[أبو جهاد الأنصاري]

الأبراج هى أفلاك السماء من نجوم وكواكب ، وهى مخلوقات خلقها رب العالمين لحكم كثيرة منها ما نعلمها ومنها ما لا نعلمها. فمما نعلمه ما أخبر الله به : وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النحل:16]
وقوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [الأنعام:97]
إذن خلق هذه الأفلاك لفائدة وحكمة عظيمتين وقد أجاد علماء الفلك فى اكتشاف أسرار كثيرة من وجود هذه الأجرام السماوية وكيف أن بينها قوى جذب متبادلة لها تأثير كبير على استقرار تواجد الكون عامة والكرة الأرضية بصفة خاصة.
وهذه المخلوقات مثلها كمثل باقى المخلوقات ، لا حول لها ولا قوة ، إلا ما جبلها الله عليه ، فليس لها تصريف فى الكون إلا بإذن الله سبحانه وتعالى ، وقد احتال الشيطان على بنى آدم واجتالهم عن العقيدة الصحيحة وانحرفوا وألقى فى روع بعضهم أن لهذه الأجرام تصرفات فى الكون وأنها تفيد وتنفع ، وأنه عند تعانق نجم كذا بنجم كذا سوف يحدث للإنسان مر معين من السعادة أو الشقاء.
وتحولت هذه العقيدة الضالة المضلة إلى مهنة يمتهنها المنتفعون الذين روجوا لها بين الناس لتحقيق مكاسب مادية من العامة وبلوغ منازل رفيعة عند السلاطين. وقد ضربت أمة الإسلام بهذه البلوى. فلم تسلم منها أمة.
يتبع ...