عرض مشاركة واحدة
  #98  
قديم 2014-02-13, 03:21 AM
الجودي12 الجودي12 غير متواجد حالياً
عضو مطرود من المنتدى
 
تاريخ التسجيل: 2012-09-25
المكان: فلسطين - قطاع غزة
المشاركات: 368
افتراضي أفضل الصلاة والسلام على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين



حقوق أهل البيت:
هناك حقوق خاصة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا وهم علي بن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت رسول الله وابناهما الحسن والحسين والمسلمون من نسليهما وإلى قيام الساعة عليهم جميعًا الصلاة والسلام يجب أن يؤديها إليهم المسلمون، هذه الحقوق:
1-محبتهم محبة خاصة غير محبة عموم المؤمنين: يدل على ذلك قول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ "أحبوا الله لما يغدوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي"( 1)، وإنه لمن المعلوم ضرورة من دين الإسلام أن الحب ذلك العمل القلبي حبان حب قلبي حقيقي وحب لساني وهمي ادعائي، حب صادق وحب كاذب، حب إيماني وحب نفاقي، حب لا قيمة له بل هو حجة على صاحبه ويورده النار وبئس الورد المورود، وحب يعمر القلب بالإيمان وينجي صاحبه من النار، الحب الأول هو الذي صدقه العمل الصالح والاتباع وحسن الخضوع والانقياد لأمر المحبوب والحب الآخر هو الذي كذبه العمل الفاسد وعدم الطاعة و الخضوع والانقياد لأمر المحبوب بين ذلك قول الله تبارك وتعالى{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران:31]، إذًا فالذي يحب الله حبًّا إيمانيًّا صادقًا فلا بد وأن يكون مطيعًا لله طاعة خالصة متبعًا لهدي نبيه صلى الله عليه وآله وسلم غير حائد عنه، وأما المعرض عن دين الله تعالى الحائد عنه المنقاد لغير نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فهو وإن ادعى حبه وكتب دواوين شعر في حبه منافق كاذب مخادع مبغض لله أو واهم ضال، وكذلك الذي يحب آل البيت عليهم الصلاة والسلام الأطهار الأصفياء الأنقياء فلا بد وأن يستمسك بهم استمساكه بالقرآن الكريم، ولن يكون محبًّا لهم إلا حبًّا لسانيًّا نفاقيًّا بدعيًّا من لم يأخذ بهم أخذه بالقرآن الكريم، ولن يأخذ أحدٌ بالقرآن الكريم أخذًا صادقًا نافعًا إن لم يستمسك بهم الاستمساك الإيماني الصادق، عن جابر بن عبد الله قال"رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في حجة الوداع يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي"( 2)، وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما"(3 ). إذًا فحب آل البيت الحب الإيماني الصادق النافع هو الذي صدقه حسن الاتباع والانقياد لهم وأخذ الدين عنهم، وأما الحائدون عنهم الرافضون للسنة المروية من طريقهم ولعلمهم بكتاب الله وفقههم، المختارون غيرهم، المتبعون لأعدائهم، المستمسكون بقتلتهم، العاملون بدين يخالف دينهم، وإن ادعوا حبهم فهم كاذبون مخادعون لا محالة.
2- الاهتمام بهم وإعطاؤهم حقوقهم كاملة ومنها الحق المالي من الخمس في الغنائم والفيء لبني هاشم وبني المطلب فقط سواء كانوا أغنياء أو فقراء. والصلاة عليهم والدعاء لهم وإنزالهم منازلهم: يدل على ذلك قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالى{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأنفال:41]، وقوله{وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[الحشر:6-7]، وما روي عن جبير بن مطعم قال"مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فقلنا: يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا، ونحن وهم منك بمنزلة واحدة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: إنما بنو المطلب، وبنو هاشم شيء واحد"( 4)، وما روي عن أبي مسعود الأنصاري قال"أتانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: قولوا: اللَّهُمَّ صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم"( 5).
3-موالاة من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا وهم علي والحسن والحسين وأمهما فاطمة موالاة خاصة غير موالاة المؤمنين العامة وذلك بمبايعتهم - عدا فاطمة- ومن نصوا على إمامته من عقبهم وبالسمع والطاعة لهم وتقديمهم على غيرهم ومعاداة من يعاديهم، يدل على ذلك ما روي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال "لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من حجة الوداع و نزل غدير خم أمر بدوحات فقمن فقال : كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى و عترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ثم قال : إن الله عز و جل مولاي و أنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و ذكر الحديث بطوله"( 6).
وما روي عن بريدة الأسلمي قال "غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة فقدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فذكرت عليًّا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فيتغير فقال: يا بريدة ألست بأولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يارسول الله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه"( 7)، وما روي عن مصعب بن سعد، عن أبيه " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى تبوك، واستخلف عليًّا، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه ليس نبي بعدي"( 8).
4- التمسك والأخذ بهم مرجعية دينية تعرف بهم ومنهم السنة النبوية حتى وإن اغتصب منهم الحكم، يدل على ذلك ما روي عن جابر بن عبد الله رَضِيَ اَللهُ عَنْهُما قال"رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في حجة الوداع يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي"( 9). والأخذ في الحديث هو التمسك بكتاب الله أي الإيمان به والعمل بما أمرنا الله فيه واجتناب ما نهانا الله عنه فيه، وكذلك التمسك بعترة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يدل على ذلك ما روي عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما"( 10).
أي التمسك بهم وتلقي السنة والحكمة منهم إضافة إلى موالاتهم ومبايعتهم خلفاء ما أمكن ذلك، وما أمرنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بهم إلا لأن الله عصمهم وجعلهم حفظة الدين قرآنًا وسنة كما تبين لنا ذلك، والله تعالى أعلم وأحكم.
------------
( 1) رواه الترمذي ج5 ص664 رقم3789وقال: حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه.
(2 )رواه الترمذي وقال:هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ج5 ص662-663،وأحمد ج3 ص14،والدارمي ج2 ص524،وابن خزيمة ج4ص63 رقم 2307.
(3 ) رواه الترمذي ج5ص663 رقم3788وقال هذا حديث حسن غريب.
( 4) رواه البخاري(فتح) ج6ص244والبغوي في شرح السنة ج11ص126 و ابن ماجة ج2ص961.
( 5) رواه مسلم(شرح النووي) ج4ص124-125 والترمذي ج5ص359 رقم3220 وأبوداود(عون) ج3 ص270-271 والنسائي ج3ص45، 46 وأحمد ج5ص274 والبيهقي في السنن الكبرى ج2ص146، 147، والطبراني في الكبير ج19ص124، 127، 130 ومالك ج1ص165-166 والبغوي في شرح السنة ج3ص192 وابن أبي شيبة ج2ص507 وصحح الرواية الثانية الحاكم وحسنها الدارقطني وكذلك حسنه الحافظ ابن حجركما جاء في فتح الباري ج11ص163 والسنن الكبرى للبيهقي ج2ص146.
( 6) رواه الحاكم ج3ص118رقم4576 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه بطوله وشاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضا صحيح على شرطهما وسكت عنه الذهبي في التلخيص.
(7 ) رواه الحاكم ج3ص110 وقال: وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
( 8)رواه البخاري (فتح) ج8ص86 في المغازي باب غزوة تبوك وفي باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب مناقب علي بن أبي طالب، ومسلم رقم2404، والبغوي في شرح السنة ج14ص113،114.
(9 ) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. ج5 ص662-663، وأحمد ج3 ص14، والدارمي ج2 ص524، وابن خزيمة ج4 ص63 رقم2307.
( 10) رواه الترمذي ج5ص663 رقم3788وقال هذا حديث حسن غريب.