله ظلماً .

إن أهل السنة يحرمون القتال تحت راية الحاكم الظالم ضد من يخرج عليه من المظلومين الذي يطالبون بحقوقهم , فلقد قال ابن حجر : إلا أن الجميع يحرمون القتال مع أئمة الجور ضد من خرج عليهم من أهل الحق.

وقال أيضاً: وأما من خرج عن طاعة إمام جائر أراد الغلبة على ماله أو نفسه أو أهله فهو معذور ولا يحل قتاله وله أن يدفع عن نفسه وماله وأهله بقدر طاقته .

هل نترك تبيين الحق لأنه فتنة ؟ إذاً سيضيع الحق بين الناس ووسنخسر ذرياتنا وسنغضب ربنا وهذا أشد فتنة .

قال تعالى : " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ " [آل عمران : 187]

قال تعالى : " وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا " [النساء : 9]

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا " [الأحزاب : 70]

هل نترك الشهادة بالحق لأنها فتنة ؟

قال تعالى : " وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ " [البقرة : 283]

هل نعطل القصاص لأنه فتنة ؟

لا . بل إن ترك القصاص أعظم فتنة .

هل نترك القصاص من الأمير لأنه أمير ؟

لا , بل يجب القصاص منه , فلا يوجد تخصيص له أو استثناء يفيد إعفاءه من القصاص .

قال تعالى : "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا " [الإسراء : 33]

قال تعالى : " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [المائدة : 33]

قال تعالى : " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " [البقرة : 179]

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [البقرة : 178]

قال تعالى : " إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) " ( المائدة )

قال تعالى : " الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " [البقرة : 194]

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسول الله والمؤمنين ألا فإنها لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي ألا وإنها حلت لي ساعة من نهار ألا وإنها ساعتي هذه حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا يلتقط ساقطتها إلا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يعقل وإما أن يقاد أهل القتيل " . ‌(حم ق د) عن أبي هريرة. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قتل متعمد دفع إلى أولياء المقتول فإن شاءوا قتلوا وإن شاءوا أخذوا الدية وهي ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون خلفة وما صولحوا عليه فهو لهم " . ‌(حم ت هـ) عن ابن عمرو. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قتل في عميا أو رميا يكون بينهم بحجر أو سوط فعقله عقل خطأ ومن قتل عمدا فقود يديه فمن حال بينه وبينه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " . ‌(د ن هـ) عن ابن عباس. (صحيح) صحيح الجامع.‌

هل كان الصحابة رضي الله عنهم خاطئين في قتالهم مانعي الزكاة ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " . ‌(ق 4 ) عن أبي هريرة وهو متواتر. (صحيح) صحيح الجامع.‌

هل نترك قتال مانعي واجبات الإسلام لأنه فتنة ؟

وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " من قال : لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل " . ‌(حم م) عن والد أبي مالك الأشجعي. (صحيح) صحيح الجامع " .

قال القاضي عياض : اختصاص عصمة المال والنفس بمن قال لا إله إلا الله تعبير عن الإجابة إلى الإيمان وأن المراد بهذا مشركو العرب وأهل الأوثان. فأما غيرهم ممن يقر بالتوحيد فلا يكتفي في عصمته بقوله لا إله إلا الله إذ كان يقولها في كفره.

لقد أجمع العلماء على أن من قال لا إله إلا الله ولم يعتقد معناها، أو اعتقد معناها ولم يعمل بمقتضاها يجب أن يقاتل حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والإثبات. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " . ‌(ق) عن ابن عمر (ن) عن أبي بكرة (هـ ك) عن أبي هريرة. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال الإمام النووي في تعليقه على الحديث : فيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو الصلاة أو غيرهما من واجبات الإسلام قليلا أو كثيرا.

هل نترك نصر المظلوم والأخذ على يد الظالم لأنه فتنة ؟

لا , بل إن التخاذل سيؤدي إلى فتنة أعظم .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل : كيف أنصره ظالما ؟ قال : تحجزه عن الظلم فإن ذلك نصره " . ‌(حم خ ت) عن أنس. (صحيح) صحيح الجامع.‌

هل نترك تفريج كربات ولي الأمر والعلماء والأبرياء لأنها فتنة ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " . ‌(حم ق 3 ) عن ابن عمر. (صحيح) صحيح الجامع.‌

هل نترك فكاك ولي أمرنا ومن معه من العلماء والأطهار الأسرى لأن ذلك فتنة ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فكوا العاني وأجيبوا الداعي وأطعموا الجائع وعودوا المريض " . ‌(حم خ) عن أبي موسى. (صحيح) صحيح الجامع.‌

فكوا العاني أي خلصوا الأسير .

قال الماوردي عن الحاكم : وإن أسر بعد أن عقدت له الإمامة فعلى كافة الأمة استنقاذه لما أوجبته الإمامة من نصرته .

هل نترك إغاثة الملهوفين لأن ذلك فتنة ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " على كل مسلم صدقة فإن لم يجد فيعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق فإن لم يستطع فيعين ذا الحاجة الملهوف فإن لم يفعل فيأمر بالخير فإن لم يفعل فيمسك عن الشر فإنه له صدقة " . ‌(حم ق ن) عن أبي موسى. (صحيح) صحيح الجامع.‌

هل نترك الأموال والأولاد والنساء لأنهم فتنة ؟

قال تعالى " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ " [الأنفال : 28]

قال تعالى : " إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ " [التغابن : 15]

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " . ‌(ق ت هـ) عن حذيفة. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " . ‌(حم ق ت ن هـ) عن أسامة. (صحيح) صحيح الجامع.‌

هل نعتزل الخير لأنه فتنة ؟

قال تعالى : " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " [الأنبياء : 35]

هل كان يجب تجنب هاروت وماروت وعدم التعلم منهما لأنهما فتنة ؟

قال تعالى : " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " [البقرة : 102]
أيها العاقل من قال لك أن الجهاد فتنة دائمة وأن الحاكم الغشوم خير منه ؟
هل تكفر بالجهاد ؟
هل تعلم الغيب فتفتي بأن الفتنة ستدوم ؟
لا بل الصواب أن نقول فتنة أو ضرر أكبر يجب دفعه بفتنة أو ضرر أقل , فإذا كان ضرر الجهاد ضد الحاكم الغشوم أكبر وجب الصبر عليه وعدم الخروج , وإن كان ضرر الجهاد ضد الحاكم الغشوم أقل وجب الخروج عليه .
سؤال : هل تعتبر الشهادة ضرراً ؟
أيها الملازم لبيتك التارك للجهاد يجب عليك جمع النصوص الواردة في المسألة حتى يتبين لك الحق , فإنك إن أخذت نصاً وتركت آخر ضللت وأضللت وفسدت وأفسدت , فاجمع روايات أحاديث الفرار من الفتن وستعلم أنها في فتن مخصوصة وليست عامة .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه ومن وجد فيها ملجأ أو معاذاً فليعذ به " . (حم ق) عن أبي هريرة (صحيح) صحيح الجامع.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنها ستكون فتن ألا ثم تكون فتنة المضطجع فيها خير من الجالس والجالس فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي إليها ألا فإذا نزلت أو وقعت فمن كانت له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ومن لم يكن له شيء من ذلك فليعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت " . ‌(حم م د) عن أبي بكرة. (صحيح) صحيح الجامع.‌
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فإن دخل على أحد منكم بيته فليكن كخير ابني آدم " . (حم د هـ ك) عن أبي موسى (صحيح) صحيح الجامع.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي قيل : أفرأيت يا رسول الله إن دخل علي بيتي وبسط إلي يده ليقتلني ؟ قال : " كن كابن آدم " . (حم د ت ك) عن سعد (صحيح) صحيح الجامع.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي قيل : " أفرأيت إن دخل علي بيتي قال : " كن كابن آدم " .(د) عن سعد (صحيح) صحيح الجامع.
أسئلة :
من قال لك أن هذا هو موضع الحديث أو مناط الحديث ؟
من قال لك أن هذه الفتنة يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ؟
هل حمل المجاهدون السلاح ضد الحكومة المزيفة ؟
لا , بل ما زال المجاهدون يقولون ثورة سلمية أي جهاد باللسان وبالقلب فقط , رغم أنه يشرع لهم القتال دون الدين والنفس والأهل والعرض والمال والمظلمة .
أين هذه السيوف والقسي والأوتار ؟

لم نعد بعد إلى زمن السيوف والقسي والأوتار, وهذا يدل على أنها في فتنة خاصة في آخر الزمان وليست عامة .

حديث آخر :

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فتنة الأحلاس هرب وحرب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل : انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتطروا الدجال من يومه أو غده " . ‌(حم د ك) عن ابن عمر. (صحيح) صحيح الجامع.‌

سؤال : هل الدجال سيظهر اليوم أو غداً ؟

لا , لم يظهر المهدي حتى نقول أن الدجال قد قرب ظهوره , ولم نعد إلى زمن السيف والدرع بعد .

فهذا يدل على أنها في فتنة خاصة في آخر الزمان وليست عامة .


حديث آخر :

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا - و شبك بين أصابعه - فالزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرفه ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة " . ‌(د) عن ابن عمرو. (صحيح) صحيح الجامع.‌

هل يعني الحديث ترك تغيير المنكر ؟

هل يعني الحديث عدم الجهاد ؟

هل يعني الحديث ترك نصر المظلومين أو الأخذ على يد الظالم ؟

لا, فقد قال بعض العلماء في شرح الحديث السابق : فإذا غلب على ظنك أن المنكر لا يزول بإنكارك لغلبة الابتلاء لعمومه أو تسلط فاعله أو خفت على نفسك أو محترم غيرك محذوراً بسبب الإنكار فأنت في سعة من تركه والإنكار بالقلب مع الانجماع وهذا رخصة في ترك الأمر بالمعروف إذا كثر الأشرار وضعف الأخيار .

أيها الملازم لبيتك التارك للجهاد لا تأت إلى دليل خاص وتريد تعميمه , فتنقص الكثير من الدين وأنت لا تعلم , هذا هو دينك فلا تؤمن ببعضه وتكفر بالآخر :

قال تعالى : " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " [البقرة : 85]

هذا هو دينك فلا ترتد عنه :

قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [المائدة : 54]

أيها الملازم لبيتك احذر أن تصدق الخوارج في أن من رجع من الميادين فهو آمن ولن يلاحقوه :

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " . ‌(حم ق د هـ) عن أبي هريرة. (صحيح) صحيح الجامع.‌

إن الخوارج ما زالوا يقتلون ويعذبون ويعتقلون المجاهدين ويغلقون الإعلام الديني بالرغم من أن الملايين تجاهد ضدهم فما بالك لو ضعف الأشراف وتركوا الجهاد وتخاذلوا ؟

رجوعنا إلى البيوت يعني عودة الظلم والقتل والتعذيب والسجن والسرقة والنهب والزنا في أقسام الشرطة .

رجوعنا وتركنا للجهاد يعني الأعظم من ذلك كله , ألا وهو ضياع الدين , فإن حفظ الدين مقدم على حفظ النفس والأهل والولد والمال .

أيها الداعون للتخاذل إن تركنا للجهاد يعني غضب رب العباد :

قال تعالى : " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) " ( آل عمران )

أيها الداعون لترك الجهاد ماذا تنتظرون ممن يسب دين الله تعالى في الجيش ويسب بأقذر الألفاظ ويوالي أعداء الله تعالى ويعادي أولياءه ؟

قال تعالى : " إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " [الممتحنة : 9]

قال تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [المائدة : 51]

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " . ‌(حم ق ت ن هـ) عن ابن مسعود (هـ) عن أبي هريرة وسعد (طب) عن عبدالله بن مغفل وعمرو بن النعمان بن مقرن (الدارقطني في الأفراد) عن جابر. (صحيح) صحيح الجامع.‌

أيها الداعون لترك الجهاد ماذا تنتظرون من منافق كذاب خائن ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا عثمان ! إن الله مقمصك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني " . ‌(حم ت هـ ك) عن عائشة. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان " . ‌( ق ت ن ) عن أبى هريرة. (صحيح) صحيح الجامع .‌

أيها الداعون لترك الجهاد ماذا تنتظرون من غادر ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال : ألا هذه غدرة فلان بن فلان " . ‌(مالك ق د ت) عن ابن عمر. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة " . ‌(حم ق) عن أنس (حم م) عن ابن مسعود (م) عن ابن عمر. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء ينصب بغدرته " . ‌(خ) عن ابن عمر. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة " . ‌(م) عن أبي سعيد. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء فقيل : هذه غدرة فلان ابن فلان " . ‌(م) عن ابن عمر. (صحيح) صحيح الجامع.‌

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة " . ‌(م) عن أبي سعيد. (صحيح) صحيح الجامع.‌

أيها المتخاذلون الداعون إلى ترك الجهاد ماذا تنتظرون ممن يقتل المصلين , ويترك أعداء الدين ؟

مذا تنتظرون منهم إلا كل خراب وشر ؟

أيها الملازم لبيتك اعقل :

إن تركنا للجهاد ورجوعنا للبيوت وإقرارنا لظلم الخوارج فيه هلاكنا , فلقد بدأوا في الحرب ضد من يقول الحق منذ اللحظات الأولى للانقلاب , كما أنهم كانوا يتوعدون منذ زمن , ألا تعلم أن مجرمي الشرطة كانوا يقولون عقب ثورة 25 يناير : ( بس تستقر الأمور وهانلم اللي اشتركوا في الثورة وهانربي الشعب ده وهانعرفه الشرطة يعني إيه ؟ ) .

أيها الملازم لبيتك هل ضرر عودتك لبيتك أقل أم أكبر ؟

أنت ميت لا محالة , فمن لم يمت بالسيف مات بغيره , فاختر لنفسك ميتة كريمة .

أنت مقتول أو معذب إذا رجعت إلى بيتك , أما إذا جاهدت فإما النصر أو الشهادة , فتربح الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى .

أيها المسلم أيحارب الإسلام وأنت تدعو الناس للزوم البيوت وترك الجهاد ؟

ألم تسمعهم يقولون :

نهاية الإسلام في 30 / 6 .

ولن توجد لحية أو حجاب بعد 30 / 6 .

وسقوط مرسي هو نهاية الإسلام السياسي .

إن لم تفهم كل ذلك أقول لك :

هنيئاً بالسلاطين الفجرة بك وبأمثالك , هنيئاً لهم بوضيع حقير ديوث ذليل مهان مثلك يرضى بتعذيب نفسه وذله وقتل أهله وأخذ ماله ويقر الخبث في بيته ويقبل بالتحاكم إلى الجبت والطاغوت ولا يحرك ساكناً .

إذا ما زلت مصراً أقول لك :

قال تعالى : " وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ " [التوبة : 49]

قال تعالى : " وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ " [المائدة : 71]

أنت مفتون

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ