[مريم ابراهيم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.الحمد لله والصلاة والسلام علي خير الأنام وعلى آله وصحبه الكرام.#أما بعد:إن مما أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب......."متفق عليهوقد اختلف العلماء في معنى اقتراب الزمان في الحديث، وأشهر الأقوال: قولان:ـالأول:أن المراد تقارب زمان الليل وزمان النهار، وهو وقت استوائهما أيام الربيع والمعبرون يقولون: أصدق الرؤيا ما كان اعتدال الليل والنهار وإدراك الثمار.الثاني:أن المراد باقتراب الزمان انتهاء مدته، إذا دنا قيام الساعة.وهذا هو الراجح ـ والله اعلم ـ#لأنه لو كان المراد القول الأول لما اختص به المؤمن، ولما جاء في سنن الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه " في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب"#رواه الترمذي في كتاب الرؤيا باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو(7/ 56)وقد رجح القول الثاني ابن حجر رحمه الله فقال: والمراد به اقتراب الساعة قطعا. فتح الباري 12/423.ورجحه أيضا فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.وفي الحديث تبشير للمؤمنين في آخر الزمان بصدق رؤياهم حيث نفى النبي صلى الله عليه وسلم الكذب عنها لأن حرف النفي الداخل على كاد يفي قرب حصوله والنافي لقرب حصول الشيء أدل على نفيه نفسه.#فتح الباري 12/423والحكمة والله أعلم من هذه الكرامة للمؤمنين#: ـ لأنه في آخر الزمان يذهب أهل العلم بأمور الديانة وتتعذر النبوة في هذه الأمة فعوض المؤمنون بالرؤيا الصادقة ليجدد لهم ما قد درس من العلم.أوـ لأن المؤمنين يقل عددهم ويغلب الكفر والجهل والفسق على الموجودين فيؤنس الله ويعينه بالرؤيا الصادقة إكراما له وتسلية.فتح الباري 12/421.أحمد بن سليمان العريني</B></I>