عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2014-02-17, 08:01 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

و من حكمة سيدنا عمرو بهذه الغزوة ما ذكره ابن عساكر"13 / 254 / ب" و الذهبي من رواية إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ، قال : انه لما كان عمرو بغزوة ذات السلاسل، و أصابهم برد، قال عمرو لأصحابه و الجنود : لا يوقدن أحداً منكم نارا ، فلما رجعوا إلى النبي صل الله عليه و سلم شكوه ، فقال عمرو مبرراً فعله : يا نبي الله ! كان فيهم قلة، فخشيت أن يرى العدو قلتهم، ونهيتهم أن يتبعوا العدو مخافة أن يكون لهم كمين ، فأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الذهبي : ((روى وكيع عن منذر بن ثعلبة، عن ابن بريدة : قال عمر لابي بكر: لم يدع عمرو بن العاص (الناس) أن يوقدوا نارا، ألا ترى إلى ما صنع بالناس، يمنعهم منافعهم ؟ فقال أبو بكر: دعه، فإنما ولاه رسول الله علينا لعلمه بالحرب . وكذا رواه يونس بن بكير عن منذر))

ولايته على عُمان في عهد النبي صل الله عليه و سلم ، إلى سنة11هـ :

قال ابن عبد البر : ((وولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على عمان فلم يزل عليها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم)) أي إلى سنة11هـ . و قال الذهبي : ((أتاه كتاب أبي بكر بوفاة رسول الله))

و قال الذهبي خبرا حصل لعمرو في خلال ذلك : ((روى الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن نشيط : أن قرة بن هبيرة قدم على رسول الله صلى الله عيله وسلم، فأسلم...الحديث ، وفيه: فبعث عمرا على البحرين، فتوفي وهو ، ثم قال عمرو: فأقبلت حتى مررت على مسيلمة، فأعطاني الامان، ثم قال: إن محمدا أرسل في جسيم الامور، وأرسلت في المحقرات قلت : اعرض علي ما تقول فقال: يا ضفدع نقي فإنك نعم ما تنقين، لا زادا تنقرين، ولا ماء تكدرين، ثم قال: يا وبر يا وبر، ويدان وصدر، وبيان خلقه حفر ثم أتي بأناس يختصمون في نخلات قطعها بعضهم لبعض فتسجى قطيفة، ثم كشف رأسه، ثم قال: والليل الادهم، والذئب الاسحم، ما جاء ابن أبي مسلم من مجرم ثم تسجى الثانية، فقال: والليل الدامس، والذئب الهامس، ما حرمته رطبا إلا كحرمته يابس، قوموا فلا أرى عليكم فيما صنعتم بأسا (2) قال عمرو: أما والله إنك كاذب، وإنك لتعلم إنك لمن الكاذبين، فتوعدني)) . هو على إرساله فيه سعيد بن أبي هلال، حكي عن أحمد أنه اختلط، وشيخه سعيد بن نشيط مجهول كما في " الجرح والتعديل " 4 / 69 والخبر في " أسد الغابة " 4 / 402، و " تاريخ ابن عساكر " 13 / 257 / آ، وأورده ابن حجر في " الاصابة " في ترجمة قرة بن هبيرة، ونسبه إلى ابن أبي داود والبغوي وابن شاهين . ورواه من طريق آخر، وفيه من لم يسم . و اما ما قاله مسيلمة الكذاب ، فهو كما يقول الامام الباقلاني في " التمهيد ": 182 - دال على جهل مورده، وضعف عقله ورأيه، وما يوجب السخرية منه، والهزء به، وليس هو مع ذلك خارجا عن وزن ركيك السجع وسخيفه

مشاركته بفتوح الشام و تأميره عليها :

ثم كان من أمراء الأجناد و الجيوش في الجهاد بالشام في أواخر خلافة أبي بكر و ايضاً في خلافة عمر ، و منها اليرموك ، فإن بين سنة13هـ - 15هـ كانت معركة اليرموك التي دارت بين المسلمين و الروم ، فكان عمرو من المشاركين بها و كان أحد الامراء الأربعة على الجيش . قال الذهبي : ((وشهد عمرو يوم اليرموك، وأبلى يومئذ بلاء حسنا)) . و كان النصر و الفتح بهذه المعركة على يد خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه . قال ياقوت الحموي بالمعجم ص1840 : ((وكانت من أعظم فتوح المسلمين وباب ما جاء بعدها من الفتوح لأن الروم كانوا قد بالغوا في الاحتشاد فلما كسروا ضعفوا ودخلتهم هيبة))

وقال : ((قال القعقاع بن عمرو يذكر مسيرة خالد من العراق إلى الشام بعد أبيات :

بدأنا بجمع الصفرين فلم ندع***لغسان أنفأ فوق تلك المناخر

صبيحة صاح الحارثان ومـن بـه***سوى نفر نجتذهم بالبواتر

وجئنا إلى بصرى وبصرى مقيمة***فألقت إلينا بالحشـا والمعاذر

فضضنا بها أبوابها ثم قابلت***بنا العيس في اليرموك جمع العشائر))

و قال : ((و اليرموك واد بناحية الشام في طرف الغور يصب في نهر الأردن ثم يمضي إلى البحيرة المنتنة))

و عمرو بن العاص هو الذي افتتح سائر قنسرين عنوة ، و بعثه ابو عبيدة فصالح أهل حلب و منبج و أنطاكية

وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه قد ولاه بعد موت يزيد بن أبى سفيان فلسطين والأردن ، وولى معاوية دمشق وبعلبك والبلقاء ، وولى سعيد بن عامر بن خذيم حمص ، ثم جمع الشام كلها لمعاوية

من سنة20هـ إلى 25هـ : و فيها كان القائد في فتح مصر و ولايته عليها و الأحداث التي جرت بها بتلك السنين :

ثم بعد فتح الشام و تولية عمرو عليها ، كتب عُمَر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص فسار إلى مصر فاقتحم حصنها "بابليون" فأفتتحها سنة20هـ فكان أول امير على مصر في الإسلام ، و سكن بالفسطاط حيث قصر إمارته ، و صار يُرسِل و يقود السرايا و الجيوش لفتح باقي اقطار مصر و ليبيا ، ففتح الإسكندرية سنة21هـ ثم انتقضوا في سنة25هـ فحاربهم و هزمهم و فتح الاسكندرية مرة اخرى ، و فتح طرابلس سنة23هـ و قيل24هـ ، و لم يزل على مصر واليا بداية من سنة20هـ حتى مات عُمَر بن الخطّاب سنة23هـ ، فكانت ولاية عمرو على مصر في خلافة عمر 3سنين . و اما في خلافة عثمان أقرّه عليها قليلا قُرابة الـ4سنين و عزله عنها سنة27هـ "أي انه ولى إمرة مصر7سنين منذ فتحها إلى عزله" ثم لم يزل عمرو بغير إمرة 11سنة إلى أن قُتِل عثمان سنة35هـ و دخل عهد معاوية ، فبعدها بثلاث سنين "في سنة38هـ" سار عمرو في جيش جهزه معاوية إلى مصر فوليها لمعاويةفظل واليا عليها إلى ان مات سنة43هـ على الأرجح ، فكانت ولاية عمرو على مصر في خلافة معاوية5سنين . فيكون بذلك قد ولي مصر مرتين ، مرة في عهد عمر و عثمان7سنين و مرة بعهد معاوية5سنين و يكون مجموع سنين إمرته على مصر قبل عزله و بعد رجوعه12سنة . و سيأتي كل ذلك بالتفصيل بمكانه بإذن الله

احد اخباره بفتح الاسكندرية :

قال الذهبي : ((روى خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو، عن أبيه عن جده ، قال : قال عمرو بن العاص : خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى نزلنا الاسكندرية، فقال عظيم منهم: أخرجوا إلي رجلا أكلمه ويكلمني فقلت: لا يخرج إليه غيري، فخرجت معي ترجماني، ومعه ترجمان، حتى وضع لنا منبران فقال: ما أنتم ؟ قلت: نحن العرب، ومن أهل الشوك والقرظ، ونحن أهل بيت الله، كنا أضيق الناس أرضا وشره عيشا، نأكل الميتة والدم، ويغير بعضنا على بعض، كنا بشر عيش عاش به الناس، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ولا أكثرنا مالا، قال: أنا رسول الله إليكم، يأمرنا بما لا تعرف، وينهانا عما كنا عليه، فشنفناله، وكذبناه، ورددنا عليه، حتى خرج إليه قوم من غيرنا، فقالوا: نحن نصدقك، ونقاتل من قاتلك، فخرج إليهم، وخرجنا إليه، وقاتلناه، فظهر علينا، وقاتل من يليه من العرب، فظهر عليهم، فلو تعلم ما ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم، فضحك، ثم قال: إن رسولكم قد صدق وقد جاءتنا رسل بمثل ذلك، وكنا عليه حتى ظهرت فينا ملوك، فعملوا فينا بأهوائهم، وتركوا أمر الانبياء، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم، لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه، وإذا فعلتم مثل الذي فعلنا، فتركتم أمر نبيكم، لم تكونوا أكثر عددا منا ولا أشد منا قوة)) . ابن عساكر ": 3 / 258 / ب، 259 / آ

خطته :

قال ابن عبد الحكم : ((اختط عمرو بن العاص داره التي هي له اليوم عند باب المسجد بينهما الطريق وداره الأخرى اللاصقة إلى جنبها)) و هذا المسجد هو نفسه جامع عمرو بن العاص حاليا بالفسطاط بمصر القديمة بالقاهرة ، و بنفس الجامع ضريح يُزار يعتقد العامة انه قبر لعمرو بن العاص رضي الله عنه ، و هذا خطأ في شدة الجهل ، لأن هذا الضريح قيل انه يرجع الى ابنه عبد الله و ليس ابيه عمرو ، و هذا ايضاً لا يصح ، لأن موقع او مكان هذا الضريح أصلا على الصحيح كان موضع بيت عمرو بن العاص رضي الله عنه أو خطته التي ذكرها ابن عبد الحكم . و قد كان في السابق ايام عمرو بن العاص الجامع بحجم صغير فكان البيت الى جانبه في الخارج ، لكن مع تقدم الزمن اتسعت بقعة الجامع و تطورت فدخل في حوزته او من ضمنه موضع بيت عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي شاع بالخطأ انه مكان قبر ابنه عبد الله

سنة27هــ : عزله عن إمرة مصر :

ثم عزل عثمان عمرو عن مصر بهذه السنة واستعمل بداله عبد الله بن أبي سرح "وكان أخا عثمان من الرضاعة"

و سبب ذلك ما ذكره ابن عبد البر : ((حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابى حدثنا أبو بكر الوجيهى عن أبيه عن صالح بن الوجيه قال وفى سنة خمس وعشرين انتقضت الإسكندرية فافتتحها عمرو بن العاص فقتل المقاتلة وسبى الذرية فأمر عثمان برد السبى الذين سبوا من القرى إلى مواضعهم للعهد الذى كان لهم ولم يصح عنده نقضهم ، وعزل عمرو بن العاص وولى عبد الله بن سعد بن أبى سرح العامرى وكان ذلك بدء الشر بين عمرو وعثمان))

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس