عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2013-09-08, 05:21 PM
أبو عبد الله اللداوي أبو عبد الله اللداوي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-10-02
المشاركات: 101
افتراضي شيخ الصوفية ابن عربي وكتابه الفصوص

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل : قال تعالى ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )
إن المتأمل لهذه الآية الكريمة يجد أنها تؤكد على أنه لا رسالة بعد رسالته صلى الله عليه وسلم ولا نبوة بعد نبوته وقد أكد على ذلك عليه الصلاة والسلام حينما قال في الحديث الذي رواه البخاري عن العرباض بن سارية رضي الله عنه : إني عبد الله وخاتم النبيين .
ومن ههذه الآية وهذا الحديث تبدأ جولتنا مع ابن عربي الذي يعتبره المتصوفة شيخ زمانه وعالم بلده .
ومن يتأمل إلى قول ابن عربي في كتاب الفتوحات المكية ( وختم بمحمد صلى الله عليه وسلم جميع الرسل وختم بشريعته جميع الشرائع فلا رسول بعده ولا شريعة بعد شريعته تنزل من عند الله ) ج4ص75
يظن أن ابن العربي يعتقد معتقد أهل السنة والجماعة في الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن المدقق في ذلك يجد أنه لم يقل ختم به الأنبياء فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم .
فقد استبدل كلمة الأنبياء بالرسل مع أن الأنبياء أعم وأشمل من كلمة الرسل وقد تجاهلها ابن عربي في قوله ذاك لأنه يعتقد بالنبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فهاهو يفسر في كتابه الفتوحات المكية أن هذه النبوة التي اتت نبوة التشريع لا نبوة الوحي وحينما يفكر في هذا الحديث وأن كلامه فيه غير منطقي يقولها وبكل صراحة ( إن هذا الحديث قصم ظهور الأولياء )انظر فصوص الحكم 143 فكيف يكون قصم ظهورهم ألا يرضون ما كتبه الله وقدره وألم يكفيهم تركه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتب والسنة ؟ إلا أن شيخ الصوفية ابن عربي بعدما عرف أن هذا الحديث يقصم ظهر أوليائه ويكشف أكاذيبهم أصر على أن يجد لهم مخرجا يضحكون به على عقول الناس فيبرر لهم تبريراته ويقول : ( إن الله لطف بعباده فأبقى لهم النبوة العامة التي لا تشريع فيها ) فصوص الحكم 48 , وهنا يظهر خبث ابن عربي في توضيح معتقده الأول بقول أنه لا رسول يشرع ولا شرع حيث أنه لم يلتزم بما جاء به النص القرآني بل استبدله بقول أنه خاتم الرسل والنبوة التي معها تشريع وحتى يتسنى له أن ينسب لنفسه الرسالة التي لا تشريع فيها حور وبدل وغير وأول فهاهو بعد كل ما أوله من تفسير الآية وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يصل غلى مراده بقوله ( فما ألقي إلا ما يلقى إلي ولا أنزل في هذا المسطور إلى ما أنزل به علي ) فصوص الحكم 48 .
فتأمل أقواله وتأويلاته تبيانا لكفره فأول الآية و الحديث على حسب هواه حتى يبرر لنفسه ادعاءه للنبوة وكأنه نسى حديث ذكر عن ثوبان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين, وحتى يعبدوا الأوثان, وانه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون, كلهم يزعم أنه نبي, وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي " [ رواه أبو داود والترمذي وهو حديث صحيح ].

كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ظهور سبعة وعشرين مدعياً للنبوة, منهم أربع نسوة, كلهم يدعي أنه رسول الله.

فعن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " في أمتي كذابون دجالون, سبعة وعشرون, منهم أربع نسوة, وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي " [ رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط والزار ورجال البزار رجال الصحيح ].
فمن هنا يأكد ابن عربي أن هذا الحديث هو الذي قصم ظهره وأكد على كفره.

ثم ننتقل مع ابن عربي نحو حديث آخر في وقفة أخرى يوضح بها كفره وكذبه على النبي صلى الله عليه وسلم وادعاء أن حديثه ناقص فهذا قوله عليه الصلاة والسلام ( مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ ‏ ‏لَبِنَةٍ ‏ ‏مِنْ زَاوِيَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ ‏ ‏اللَّبِنَةُ ‏ ‏قَالَ فَأَنَا ‏ ‏اللَّبِنَةُ ‏ ‏وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ ‏ ) يقول ابن عربي في الفصوص 63 ( والولي يراها موضع لبنتين لبنة فضة وهو النبي صلى الله عليه وسلم ولبنة ذهب وهو الولي ) فتأمل غلى قمة الوقاحة في قوله على الرسول صلى الله عليه وسلم وهنا كفر ابن عربي كفران كفر كذب متعمد عليه الصلاة والسلام وتبيين أنه أخطا في حديثه حاشاه عليه الصلاة والسلام - وكفر ادعاء أن أولياء ابن عربي خير من النبي صلى الله عليه وسلم والانبياء حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسد هذه اللبنة بل بقيت للأولياء ليسدوها -حاشاه عليه الصلاة والسلام - وهذان الكفران غير كفره الذي يعتقده هو وأولياؤه أن الرسل يأخذون علمهم بواسطة من الله أما هم فيأخذونه من الله مباشرة فعلم الرسل قابل للخطأ وعلمهم لا يمكن أن يخطئ تعالى الله عما يقولون قولا عظيما فإلى أي حال آلت حاله وإلى أي مآل ستؤول بهم عقولهم الخبيثة إلا غلى نار جهنم وبئس المصير والعياذ بالله .
والىن ننهي جولتنا أخي القارئ في كفر ابن عربي بقول علماء السلف فيه ومنهم العز بن عبد السلام رحمه الله الذي كذب عليه المتصوفة وقالوا أنه منهم وهو لم يكن كذلك بل فضحهم وبين أكاذيبهم فهيا لنرى قوله في ابن عربي .
يقول رحمه الله :قال العز بن عبد السلام: " هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجًا " [ سير أعلام النبلاء 23/48 ] .
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله :
وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي, فبادر بالجواب : هو كافر . اهـ . [لسان الميزان4/318].
قال الذهبي رحمه الله تعالى :
كتاب " الفصوص " فإن كان لا كفر فيه، فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو والنجاة فواغوثاه بالله ! وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات، وقد حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا أنه سمع الشيخ عز الدين ابن عبد السلام يقول عن ابن العربي: شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا . سير أعلام النبلاء
فأي سوء دعت إليه نفسه أن يقول على الله جل وعلا وأن يقول على نبيه محمد ويفتري عليه بهتانا وإثما مبينا .
فقد حدثت بالمسلمين حوادث كبار المعاصي عندها كالصغائر
حوتهن كتب حارب الله ربها وغر من غر بين الحواضر
تجاسر فيها ابن عربي وافترى على الله فيما قال كل التجاسر
فقال بأن العبد والرب واحد فربي مربوبي بغير تغاير
وأنكر تكليفا إذا العبد عنده غله وعبده فهو إنكار فاجر
فلا تخدعن المسلمين عن الهدى وما للنبي المصطفى من مآثر
دعوا كل ذي قول لقول محمد فليس كنور الصبح ظلماء الدياجر
وأما رجالات الفصوص فإنهم يعومون في بحر للكفر زاخر
إذا راح بالريح المتابع أحمدا على هديه راحوا بصفقة خاسر
تلك كلمات قالها الإمام ابن المقرئ الشافعي رحمه الله في وصف حال ابن عربي واتباعه وتضليلهم عن الهدى فهل منكم أيها الصوفية من رجل رشيد ينظر حال هذا الإمام الراحل وخروجه من دائرة الإسلام غلى دائرة الضلال والعياذ بالله , وإليكم يكمل الإمام ابن المقرئ قصيدته فيقول :
ويا أيها الصوفي خف من فصوصه خواتم سوء غيرها بالخناصر
وخذ بنهج سهل والجنيد وصالح وقوم مضوا مثل النجوم الزواهر
على الشرع كانوا ليس فيهم لوحدة ولا لحلول الحق ذكر لذاكر
رجال رأوا مالدار دار إقامة لقوم ولكن بلغة للمسافر
فأحيوا لياليهم صلاة وبيتواا بها خوف رب العرش صوم البواكر
مخافة يوم مستطير بشره عبوس المحيا قمطرير المظاهر
فقد نحلت أجسادهم واذابها قيام لياليهم وصوم الهواجر
أولائك أهل الله فالزم طريقهم وعد عن دواعي الابتداع الكوافر
( العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ج2 ص192)
إلى هنا أنهي هذه الجولة التي وضعت فيها شيئا موجزا عن كفر ابن عربي والسبب الذي جعل علماء الأمة يكفرونه
كتبه:
أبو عبد الله اللداوي
في 16-4-1432هجري
رد مع اقتباس