عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 2014-04-25, 12:07 PM
أبو بلال المصرى أبو بلال المصرى غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-11-08
المشاركات: 1,528
افتراضي

[align=center][/align]من مسلسل غدر أهل الكوفة بأهل البيت :- محنة زيد بن علي السجاد .. وأهل الكوفة

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عن/ تاريخ الطبري - الطبري - ج 5 - ص 488 - 491

وقد بايعه جماعة منهم سلمة بن كهيل ونصر بن خزيمة العبسي ومعاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري وحجية ابن الاخلج الكندي وناس من وجوه أهل الكوفة .

فلما رأى ذلك داود بن علي (إبن عبد الله بن عباس) قال له :- يا ابن عم ، لا يغرنك هؤلاء من نفسك ، ففي أهل بيتك لك عبرة ، وفى خذلان هؤلاء إياهم .

فقال :- يا داود ، ان بنى أمية قد عتوا وقست قلوبهم .

فلم يزل به داود حتى عزم على الشخوص ، فشخصا ، حتى بلغا القادسية .

وذكر عن أبي عبيدة أنه قال : اتبعوه (أهل الكوفة) إلى الثعلبية .

وقالوا له :- نحن أربعون ألفا ، إن رجعت إلى الكوفة لم يتخلف عنك أحد . وأعطوه المواثيق والايمان المغلظة .

فجعل يقول :- إني أخاف أن تخذلوني وتسلموني كفعلكم بأبي وجدى .. فيحلفون له .

فيقول داود بن علي :- يا ابن عم ، إن هؤلاء يغرونك من نفسك . أليس قد خذلوا من كان أعز عليهم منك ، جدك علي بن أبي طالب حتى قتل ، والحسن من بعده بايعوه ثم وثبوا عليه فانتزعوا رداءه من عنقه وانتهبوا فسطاطه وجرحوه ، أوليس قد أخرجوا جدك الحسين وحلفوا له بأوكد الايمان ثم خذلوه وأسلموه ثم لم يرضوا بذلك حتى قتلوه ، فلا تفعل ولا ترجع معهم .

فقالوا :- ان هذا (داود) لا يريد أن تظهر أنت ، ويزعم أنه وأهل بيته أحق بهذا الامر منكم .

فقال زيد لداود :- إن علياً كان يقاتله معاوية بدهائه ونكرائه بأهل الشأم ، وإن الحسين قاتله يزيد بن معاوية والأمر عليهم مقبل .

فقال له داود :- إني لخائف إن رجعتَ معهم أن لا يكون أحد أشد عليك منهم ، وأنت أعلم . ومضى داود إلى المدينة ورجع زيد إلى الكوفة .

وقال عبيد بن جناد عن عطاء بن مسلم الخفاف قال : كتب (الخليفة) هشام إلى (الوالي) يوسف :- أن أشخص زيداً إلى بلده ، فإنه لا يقيم ببلد غيره فيدعو أهله إلا أجابوه .

فأشخصه . فلما كان بالثعلبية أو القادسية لحقه المشائيم يعنى أهل الكوفة ، فردوه وبايعوه .

فأتاه سلمة بن كهيل ، فاستأذن عليه ، فأذن له ، فذكر قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقه ‹ صفحة 489 › فأحسن . ثم تكلم زيد فأحسن .

فقال له سلمة :- اجعل لي الأمان . فقال :- سبحان الله مثلك يسأل مثلي الأمان . وإنما أراد سلمة أن يسمع ذلك أصحابه . ثم قال لك الأمان .

فقال (سلمة) :- نشدتك بالله ، كم بايعك ؟

قال :- أربعون ألفا .

قال :- فكم بايع جدك ؟

قال :- ثمانون ألفا .

قال :- فكم حصل (بقي) معه ؟

قال :- ثلثمائة .

قال :- نشدتك الله ، أنت خير أم جدك ؟

قال :- بل جدي .

قال :- أفقرنك الذي خرجت فيهم خير أم القرن الذي خرج فيهم جدك ؟

قال :- بل القرن الذي خرج فيهم جدي .

قال :- أفتطمع أن يفي لك هؤلاء ، وقد غدر أولئك بجدك ؟

قال :- قد بايعوني ، ووجبت البيعة في عنقي وأعناقهم .

قال :- أفتأذن لي ان أخرج من البلد ؟

قال :- لم ؟

قال :- لا آمن أن يحدث في أمرك حدث فلا أملك نفسي .

قال :- قد أذنت لك . فخرج إلى اليمامة .

وخرج زيد ، فقتل وصلب . فكتب هشام إلى يوسف يلومه على تركه سلمة بن كهيل يخرج من الكوفة ، ويقول :- مقامه كان خيرا لك من كذا وكذا من الخيل تكون معك .

وذكر عمر عن أبي إسحاق شيخ من أهل أصبهان حدثه أن عبد الله بن حسن كتب إلى زيد بن علي :-

يا ابن عم إن أهل الكوفة نفخ العلانية خور السريرة هرج في الرخاء جزع في اللقاء تقدمهم ألسنتهم ولا تشايعهم قلوبهم لا يبيتون بعد في الاحداث ولا ينوؤون بدولة مرجوة ، ولقد تواترت إلي كتبهم بدعوتهم ، فصممتُ عن ندائهم وألبستُ قلبي غشاء عن ذكرهم يأسا منهم واطراحا لهم ، ومالهم مثل إلا ما قال علي بن أبي طالب أن أهملتم خضتم وإن حوربتم خرتم وإن اجتمع الناس على إمام طعنتم وإن أجبتم إلى مشاقة نكصتم .

وذكر عن هشام ابن عبد الملك أنه كتب إلى يوسف بن عمر في أمر زيد بن علي :-

أما بعد ، فقد علمت بحال أهل الكوفة في حبهم أهل هذا البيت ووضعهم إياهم في غير مواضعهم ، لأنهم افترضوا على أنفسهم طاعتهم ووظفوا عليهم شرائع دينهم ، ونحلوهم علم ما هو كائن ، حتى حملوهم من تفريق الجماعة على حال استخفوهم فيها إلى الخروج ،

وقد قدم زيد بن علي على أمير المؤمنين في خصومة عمر بن الوليد ففصل أمير المؤمنين بينهما ، ورأى رجلا جدلا لسِنا ، خليقا لتمويه الكلام وصوغه واجترار الرجال بحلاوة لسانه وبكثرة مخارجه في حججه وما يدلى به عند لدد الخصام من السطوة ‹ صفحة 490 › على الخصم بالقوة الحادة لنيل الفلج ،

فعجلْ إشخاصه إلى الحجاز ولا تخله والمقام قبلك ، فإنه إن أعاره القوم اسماعهم ، فحشاها من لين لفظه وحلاوة منطقه مع ما يدلى به من القرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وجدهم ميلا إليه غير متئدة قلوبهم ولا ساكنة أحلامهم ولا مصونة عندهم أديانهم ،

وبعض التحامل عليه فيه أذى له وإخراجه وتركه مع السلامة للجميع والحقن للدماء والأمن للفرقة أحب إلي من أمر فيه سفك دمائهم وانتشار كلمتهم وقطع نسلهم ،

والجماعة حبل الله المتين ودين الله القويم وعروته الوثقى فادع إليك أشراف أهل المصر وأوعدهم العقوبة في الابشار واستصفاء الأموال ، فان من له عقد أو عهد منهم سيبطئ عنه ،

ولا يخف معه إلا الرعاع وأهل السواد ومن تنهضه الحاجة استلذاذا للفتنة ، وأولئك ممن يستعبد إبليس وهو يستعبدهم فبادهم بالوعيد وا عضضهم بسوطك وجرد فيهم سيفك وأخف الاشراف قبل الأوساط والأوساط قبل السفلة ،

واعلم أنك قائم على باب ألفة وداع إلى طاعة وحاض على جماعة ومشمر لدين الله ، فلا تستوحش لكثرتهم واجعل معقلك الذي تأوى إليه وصغوك الذي تخرج منه الثقة بربك والغضب لدينك والمحاماة عن الجماعة ومناصبة من أراد كسر هذا الباب الذي أمرهم الله بالدخول فيه والتشاح عليه ،

فان أمير المؤمنين قد أعذر إليه وقضى من ذمامه ، فليس له منزى إلى ادعاء حق هو له ظلمة من نصيبه نفسه أو فئ أو صلة لذي قربى إلا الذي خاف أمير المؤمنين من حمل بادرة السفلة على الذي عسى أن يكونوا به أشقى وأضل ولهم أمر ،

ولأمير المؤمنين أعز وأسهل إلى حياطة الدين والذب عنه فإنه لا يحب أن يرى في أمته حالا متفاوتا نكالا لهم مفنيا ، فهو يستديم النظرة ويتأتى للرشاد ويجتنبهم على المخاوف ويستجرهم إلى المراشد ويعدل بهم عن المهالك فعل الوالد الشفيق على ولده والراعي الحدب على رعيته ،

واعلم أن من حجتك عليهم في استحقاق نصر الله لك عند معاندتهم توفيتك أطماعهم وأعطية ذريتهم ونهيك جندك أن ينزلوا حريمهم ودورهم ،

فانتهز رضا الله فيما أنت سبيله فإنه ليس ذنب أسرع تعجيل عقوبة من بغى وقد أوقعهم الشيطان ودلاهم فيه ودلهم عليه والعصمة ‹ صفحة 491 › بتارك البغى أولى فأمير المؤمنين يستعين الله عليهم وعلى غيرهم من رعيته ويسأل إلهه ومولاه ووليه أن يصلح منهم ما كان فاسدا وأن يسرع بهم إلى النجاة والفوز إنه سميع قريب

( رجع الحديث إلى حديث هشام )

قال فرجع زيد إلى الكوفة فاستخفى قال فقال له محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حيث أراد الرجوع إلى الكوفة :-

أذكرك الله يا زيد لما لحقت بأهلك ولم تقبل قول أحد من هؤلاء الذين يدعونك إلى ما يدعونك إليه ، فإنهم لا يفون لك فلم يقبل منه ذلك ورجع .

قال هشام قال أبو مخنف :- فأقبلت الشيعة لما رجع إلى الكوفة يختلفون إليه ويبايعون له حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل ..
رد مع اقتباس