عرض مشاركة واحدة
  #96  
قديم 2013-08-31, 04:32 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

نكمل رشيد

تعريف النبوة والرسالة لغة وشرعًا:
أولاً: لغةً:
1- النبوة:
النبوة في اللغة: مشتقة من النبأ بمعنى الخبر.

قال الله - تعالى -: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49]، وقال - تعالى -: ﴿ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾[التحريم: 3].

وجاء في "لسان العرب":
النبأ: الخبر، والنبيء: المخبرُ عن الله - عز وجل - لأنه أنبأ عنه، وهو فعيل بمعنى فاعل.

قال ابن بري[2]: صوابه أن يقول: فعيل بمعنى مُفعِل، مثل نذير بمعنى مُنذر، وأليم بمعنى مؤلِم.

وقال الفراء[3]: النبي: هو من أنبأ عن الله، فتُرِك هَمزُه.

قال: وإن أُخذ من النبوة والنباوة، وهي الارتفاع عن الأرض - أي: إنه شُرِّفَ على سائر الخَلق - فأصله غيرُ الهمز"[4].

وعلى ذلك فالنبوة في الأصل مشتقةٌ من النبأ، وأصلها الهمزُ، لكن لَمَّا كثُر استعمالها خفِّف بإسقاط الهمز، أما اشتقاقه من النبوة والنباوة فهو ضعيف من ناحية اللغة.

قال ابن تيمية:

"وهو - أي: لفظ النبي - من النبأ، وأصله: الهمزة، وقد قُرِئ به، وهي قراءة نافع يقرأ: "النَّبِيء"، لكن لما كثر استعمالُه لُيِّنت همزتُه، كما فُعل مثلُ ذلك في الذرية، وفي البرية، وقد قيل: هو من النبوة، وهي العلو، فمعنى النبي: المُعلَى الرفيع المنزلة، والتحقيق أن هذا المعنى داخلٌ في الأول، فمَن أنبأه اللهُ وجعله منبئًا عنه، فلا يكون إلا رفيعَ القدر علِيًّا، وأما لفظ العلو والرفعة فلا يدل على خصوص النبوة؛ إذ كان هذا يوصف به مَن ليس بنبي، بل يوصف بأنه الأعلى؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ﴾ [آل عمران: 139].

وقراءة الهمزة قاطعةٌ بأنه مهموز، وأيضًا فإن تصريفه أنبأ ونبَّأ يُنْبِئ ويُنَبِّئ بالهمزة، ولم يُستعمل فيه نَبَا ينْبُو، وإنما يقال: هذا ينبو عنه، والماء ينبو عن القدم إذا كان يجفو عنها، ويقال: النَّبْوة، وفي فلان نبوةٌ عنَّا؛ أي: مجانَبة، فيجب القطعُ بأن النبيَّ مأخوذ من الإنباءِ لا من النَّبوة"[5].

ولهذا نقول: إن كلمة "نبي" جاءت في القرآن "في القراءات" على وجهين؛ يعني على قراءتين متواترتين:

الأولى: "النبيِّ" بالياء.

والثانية: "النَّبِيء"، "يا أيُّها النَّبِيءُ".

والفرق ما بين "النبي" و"النبيء": أن النبيءَ هو مِن "نُبِّئَ".

وكلا الأمرين حاصلٌ في النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي كل نبي، فهو مرتفع؛ ولأجل ذلك فهو نبي، وهو منبَّأ؛ ولأجل ذلك فهو نبِيءٌ، ولهذا نقول: إن كلمة "نبي" صارت من الرفعة؛ لأجل أنه نبيء؛ يعني أنه نبِّئ فصار في نبوةٍ وارتفاع عن غيره من الناس.

2- الرسالة:
الرسول
رد مع اقتباس