عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-11-05, 06:08 PM
حفيد الصحابة حفيد الصحابة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-21
المكان: المغرب
المشاركات: 329
لعن الكافر المعين .....مهم جدا للاخوة المحاورين مع المخالفين

بسم الله الرحمن الرحيم


الصلاة و السلام على رسولنا و على آله الطيبين و صحابته اجمعين .


اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب و الحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







<!-- / icon and title --> <!-- message -->
لعن الكافر المعين


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن بعض الكفار بأعيانهم وأسمائهم كما روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في قنوته في الفجر: "اللهم العن فلاناً وفلاناً، بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، فأنزل الله: "ليس لك من الأمر شيء" إلى قوله: "فإنهم ظالمون"([1])، قال الحافظ ابن حجر في قوله: "العن فلانا وفلانا" سماهم في الرواية التي بعدها"([2]).

والرواية التي بعدها مرسلة من حديث سالم بن عبد الله قال: "كان رسول الله
عليه الصلاة و السلام يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو وا*لحارث بن هشام فنزلت:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}إلى قولـه:{ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }([3]).

وقد ورد التصريح بلعنهم بأسمائهم في رواية موصولة عند الترمذي وأحمد من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله
عليه الصلاة و السلام يوم أُحد: "اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان بن أمية، قال: فنزلت {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ} [آل عمران: 128]، فتاب الله عليهم فأسلموا فحسن إسلامهم"([4]).

وأخذ بعض العلماء من هذا الحديث النهي عن لعن الكفار في الدعاء على جهة التعيين([5]) ووجه ذلك أن قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]، يدل على النهي عن لعن هؤلاء المعينين، ولهذا ترك النبي تعيين الأشخاص باللعن بعد نزول هذه الآية.

وقد اختلف العلماء –رحمهم الله- في حكم لعن الكافر المعين على قولين:

فالجمهور على المنع، وقال آخرون بالجواز([6])، وحكى ابن مفلح في جواز ذلك روايتين([7]): وقال أبو بكر ابن العربي: "قال لي كثير من أشياخي: إن الكافر المعين لا يجوز لعنه؛ لأن حاله عند الموافاة لا تعلم، وقد شرط الله تعالى في هذه الآية([8]) في إطلاق اللعنة الموافاة على الكفر... والصحيح عندي جواز لعنه لظاهر حاله، كجواز قتاله وقتله"([9]).

وقال الحافظ بن كثير: "فأما الكافر المعين فقد ذهب جماعة من العلماء إلى أنه لا يلعن؛ لأنا لا ندري بما يختم الله له، واستدل بعضهم بالآية: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [البقرة: 161].

وقالت طائفة أخرى: بل يجوز لعن الكافر المعين، واختاره الفقيه أبو بكر بن العربي المالكي، ولكنه احتج بحديث فيه ضعف([10])، واستدل غيره بقوله عليه السلام في قصة الذي كان يؤتى به سكران فيحده، فقال رجل: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول الله r: "لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله"([11])، فدل على أن من لا يحب الله ورسوله يلعن" والله أعلم([12]).

فمأخذ المجيزين للعن الكافر المعين أن هذا حكم على ظاهر حاله المستحقة للعن لدخوله في عموم الكافرين الذين ثبت لعنهم بالنص.

ومأخذ المانعين من لعن الكافر المعين أن اللعن حكم على الشخص بالطرد والإبعاد عن رحمة الله وهذا غيب لا يعلم إلا بنص إن كان على سبيل الخبر، وأما إن كان على سبيل الدعاء فهو دعاء عليه بالطرد والإبعاد من رحمه الله المستلزم طلب بقائه على الكفر وهو ممنوع وفي هذا يقول الغزالي:

"إن كل شخص ثبتت لعنته شرعاً فتجوز لعنته كقولك: فرعون لعنه الله، وأبو جهل لعنه الله؛ لأنه قد ثبت أن هؤلاء ماتوا على الكفر، وعرف ذلك شرعاً وأما شخص بعينه في زماننا كقولك: زيد لعنه الله، وهو يهودي مثلاً، فهذا فيه خطر، فإنه ربما يسلم فيموت مقراً عند الله فكيف يحكم بكونه ملعوناً؟ فإن قلت: يلعن لكونه كافراً في الحال، كما يقال للمسلم رحمه الله، لكونه مسلماً في الحال، وإن كان يتصور أن يرتد، فاعلم: أن معنى قولنا رحمه الله: أي ثبته الله على الإسلام الذي هو سبب الرحمة وعلى الطاعة، ولا يمكن أن يقال: ثبت الله الكافر على ما هو سبب اللعنة، فإن هذا سؤال للكفر وهو في نفسه كفر، بل الجائز: أن يقال: لعنه الله إن مات على الكفر ولا لعنة إن مات على الإسلام، وذلك غيب لا يدرى والمطلق متردد بين الجهتين ففيه خطر، وليس في ترك اللعن خطر... وكذلك من بان لنا موته على الكفر جاز لعنه وجاز ذمه إن لم يكن فيه أذى على مسلم..." ([13]).

وبناء على ما سبق يمكن تلخيص أحوال لعن الكافر المعين بما يلي:

(1) أن يكون ممن ورد النص بلعنه أو بموته على الكفر كإبليس وفرعون وأبي لهب، فهذا يجوز لعنه، ومن شواهده ما رواه البخاري عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: "قال أبو لهب عليه لعنة الله للنبي r تباً لك سائر اليوم فنزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ([14]) [المسد: 1].

(2) أن يعلم موته على الكفر فهذا يجوز لعنه أيضاً. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"وأما لعنة المعين فإن علم أنه مات كافراً جازت لعنته([15]).

(3) ألا يتيقن من خاتمته التي مات عليها فهذا لا يلعن إلا مقيداً فيقال: لعنه الله إن كان مات على الكفر ونحو ذلك.

(4) وأما الكافر الحي فلعنه على سبيل الإخبار غير جائز لأنه إخبار عن غيب وحكم على المآل والعاقبة وهذا الكافر الحي لا تعلم خاتمته فيكف يحكم عليه ويخبر عنه بأن الله تعالى لعنه وطرده عن رحمته، وربما يسلم فيرحمه الله تعالى ويدخله جنته، فيكون الخبر بلعنه غير مطابق للواقع، بمعنى اللعن الأصلي الذي هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.

وأما لعنه على سبيل الدعاء عليه بالطرد والإبعاد من رحمة الله ، فالظاهر أن هذا غير جائز لأمرين:

الأول: أن النبي عليه الصلاة و السلام ترك لعن أعيان الكفار لما أنزل الله تعالى قولـه: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128].

الثاني: أن الدعاء على الكافر الحي بالطرد والإبعاد من رحمة الله لا مصلحة فيه للداعي، وإنما فائدة الداعي في هداية هذا المدعو عليه فيكون سندًا لـه وعضدًا وأخا معينًا، أو في أن يكف شره ويزال بأسه.

فلعن الكافر لمجرد الدعاء عليه بالطرد والإبعاد من رحمة الله، قد يكون سبباً في زيادة شره واستمرار أذاه، إن كان من المتسلطين كما قد يكون سبباً في صده وإعراضه عن الدخول في الدين إن كان من المسالمين، والعجيب من ابن العربي-رحمه الله- الذي أجاز لعن الكافر المعين أنه منع من الدعاء عليه فقال: "فأما كافر معين لم تعلم خاتمته فلا يدعى عليه، لأن مآله عندنا مجهول، وربما كان عند الله معلوم الخاتمة للسعادة([16]).

وهذا الكلام تظهر منا قضته لكلامه السابق في جواز لعن الكافر إذ إن اللعن نوع من الدعاء، إلا إن حمل كلامه السابق في إجازته اللعن على معنى الإخبار، لا على معنى الدعاء، ولكن يرد عليه الإشكال في كون الإخبار بلعن الكافر الحي حكم على الغيب والمآل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.

أما إن قصد اللاعن للكافر المعين الحي بلعنه مطلق السب والشتم والتحقير أو الدعاء بالعذاب الدنيوي، فهذا قد يقال بجوازه في حق العتاة المتسلطين فيكون من باب الدعاء عليهم انتصاراً للإسلام والمسلمين بما يكف أذاهم ويدفع شرهم، كما دعا النبي r على بعض الكفار المؤذين، وقد يكون ذلك أيضاً سبباً في اتعاظهم أو عبرة لغيرهم، وإن كان ينبغي أن يكون ذلك الدعاء والسب بغير لفظ اللعن الموهم إرادة الدعاء بالطرد والإبعاد عن رحمة الله، لما سبق تعليله. والله أعلم.
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين.
رد مع اقتباس