[أبو جهاد الأنصاري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس عندنا لكل جواب سؤال. ولكن عندنا لكل سؤال صحيح جواب. وجوابك يتناقض مع نفسه. فعندما تقول : من خالق الله؟ فإنك تفتح المجال لسؤال آخر ألا وهو : من خالق ، خالق الله؟ ثم هذا بدوره يفتح المجال لسؤال تالى : من خلق ، خالق خالق الله؟ وهكذا .... إلى ما لا نهاية.
وهذا يسمى فى المنطق نظرية الدور أو السلسلة السرمدية اللانهائية والاستدلال بها ساقط.
وعندما نعلم الأطفال مبادئ الرياضيات فنقول له أن الواحد هو أول الأرقام الصحيحة ثم نعد بعده تصاعديا ونقول له أن عدد الأعداد لا نهائى فهذا أمر هو يستوعبه ولا ينكره ، ولكن أبداً لم نجد طفلاً يسأل : ما هو الرقم السابق على رقم واحد؟! ولله المثل الأعلى. فهو عندما ينظر إلى إصبع يده وهو يرفع وينطق رقم واحد ، يدرك بفطرته أنه لا شئ يسبق الواحد كما يدرك أنه لا يتجزأ.
والأسهل والأحكم والأعقل أن ندرك حقيقة رائعة مفادها : أن كل ما عدا الله مخلوق. وأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو ليس كمخلوقاته ، فلا يجوز أن نقول ما المادة التى خلق منها ، فهذ الكلام يقال على الملخوق ، ولله المثل الأعلى ، الإنسان ، النجار يصنع الكرسى من مادة الخشب فهل نتوقع أن يقول الكرسى أن الإنسان يجب أن يكون مصنوعاً من الخشب؟؟