عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2009-10-22, 08:46 PM
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 716
افتراضي

نموذج ( 6 )



مخطوط يعود للقرن الخامس الهجري تحتوي على جزء من الآية 87 من سورة مريم حتى الآية 9 من سورة طه .
والمخطوط لا يوجد فرق بينه وبين المطبوع سوى في الآية 88 :

وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا

فقد جاءت في المخطوط :

وقالوا اتخذ الرحمن عهداً ولداً

والعهد في اللغة هو الأمان ، واليمين ، والموثق ، والذمة ، والحفاظ ، والوصية .
وهو أيضاً المنزل الذي لا يزال القوم إذا انتأوا عنه رجعوا إليه .
وهو المطر الذي يكون بعد المطر . [1]

وقد أتت كلمة " عهد " ويقصد بها أكثر من معنى مثل الإمامة ، والمواثيق ، والأمر ، والحلف ، والتوحيد ، والوفاء بالأمانة . [2]

فلو افترضنا أن ما جاء في المخطوط " عهداً ولداً " صحيحاً ، فما معنى هذا الكلام في ضوء المعاني السابقة ؟
بالتأكيد لا شيء فلا معنى لـ " عهداً ولداً " كما جاء في هذا المخطوط .
والأرجح أن سبب ما جاء في هذا المخطوط هو نتيجة خطأ عند كتابتها ، نتيجة إختلاط الآيات عليه ، خصوصاً وأن نهاية الآية السابقة شبيهه ومرتبطة بتلك الآية :

لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ( 87 ) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ( 88 ) مريم

علاوة على الأهم في الموضوع ، وما يكفي لرد أي تساؤل هو أن القراءة المطبوعه التي بين أيدينا الآن متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بأسانيد متصلة ، وهذه نقطة دفاع قوية ضد مثل هذه الإدعاءات التي لا تقوم إلا على مخطوطات مثل لا نعرف سندها ولا من كتبها .

الشبهة الثانية التي أثارها المستشرقون حول هذه المخطوطة هو عدم وجود الآية 92 من سورة مريم فيها :

وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ( 92 ) مريم

وكما قلنا من قبل ما موجود في المخطوط ليس بحجة ، لأن هذه الآية تلقيناها بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كحال باقي آيات القرآن الكريم ، ومعارض المتواتر ساقط لا حجة ولا وزن له .

ولا يوجد خلاف بين ما جاء في المخطوطة وبين المطبوع اليوم ويمكن المقارنة من خلال نسخة من المطبوع حالياً





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الصحاح ج 2 ص 515 .

[2] الوجوه والنظائر ص 341 .




نموذج ( 7 )



مخطوطة تعود للقرن الثاني الهجري وتحتوي على جزء من الآية 18 من سورة المائدة حتى جزء من الآية 29 من نفس السورة .

والملاحظ حول هذه المخطوطة هي طريقة كتابة كلمة " شيء " فقد جاءت في المخطوطة على هذا الرسم " شائ " وهو مخالف للرسم العثماني التوقيفي الذي لا تجوز مخالفته أصلاً والذي أجمعت الأمة على قبوله وتلقيه وعدم جواز مخالفته كما قال الجمهور .
فلعل في هذا المثل بيان أن ما تحتويه بعض هذه المخطوطات من أخطاء شواذ مخالفة للتواتر والإجماع ، ومع ذلك يُراد بها إقامة الحجة .
فأنظر لتفاهة المشككين .

الملحوطة الثانية وهو عدم وجود نقطة تحت حرف الباء في قوله " كتب " وهذا خطأ بسيط من الناسخ لا تأثير له .

والثالثة هي عدم وجود كلمة " رب " في قوله :

لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ

وهذا بالتأكيد ناتج عن خطأ غير مقصود ، وإلا فما معنى " إني أخاف الله العالمين " ؟
علاوة على أن ما موجود بين أيدينا اليوم كما قلنا من قبل وسنقول دائماً منقول إلينا تواتراً بسندٍ متصل ، وهذا ما يميز هذه الأمة عن غيرها ، إذ جعل أناجيلها في صدورها عكس اليهود والنصارى ، ولا حاجة لنا بما جاء في هذا المخطوط أو غيره .
ولا يوجد خلاف بين باقي المخطوط وبين الطبوع سوى في بعض نقط الإعجام ولا أي تأثير لها ويمكننا المقارنة من خلال النص المطبوع يومنا هذا






نموذج ( 8 )





مخطوطة تعود للقرن الثاني أو الثالث الهجري وتحتوي على جزء من الآية 286 من سورة البقرة .
والملاحظ وجود إختلاف بين المخطوط وبين المطبوع اليوم في كلمة " مولانا " التي تظهر في المخطوط " مولينا " .
وهذا الإختلاف لا أهمية له لأن معارض للمتواتر ، وقراءة " مولانا " هي الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد قرأها هكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقد روى بن جرير بسنده للضحاك أنه قال : أتى جبريل النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، قل : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " ، فقالها ، فقال جبريل : قد فعل. وقال له جبريل : قل : " ربنا ولا تَحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا " ، فقالها ، فقال جبريل : قد فعل. فقال : قل " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " ، فقالها ، فقال جبريل صلى الله عليه وسلم : قد فعل. فقال : قل : " واعف عَنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " ، فقالها ، فقال جبريل : قد فعل .

وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل الله عز وجل : " آمن الرسول بما أنزل من ربه " إلى قوله : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " ، فقرأ : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " ، قال فقال : قد فعلت " ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا " ، فقال : قد فعلت " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقه لنا به " ، قال : قد فعلت " واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " ، قال : قد فعلت . [1]

ولا يوجد خلاف بين المخطوط وبين المطبوع سوى الإختلاف السابق الذي لا قيمة له .
للمقارنة مع النص المطبوع يومنا :






الخاتمة

هذا ؛ فما كان من توفيق فمن الله وحده ، وما كان من خطأ أو تقصير أو ذلل ، أو نسيان فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله منه براء .

حق النسخ والإقتباس متاح لكل مسلم ، ولا يهم ذكر المصر فقد أسأل من كل من قرأ وأستفاد أن يخصني وآل بيتي بدعوة صالحة تنفنا يوم المعاد .

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ( 180 ) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ( 181 ) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ( 182 ) الصافات


____________________________________
[1] جامع البيان ج 6 ص 142 .
رد مع اقتباس