عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 2014-05-10, 12:37 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

حياكم الله

اقتباس:
الشبهة هي في نسخ القران بالقران ..
هذا ظاهر الشبهة أخي الحبيب، لكن الشبهة أعمق من ذلك، وفي بقية مشاركتي بيان ذلك.

اقتباس:
اقوى الأدلة التي ارد بها على منكري النسخ عندما تكون من القران ذاته..
هنا لدي وقفات.
أولاً الرد عن منكري النسخ أو غيرهم ممن يريد تبديل الدين هو من أعظم الجهاد، بل هو جهاد الأنبياء وصفوة الخلق، وهذا ولا شك فيه أجر كبير، لكنه ليس مطلوباً من كل المسلمين، هو مطلوب ممن امتلك العدة والعتاد لذلك، ألم يقل المولى عز وجل وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ؟ فإن لم تكن عندنا تلك القوة كنا كمن ألقى نفسه في التهلكة، والشبه خطافة فعلينا الحذر.
ثانياً القرآن والسنة عندي متماثلين من حيث قوة الحجة، لكن القرآن أسهل في إقامة الحجة من السنة، فإن قلت لمحاورك آية لن يجرؤ على الذهاب إلى الصحة والضعف لجهله بهذا الأمر (انظر رابعاً)، أما الحديث (وكون معظم المبدلين لمعاني القرآن الكريم هم من منكري السنة أو السائرين على ركب منكري السنة) فسيضعفون الأحاديث بهواهم، فليتهم ضعفوها بقواعد أهل الحديث، لكنهم يضعفونها بقواعد اخترعوها هم ما أنزل الله بها من سلطان.
ثالثاً المبدلون لمعاني القرآن الكريم لا يعرفون شيئاً عن قراءات القرآن، وقراءات القرآن الكريم بحر واسع، فقد تبين القراءة ما خفي من معنى، فمثلاً في الآية التي استشهدت بها سابقاً في قوله تعالى أو ننسها هنالك قراءة أو تنسها ، فالقراءة الثانية مع قول المولى عز وجل لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ تعطي معنى في إثبات نسخ آيات من القرآن لآيات أخر من القرآن، لكن المبدلين لمعاني القرآن لا يعرفون هذا، هم يعرفون القراءة الأشهر قراءة حفص ويريدون الحوار فيها، وكأن القرآن نزل على النبي مكتوباً منقوطاً مشكولاً ولم ينزل بقراءات.
رابعاً جهلهم بالقراءات جعلهم في موضع تخبط هم أنفسهم يجهلونه، فمثلاً هنالك قراءات شاذة، والقراءات الشاذة ينظر في سندها هل هو صحيح أم لا ليعلم أيعمل به أم لا، فالقرآن تماماً مثل السنة، والفرق الوحيد بينهما أن كل القرآن مجموع في كتاب واحد، لكن ليست كل السنة مجموعة في كتاب واحد، أما التقسيمات من حيث الصحة فموجودة في القرآن والسنة، وإن أردت مزيد تفصيل في هذه فأنا جاهز.
خامساً المبدلون لمعاني القرآن الكريم يطعنون (بعلم أو بجهل) بكل المسلمين منذ عهد النبي إلى يومنا هذا، فإن كان المعنى هو الذي قالوه، فهذا يعني أن كل الأمة كانت على ضلال إلى أن جاء هذا المبدل وصحح اعتقاد الناس، بمعنى أن الأئمة المتبعين ومنهم أئمة الفقه الأربعة، وأئمة الحديث ومنهم الشيخان البخاري ومسلم، وكل من اتبعهم من المسلمين على مر العصور، كل هؤلاء كانوا على ضلال إلى أن جاء هذا الرجل بهذا المعنى، فهو بذلك يدعو إلى ترك الدين في فقهه وحديثه بل وقراءات قرآنه، فهو يصف كل هؤلاء الأئمة والناس بأنهم كانوا أغبياء إلى أن جاء هو " العاقل الوحيد " الذي اخترع هذا الفهم.

اقتباس:
علاوة على ان بعض منكري النسخ يردون بعض الاحاديث لكن عندما تأتيهم بالقران لا يستطيعون التهرب يمنة او يسرة.
أحسنت حفظك الله، هذا بيان قولي السابق في أنهم إما منكرون للسنة أو سائرون على نهج منكري السنة.

اقتباس:
اما عن كون القران ناسخ للكتب فعقلي او مستنتج من استقراء بعض الايات كـ { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ }
أحسنت بارك الله بك في قولك أن الدليل عقلي، والاستقراء إنما هو استقراء عقل، فما موقع الأدلة العقلية من النقلية؟
أكدت النصوص الشرعية على أهمية الأدلة العقلية، إذ قال المولى عز وجل لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فهذه دعوة للتفكر بالأدلة العقلية، ولم يقتصر الأمر على القرآن الكريم، بل جاءت السنة النبوية بأدلة أخرى أذكر منها على سبيل المثال الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال ((لا عدْوَى ، . فقامَ أعرابيٌّ فقالَ : أرأيتَ الإبلَ ، تكونُ في الرمالِ أمثالَ الظِّباءِ ، فَيَأْتِيهَا البعيرُ الأجْرَبُ فَتَجْرَبُ ؟ قالَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : فَمَنْ أَعْدَى الأوَّلَ .))، فكلا الدليلين السابقين يؤكدان على أهمية الأدلة العقلية.
الآن هل كل دليل عقلي دليل معتبر؟ الجواب لا، فلا بد أن يكون من صريح العقل، فمثلاً يؤمن الهندوس بأن لديهم آلهة لخلق الكون، وأخرى لإصلاح ما يفسده الخلق في الكون، وثالثة لتدمير الكون (القيامة بمفهوم المسلمين)، وهذا الأمر جاءهم من عقل، لكن عقلهم هنا لم يكن صريحاً، فهم قاسوا قدرات آلهتهم على قدرات البشر، وهذا القياس أخرج عقلهم من كونه صريحاً، فالإله ليس كالبشر، وهذا الذي يقول به العقل الصريح.
الآن نأتي إلى القاعدة يجب أن نحفظها جيداً وهي ((لا تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح))، وفيها تقييدين، الأول للنقل بأنه يجب أن يكون صحيحاً، والثاني للعقل بأنه يجب أن يكون صريحاً، فإن وجد تعارض على الحقيقة فأحد التقييدين السابقين غير متحقق.
الآن ما المنهج في التعامل مع هذا التعارض؟ المنهج ينحصر في أن أبحث أولاً عن صحة النقل، وصحة النقل أو عدم صحته يؤخذ من أهله، فلا أذهب إلى الطبيب لأسأله عن النقل، أصحيح هو أم لا، بل ولا أذهب للفقيه لأسأله عن صحة نقل (رغم أنه قد يعلمه أحياناً)، لكن أذهب إلى المحدث الذي هو أهل المعرفة بصحة النقل، فإذا تيقنت أن النقل صحيح فيجب أن يكون العقل موافقاً له، فإن لم يكن علمت أن العقل في هذه المسألة لم يكن صريحاً.
هل من الممكن أن أتبع الأسلوب المعاكس؟ بمعنى هل أنظر في الحجة العقلية وأتأكد أنها حجة صريحة لأعلم بعدها إن كان النقل صحيحاً أم لا؟ الجواب لا، لأني قد أظن أن الحجة العقلية صريحة والواقع أنه غاب عني أمر أو أمور، فمثلاً يعيش الإنسان دون أوكسيجين لمدة تقارب خمس أو سبع دقائق (على ما أعلم)، ناهيك عن أن الإنسان قبل الموت يدخل في مرحلة الغيبوبة نتيجة نقص الأوكسيجين، فهل عقلاً يصح أن يصلي رجل داخل جوف الحوت ويدعو ربه؟ للوهلة الأولى قد يظن الظان أن هذا غير ممكن فيوصله الأمر للطعن بالقرآن الكريم، لماذا؟ لأنه ظن أنه أحاط بالحجة العقلية وظن أنها صريحة، لكن غاب عنه أن من أوجد قانون الموت بعد خمس أو سبع دقائق قادر على أن يغير هذا القانون كيفما شاء.

الخلاصة المهمة:
طالما أنه ثبت لك بالسنة النبوية أن النسخ يقع في القرآن الكريم فيجب عليك أن تؤمن بذلك، دون وجود أي ميول لأي شيء آخر، فإن وصلت إلى هذا الإيمان وأردت أن يطمئن قلبك بإجابة أسئلة المشاركة الأولى، انتقلنا إليها وأجبنا عنها، لكن إن لم تكن العقيدة راسخة فأعلمني فيما قصرت لأعيد الشرح والتمثيل.
ملاحظة: لتعرف هل وصلت إلى ذلك الإيمان الراسخ في موضوع النسخ، افترض أني ما استطعت الرد على أسئلة المشاركة الأولى، واسأل نفسك هل النسخ من القرآن موجود أم لا؟
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس