عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2007-08-29, 10:15 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
افتراضي



التعارض لغةً : هو التقابل والتمانع.

واصطلاحاً: هو تقابل الدليلين بحيث يخالف أحدهما الآخر ، ولا يمكن الجمع بينهما بأى وجه من وجوه الجمع.

والتعارض (الظاهرى) موجود بين النصوص الشرعية قرآناً وسنة.

ولكن المثير للانتباه حقاً أن مسألة التعارض هذه ليست بين القرآن والسنة فحسب ، بل بين نصوص القرآن وبعضها البعض.

ولنقرأ قوله تعالى : (هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) [آل عمران : 7]

ونستفيد من هذه الآية عدة فوائد منها :

1- وجود التعارض بين نصوص القرآن وبعضها البعض ، وهذا التعارض أسماه القرآن اختلافاً.

2- أن هذا التعارض (ظاهري) فحسب لقوله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )

3- النهى عن تتبع المتشابه.
وهذا إنذار خطر نوجهه لهؤلاء الذين يرفعون راية ودعوى وجود التعارض بين القرآن والسنة ليحذورا كيد الشيطان ، ولا يتبعون الهوى فيضلوا.

4- أن الذى يتتبع هذا المتشابه هم الذين امتلأت قلوبهم بالزيغ وفرغت من الإيمان.

5- أن هدف هؤلاء الذين يتتبعون المتشابه هو ابتغاء الفتنة فىالدين فليس هدفهم العلم أوالفقه أو العمل بهما ، ولا يعملون لصالح الدين بل لهدمه.

وهنا لنا وقفة:
وقبل أن نتحدث عن كيفية درء ورد التعارض الظاهرى بين القرآن والسنة ، فيجب علينا أن ندفع القول بوجود تعارض حقيقى بين القرآن والسنة ، من أى أحد كان مهما بلغت مكانته. (لماذا؟).

1- لأن أحدا ًمن أهل العلم ولا حتى من أهل الجهل قال بهذا القول من قبل. ألا وهو وجود تعارض حقيقى بين القرآن والسنة.

2- والأهم من هذا : أن الذى يدعى هذا القول يلزمه قبل أن يتحدث عن وجود تعارض بين القرآن والسنة أن يقر بوجود التعارض بين القرآن وبعضه البعض (لماذا؟).

لأن القرآن الكريم منصوص فيه صراحة على وجود هذا التعارض الظاهرى ، لقوله تعالى : (هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) والشاهد قوله (وأخر متشابهات).

فهذا نص صريح بهذا. أما دعوى التعارض بين القرآن والسنة فهذه لم يقلها أحد من أهل العلم المعتبر بقولهم.

وأولى بمن يرد السنة بدعوى تعارضها مع القرآن ، أن يرد نصوص القرآن المتعارضة (ظاهرياً) مع النصوص الأخرى ، وهذا بالإجماع كفر صريح.

يتبع إن شاء الله ...................

آخر تعديل بواسطة أبو جهاد الأنصاري ، 2007-08-29 الساعة 10:16 PM
رد مع اقتباس