لا يا أخي الحديث هو مربط الفرس فأنت عندما تحاول إثبات وجود أمر بتشريع الصلاة في الحديث و تعطي أياتين على ذلك فمن الطبيعي على كل باحث عن الحق و الحجة أن يتحقق من صحة الحديث ليوافقك الرأي و لكن عندما نصدم بأن عمر بن الخطاب هو من إقترح الاذان و ليس بوحي إلاهي فهنا يبقى إحتمالان فقط إما أن يكون الأذان إجتهاد بشري فقط لتسهيل المأمورية لمسلمين و هو بالمناسبة إقتراح جيد لكن لا يدخل في الشرع و إما أن يكون الحديث خطأ و بالتالي فإن الحديث بنفسه لم يثبت وجود تشريع للأذان.
و بعد تمعن في سورة الجمعة إنتبهت لشيء مهم وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا
انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا فمن أجل هذه العبارة نزلت هذه الأيات و لاحظ جيدا أنهم حينما رأوا التجارة كانوا خلف الرسول و هو قائم و بما أن الأية هنا لا تشير إلا قطع و ترك الصلاة فنستنتج أن المعني بالأمر هو أناس كانوا ينفضون من حول الرسول و هو قائم يقيم لهم الصلاة بالمفهوم الٌاقامة الحالي و النداء هو الإقامة بمفهومها الحالي و ليس الأذان