عرض مشاركة واحدة
  #94  
قديم 2014-02-28, 01:04 PM
عبدالله العربي عبدالله العربي غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-02-01
المشاركات: 213
افتراضي

أخي أبوعبيدة..

اسمحلي بالإسهاب فأنت تفتح ملفات شائكة
وتدعوني للتوضيح..

حتى لو تقبلنا كون تلك الأمور من (الصفات) من جانب لغوي ما..
وحتى لو نزعنا عنها (العضوية) من جانب فلسفي ما..
إﻻ أننا سنحبط.. لأن أهل (السلف) لم يكتفوا بهذا
في الحاﻻت القرآنية المذكورة بحسب..
فذلك قد يكون مقبوﻻ" من باب الإجتهاد..
ولكنهم يأبون إﻻ إدانة أنفسهم بسبب تمسكهم بروايات
التجسيم الصريح..!!..

أما الفرق بين المجاز والتشبيه..
فالتشبيه هو كمثالك ﻷنك اضطررت ﻹضافة (كاف)
فهذا تشبيه..
أما المجاز فهو ببساطة شديدة..
استخدام المحسوس أو المادي استخداما" معنويا"..
أي كقولك..
أشكر لك (وقفتك) معي..
فالوقوف هو حالة مادية في الأصل ولكنها تستخدم
كثيرا" للحاﻻت المعنوية..وهذا هو المجاز..
وكقول أحدهم..
اعتبرني (يمينك) من هذا اليوم..
أي اعتمد علي في كل أمورك المفيدة..
ﻻحظ.. لم يقل اعتبرني كيمينك.. هنا التشبيه..!

أما عن (حرمة) إطﻻق المجاز على ما يشبه الأعضاء..
فهو قول غير منطقي.. ﻷن التبرير بأنه (غيب) يدعونا في الأصل ﻻعتباره مجاز..
فضﻻ" عن أن لله حكمته..
فهو كما أنه يجعل القرآن هداية..
فإنه أيضا" يضل به كثيرا..
وهذا ليس ظلم..بل عقوبة للمستهترين بالقرآن..
وذلك لأنهم يجتزؤون اﻵيات من سياقها ويفسرونها
تفسيرا" يناسب أهواءهم..
وانظر للتفاسير ستجدها مليئة بهذا الأسلوب البشع
الذي يهمل سياق الآية تماما"..!!!
ولذلك فمن الواضح أن الله قد جعل هذه (المتشابهات)
لتضليل أولئك المستهترين..
وإﻻ فالغريب كما قلت أن جميعها قابلة للمجاز..
بعكس الروايات التي تصف وصفا" دقيقا" للحالة
مما يستحيل عندها اعتبار الأمر إﻻ تجسيما" صريحا..
بغض النظر عن أي تبرير يساق من (زخرف القول)!!..
وهذا هو الفرق بين القرآن والروايات وهو من
الإثباتات على كون الروايات بشرية المصدر ﻻمحالة..
فضﻻ" عن كونها تنطوي على خبث في مضامينها..
فانظر إلى رواية (الأصابع) التي ضحك منها النبي..!!
وانظر إلى رواية (الساق) التي ﻻتقبل التأويل..!!
وانظر إلى الخبث والبشاعة في (الشاب الأمرد)..!!!
هذا تجسيم واضح يا أخي..
إلم يكن هذا تجسيم فماهو التجسيم بالله عليك..؟!!
لم يتبق سوى القول أن لله -تعالى- جسم بﻻ تشبيه وﻻتعطيل..!!!

الله سبحانه يا أخي ﻻيمكن تصوره على الإطﻻق..
لماذا..؟!
ﻷنه ببساطة ليس كمثله شيء..
وهذا ليس كﻻم بشر (تقريبي)..!
بل كﻻم إلهي محكم (قاطع)..!
وهنا النفي كما قلت لك للتشبيه والتصور..
ولكن هناك صفات كالسمع والبصر أثبتها الله
لنفسه لأنها صفات كمال وقوة..
فالإله بلغ سمعه وبصره كل شيء على الإطﻻق..
ولكن السمع والبصر لا تدعوان للتصور على الإطﻻق..
إﻻ التصور المعنوي وهو كون الله يسمعنا ويرانا..
هل فهمت القصد الآن..؟!
وعليك مﻻحظة أن أي ادعاء لعضو حقيقي لذات
الله -تعالى عما يصفون- هو تجسيم..
وأي تجسيم هو تحجيم وحصر..
فالله أكبر من كل شيء والإيمان بغير ذلك ولو ضمنا"
هو كفر..!!

أعتذر أخيرا" عن الإسهاب..
ولكن هذه الأمور ﻻبد من تفصيلها..