بالنقل أم العقل ؟
-------------------------------------------
حقيقة ، لا أعلم من الذي فرق العقل والنقل عن بعضهما ، ففي القرآن والسنة هما مجتمعان ، ولا أعلم إلا أن المعتزلة تبنوا العقل وأفرطوا فيه ، وآخرين تبنوا النقل وأفرطوا فيه ، فإذا كانت حجة المعتزلة صحيحة أن العقل البشري قادر على إدراك الشرائع وحده ، فما حاجتنا للأنبياء ؟ وما حاجتنا للقرآن الكريم ؟ وما كل هذا الفساد البشري في البر والبحر ؟ بالتأكيد حجتهم تلك باطلة ، أما إذا كان تبني النقل وحده هو الصحيح ، فلماذا خلق الله لنا عقلا ؟ وإذا كان العقل بلا فائدة ، فهل يخلق الله شيئا تافها والعياذ بالله ؟
بعد هذين الكابوسين ، نعود إلى أهل السنة ومدرستيهما : الأشعرية والأثرية ، فيا ليتنا نجمع بينهما فنحصل على شيء مفيد ! فالعالم المسلم لابد أن يكون أشعريا وأثريا في نفس الوقت ، فإذا واجه مسلما فعليه أن يحدثه بشخصيته الأثرية ، أعني بالنقل ، وذلك لأن كلاهما يتفق على نفس النص وهو القرآن الكريم والسنة النبوية ، أما إذا واجه أحد الكافرين أو المعارضين للسنة الشريفة فيجب أن يحادثه بالعقل (بالطريقة الأشعرية) لأن كلاهما لايتفق على النصوص لكنهما يتفقان على العقل والمنطق ، وهذا هو الصحيح ، أعني أن نجمع بين النقل وإعمال العقل ، فيكون تقديم النقل على العقل مع المسلمين ، ويكون تقديم العقل على النقل مع الكافرين والجاهلين ، فنجد أن القرآن الكريم عند توجيه حديثه إلى المؤمنين ينصحهم ، وإذا حدث الظالمين حدثهم بالعقل ، ووجه أنظارهم إلى خلق الله وتناسقه ، وإلى عجز آلهتهم عن السمع والبصر والخلق .
أما بالنسبة لإدراك الشرائع الإسلامية فمن الغباء المفرط إبعاد النقل أو العقل والإكتفاء بأحدهما دون الآخر ، فمعرفة الشرائع تحتاج الإثنان معا دون أولوية ، فالمواد الخام (القرآن والسنة) ليس لها أي فائدة دون المصنع (العقل) الذي سوف يعالجها ويصنعها ، كما أن هذا المصنع يبقى مكانا خربا دون مواد خام يعمل عليها .
هدانا الله وإياكم إلى الطريق المستقيم .
محمد زيدان ::: العلم والإيمان ===>
http://www.facebook.com/science480